احتضنت مكتبة الأباء البيض بحي المقري بوهران ندوة فكرية حول الادب الجزائري بحضور كل من الروائيات مايسة باي وفاطمة بخاي ورفيعة مزاري والشارة إنصاف عماري الى جانب الكاتب والصحفي كمال داوود والاستاذ والباحث الجامعي محمد ملياني. وفتح النقاش بحضور نخبة من المثقفين حول الادب الجزائري والمراحل التي مر بها من تطور وأكد محمد ملياني أننا بحاجة الى ابداع جديد بعيد عن الادب الذي أرخ لعشرية سوداء فالقارئ بحاجة الى أدب يتنافس من خلاله لغة جديدة ومخيال يعطيه صورة اخرى عن الادب في الجزائر بعيدا عن مشاهد الدمار التي مل منها الجميع. وجل التدخلات اتفقت حول هذه النقطة. من جهة اخرى نجد أن الاديبة مايسة باي تحدثت عن أعمالها وكتاباتها بصورة بسيطة فلقد نجحت الروائية مايسة باي في أن تجد لنفسها مكانة محترمة في عالم الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية، بعيدا عن الجدل الساعي لجعل من اللغة عنصر تفرقة بدل من عنصر ثراء، حيث ترى الروائية أن التصنيفات في عالم الادب لا معنى لها سواء تعلق الأمر باللغة أو بهوية الكاتب بقدر ماتهم الرسالة التي يتضمنها الابداع الادبي في حد ذاته. وتعتقد الروائية مايسة باي أن مثل هذه اللقاءات التي تجمع بين الكتاب وبالرغم من قلتها إلا أنها تشكل فرصة لايجاد فضاء للتعبير عن أنفسهم وعن أدائهم وأفكارهم فمثل هذه النشاطات تخلق الفرصة لتبادل الأفكار والخبرات. الشىء الأكيد أن هذه الندوات الفكرية الخاصة بنقاش بعض الأعمال الادبية الجزائرية تعطي للمتلقى إمكانية لفهم بعض الميكانيزمات الخاصة بالكتابة وهذا إن كانت فرصة لقاء الجمهور مع الاديب الذي يتحدث بطلاقة عن أعماله وأفكاره مع إعطاء توضيحات عن الأبعاد الايجائية والمخيالية للعمل ذاته. وكانت الفكرة المشتركة عند أغلب الحضور أنه حان الوقت كما قال الباحث والاستاذ ملياني من ظهور أدب جديد مفعم بالرومانسية والواقعية بعيدا عن فترة الدمار والدم والخراب، فالقارئ بحاجة الى رسالة أمل تعطى إنطلاقة جديدة للادب الجزائري ويأرخ لمرحلة اخرى من تاريخ الحركة الادبية داخل وخارج الوطن.