تحت إشراف مخبر البحوث الاجتماعية و التاريخية بجامعة مصطفى اسطمبولي بمعسكر برئاسة الأستاذ الدكتور بوغفالة ودان . الأستاذ الدكتور طيبي غماري رئيس اللجنة العلمية و الأستاذ الدكتور جيلالي كوبيبي معاشو رئيس لجنة التنظيم، و بمشاركة 19 محاضرا منهم 8 طلبة دكتوراليين يمثلون 8 جامعات عبر الوطن اختتم أمس الملتقى الوطني الأول حول « الموت في الممارسات الثقافية في الجزائر «، وهو اللقاء الذي يهدف حسب المنظمين إلى فهم ظاهرة الموت وما يرتبط بها من تصورات وممارسات من منظور العلوم الاجتماعية، فضلا عن إتاحة الفرصة للباحثين من مختلف تخصصات العلوم الاجتماعية كعلم النفس، علم الاجتماع، الفلسفة و الأنثروبولوجيا لتبادل المعارف والخبرات عن الظاهرة و فتح مجال التفسير والفهم والمشاركة أمام الطلبة الدكتوراليين و توسيع مداركهم المعرفية إلى بعض الإشكاليات المتداخلة بين العديد من التخصصات و حسب الورقة البحثية للملتقى ، فإن الموضوع المطروح يثير العديد من التساؤلات سواء بالنسبة للرأي العام أو بالنسبة لإشكاليات البحث حول مكانة الباحث الجزائري من إشكالية الموت و طقوسه؛ وهو الأمر الذي يدفعنا إلى الإقرار بأننا في هذه المسألة بعيدين عن وفرة الأبحاث والدراسات النوعية والكمية ذات الطابع السوسيولوجي والسيكولوجي والأنثروبولوجي، مقارنة بتلك المنتجة في البلدان الغربية، أو تلك المنتجة في العلوم الدينية واللاهوتية»، و حددت اللجنة العلمية عدة تساؤلات حول ماهية الموت و تصوراتنا له ، وحول الكيفية التي تجيب بها المعرفة العلمية الحديثة على تساؤلاتنا عن الموت ؛ و كذا الكيفية التي تساهم بها الممارسات الثقافية الاجتماعية والدينية وطقوس الحداد في التعايش مع هذه التجربة في ظل التحولات الاجتماعية في الجزائر. و هي التساؤلات التي حاول الأساتذة المؤطرون و الطلبة الدكتوراليين الإجابة عنها و كشف الستار عن هذا الجانب الغامض من الوجود الإنساني، وكذا مناقشة هذه الإشكالية من مختلف الزوايا العلمية، النفسية والاجتماعية والأنثروبولوجية والفلسفية والدينية . أشغال الملتقى استهلها الأساتذة المؤطرون بتقديم توجيهات منهجية لمعالجة الموضوع قبل مباشرة إلقاء المحاضرات ال19 الموزعة على 4 جلسات بمعدل جلستين يوميا، و كانت المحاضرة الأولى من تقديم طالبة دكتورالية من مخبر البحوث الاجتماعية و التاريخية بجامعة معسكر تحت عنوان «ثقافة الموت في المجتمع الجزائري ؛الممارسات والتمثلات؛ معسكر نموذجا « ، و كما هو واضح من العنوان فإن الباحثة استعرضت وصفا لكل الطقوس المتعلقة بظاهرة الموت محاولة تفسيرها تارة و استنتاج آثارها النفسية و الاجتماعية على أهل المتوفى تارة أخرى، لتتوالى المحاضرات أمام جمع من الطلبة بين بحوث اعتمدت الميدان مصدرا لتشخيص طقوس الموت ، و بين دراسات اجتهدت لإسقاط نتائج بحوث غربية على المجتمع الجزائري و محاولة تكييفها والعادات المحلية لجعلها تتطابق و لو قسريا . تأطير فعاليات الملتقى الذي احتضنته قاعة المحاضرات بالمكتبة المركزية بجامعة معسكر بحي سيدي سعيد ، تولاه أساتذة قدموا من جامعات مجاورة مثل جامعات سطيف، سيدي بلعباس، مستغانم، تلمسان ،الأغواط، الوادي و جامعة معسكر، و كذا المركز الجامعي بتمنراست ومعظمهم أساتذة في علم الاجتماع بمختلف تخصصاته، ويشرفون على طلبة دكتوراليين .