طرحت الروائية والحقوقية السيدة فاطمة بخاي أول أمس، بالمقهى الأدبي بالصالون الدولي للكتاب اشكالية بعنوان »هل يوجد أدب جزائري؟« وخلصت بعد تعليل وتفسير إلى أنه يوجد أدب عالمي يدخل ضمنه الأدب الجزائري كما الفرنسي، كما الايطالي والروسي ولكل خصوصيته وهويته. تفضل الروائية فاطمة بخاي ( تكتب بالفرنسي) الحديث عن »الأدب في الجزائر« بدل الحديث عن »الأدب الجزائري« ذلك أن المبدعين الجزائريين لايكتبون فقط للجزائر بل لهم اضافات ورسائل يثرون بها الفكر والأدب العالمي والانساني. ترى هذه الروائية أنه على الجزائري أن يكتب عن قضايا بلده وأن يلتزم بخصوصيته الثقافية، كذلك الحال بالنسبة للفرنسي أوالايطالي أوالياباني وهذا لا يعني حسبها انتاجا محليا محضا بل هو عراك حضاري وانساني متداخل. بالنسبة للكتاب الجزائريين باللغة الفرنسية مثلا فإن أغلب شهرتهم تأتي عنمدا تباركهم »الأم فرنسا« والعكس مثلا بالنسبة للكتاب الجزائريين باللغة العربية فلا يشتهرون الابعد مباركة المشرف لابداعهم وأعطت أمثلة عن أحلام مستغانمي وياسمينة خضرة، وقالت "هذا يكفي.. علينا أن نكون ناضجين، فنحن أمة ووطن لنا دور نشر وجامعات ونقاد أكفاء ومثقفون وليس لنا الحق في أن نحسّ بالنقص وإذا ما أردنا أن ننشر في الخارج فلا بأس إذا احسنسا بالثقة وبالعزة التي نشعر بها في وطننا، وأن نكون كما نحن عليه لا نقبل بأن نغير اونتنازل". وفي حديثها عن الأدب العالمي أشارت الروائية بخاي أنه مجموعة من الجنسيات بمعنى أن كل الأدباء والمبدعين يساهمون فيه من شتى الأوطان لذلك فإن هذا الأدب ملك للعالم كله وليس لوطن واحد أي أن هذا الأدب لايكون فقط جزائريا فهو قبل هذا أدب انساني عالمي بشرط أن لا تتداخل أوتضمحل خصوصية كل أدب. للتذكير فإن لفاطمة بخاي عدة روايات أشهرها »ايزوران« و»أسكاليرا« نسبة لحي قديم بوهران سكنه الجزائريون والفرنسيون البسطاء والاسبان وكونوا جيلا متسامحا لا فرق فيه بين ابنائه الى درجة جعلت النساء والعجائز الجزائريات الأميات يتكلمن بطلاقة الاسبانية والفرنسية وحاولت الكاتبة استغلال هذه الفترة في قصتها علما أن رواياتها يغلب عليها الطابع التاريخي.