أدى المدير العام للمخابرات المصرية عمر سليمان مساء أمس اليمين الدستورية كنائب لرئيس الجمهورية بحضور الرئيس المصري محمد حسني مبارك. وظل منصب نائب رئيس الجمهورية شاغرا منذ تولي حسني مبارك الحكم قبل ثلاثين عاما، ويبلغ سليمان من العمر نحو 75 عاما وهو يشغل منصب مدير المخابرات العامة منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد تولى مؤخرا عدة ملفات في مجال السياسة الخارجية مثل ملف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية. كما قرر الرئيس مبارك تعيين وزير الطيران المدني، الفريق أحمد شفيق رئيسا للحكومة، وقال التلفزيون المصري الرسمي إن مبارك قد عقد محادثات أزمة مع عدد من كبار المسؤولين المصريين في مقر الرئاسة المصرية. وفي الأثناء، عاد رئيس أركان الجيش الفريق سامي عنان على وجه السرعة من واشنطن، بينما يترقب المصريون دور الجيش في الانحياز إلى الشارع أو الدفاع عن نظام مبارك. وكان نائب قائد الأركان الأمريكي الجنرال ''جيمس كارترايت'' أكد في واشنطن أن الفريق سامي عنان الموجود في الولاياتالمتحدة لإجراء محادثات حتى الأربعاء القادم، عاد إلى مصر. وقد ناشد الجيش المصري في بيان بثته وكالة الأنباء المصرية الرسمية المصريين بعدم التجمع في الشوارع والالتزام بحظر التجول عبر ''عدم الوقوف في تجمعات بالشوارع والميادين الرئيسية نظرا لقيام عدد من الأفراد الخارجين عن القانون بأعمال التخريب للممتلكات العامة والخاصة وأعمال البلطجة لترويع المواطنين''. وتلت انتشار الجيش في القاهرة ''مشاهد ألفة'' بينه وبين الشعب مع صعود مدنيين إلى الدبابات، حيث كان جنود يرفعون شارة النصر وسط التصفيق. وفي الوقت الذي تثير فيه عودة رئيس أركان الجيش بهذه الصورة المفاجئة وتعيين مدير المخابرات نائبا لرئيس الجمهورية، طرح العديد من المحللين السيناريوهات العديدة الممكنة حول الوضع القائم، حيث يرى فريق أن الجيش يمكن أن يسحق الثورة، أو يطلب من مبارك الرحيل في ظل حمايته إذا لم يكن يريد رؤية كثير من الدماء تسيل. من ناحية أخرى، كشفت التقارير الإخبارية أمس نقلا عن الجالية المصرية في لندن، أن زوجة مبارك السيدة سوزان ونجلاه المصري علاء وجمال وصلوا مساء أمس إلى العاصمة البريطانية رفقة زوجتيهما وأفراد العائلة، في خطوة تعكس خطورة الوضع الذي يتهدد النظام المصري الذي يحكمه مبارك منذ أكثر من ثلاثين عاما. وكان التلفزيون المصري قد أعلن في وقت سابق، أن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم قبل استقالة أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني من الأمانة العامة للحزب الوطني، بينما ترددت أنباء عن استعداد أحمد عز للهروب من مصر. وأعلنت مصادر في مطار القاهرة أن القاعة رقم 4 المخصصة لسفر الطائرات الخاصة تلقت طلبا من أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني الحاكم بإعداد طائرته الخاصة للسفر بها. وقالت المصادر إن عز طلب إعداد الطائرة للسفر إلى الغردقة بمصر رفقة أسرته في الوقت الذي اشتعلت فيه بالقاهرة العديد من المظاهرات.