ينظّم المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية ملتقى علميا عنوانه “علماء الاجتماع العرب أمام أسئلة التحولات الراهنة” أيام 18 ،19 و20 فبراير الجاري بمقر المركز بوهران، حيث تجري أشغال هذا الملتقى بالتعاون مع جامعة مستغانم والجمعية العربية لعلم الاجتماع، برعاية علمية من منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم. أوضح بيان للهيئة البحثية أن عقد الملتقى جاء في سياق التحولات الاجتماعية التي عرفتها مجتمعات العالم العربي منذ بداية سنة 2011، و”تستدعي جملة من التساؤلات الجوهرية التي تفرض نفسها على العلوم الاجتماعية اليوم... تساؤلات عن طبيعة سيرورة التحولات الجارية، طبيعة المعاني التي تتضمنها، طبيعة القوى التي تحملها ومشاريع تلك القوى في المديين القريب والبعيد”. وبناء على هذه الرؤية، فإن الملتقى سيناقش - حسب نفس المصدر- من خلال تسع جلسات مسائل متعددة أهمها: “التغير والحركات الاجتماعية في المعرفة السوسيولوجية”، “تراكم الاحتجاجات في العالم العربي في العشرية الأخيرة”، “الاحتجاجات في زمن الثورات العربية في ظل تباين السياقات المحلية أو القُطرية”، “النخب العربية والتغيّرات الاجتماعية”، “النساء والاحتجاجات الاجتماعية: فئات فاعلة أم فئات هشّة؟”، “الشباب والاحتجاجات في العالم العربي”، “الأقليات وسؤال المواطنة في ظل التحوّلات التي تعرفها المنطقة العربية اليوم”، “دور الوسائط الإعلامية والاتصالية بين جَوَلان المعلومة وبلاغة الصورة وأشكال الاستعمال في خضم الموجات الاحتجاجية”. كما يتضمن برنامج الملتقى تنظيم مائدة مستديرة تناقش ما يصطلح على تسميته إعلاميا ب “الربيع العربي” بعد ثلاث سنوات وفق رؤى متقاطعة، كما أدرجت ورشة دكتورالية تكوينية يناقش من خلالها باحثون شباب في العلوم الاجتماعية نتائج دراساتهم الميدانية ذات العلاقة بموضوعات التغيّر والحركات الاجتماعية. وحسب البيان، فإن هذا النقاش العلمي سيثريه ثمانية وثلاثون (38) باحثا من 15 بلدا عربيا، حيث سيشارك في المؤتمر باحثون جزائريون من داخل الوطن وخارجه، إضافة إلى باحثين من تونس، المغرب، مصر، سوريا، المملكة العربية السعودية، العراق، اليمن، قطر، فلسطين، لبنان، الأردن، موريطانيا، سلطنة عمان والسودان. وأوضح أن فعاليات هذا الملتقى تشكل “خلاصة نقاشات وتوجيهات المجلس العلمي للمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية حول ضرورة الاهتمام بالبعد الإقليمي للجزائر، خاصة ما يتعلق منه بالمنطقة العربية”. كما يأتي استمرارا لاهتمام المركز بموضوع التغيّر الاجتماعي في الجزائر والعالم العربي، حيث يأتي بعد حدثين علميين تم تنظّيمهما سنة 2012، يتعلق الأول بملتقى “الجزائر بعد خمسين سنة: التفكير في التغيّر”، ويتعلّق الثاني بمؤتمر “مستقبل العلوم الاجتماعية في العالم العربي”، إضافة إلى أعداد مجلة “إنسانيات” ومنشورات المركز الأخرى التي تناولت هذا الموضوع بالدراسة والتحليل.