سطر الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية مكتب الغزوات للمشاركة في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 برنامجا فكريا ثقافيا متنوع يضمّ التعريف بسيرتين لأحد الفنانين والأخرى لأحد المشايخ والفقهاء والعلماء إضافة إلى عرض أعمال الفنانين تشكيليين على اللوحات أمثال بختي - نجّار - موفق - صابري وفتح الله، كما سيتم إبراز حياة الفنّان الغوتي فخيخري، هذا المطرب المختصّ في غناء التراث الأندلسي التلمساني والمالوف حيث كان يملك فرقة موسيقية سنة 1952 تتكوّن من 22 عضوا من بينها إسرائيليين إثنين آنذاك وكان ظهوره عبر الإعلام في السبعينات من خلال التلفزة الجزائرية، وهو من مواليد 1924 ويحمل في رصيده الكثير من القصائد مختلفة الألوان والأنواع. أما العرض الآخر الذي سيقدّمه الإتحاد وهو عبارة عن روبورتاج أو فيلم قصير يخصّ الحياة والمسار المهني والعلمي والإسلامي للشيخ العلامة محمد القباطي رحمه الله الذي وافته المنيّة السنة الماضية عن عمر يناهز القرن والسنتين وتعتبّر الشيخ من بين خيرة ما أنجبت مدينة الغزوات ومن بين أهم الرموز الدينية بالمنطقة وبتراب الوطن الجزائري، ولمن لا يعرف الإمام العلامة محمد القبّاطي، فهو من مواليد 1907-12-19 بمدينة الغزوات بتلمسان، ينتمي إلى زاوية زيري، إنه الشيخ محمد القباطي الذي حفظ القرآن على والده وأخذ مبادئ اللغة الحربية والفقه إلى أن إلتحق بجامعة القرويين المشهورة وتحصل على الشهادة العلمية منها، تعيّن في مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأخذ الكثير على يد العلامة عبد الحميد بن باديس وتنقل بين عدة مدن، له سمعة طيبة عند الجمعيات والجمهور وصار من الشخصيات المحترمة أثناء الثورة المباركة، كرّس حياته لنشر الخير مرشدا في زمن ضعفت فيه القيم وطغت عليه المادية والأنانية معتمدا على الثقافة الإسلامية، كان وفيا للمثل العليا التي آمن بها والسرالة التي نذر نفسه بخدمتها، وعرف بالصراحة والوضوح حتى في أدق الأمور وأكثرها حساسية في بداية انطلاقته ويعتبر من خيره الدعاة للوقوف على أسرار وحقيقته وله مخزون علمي ومسار نضالي وتراث فكري، فهو إمام وخطيب وفقيه ومؤلف وهو ما شهد به الشيخ أبو عمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ومحمد بورغام السفير السابق وللشيخ الجليل محمد القباطي عدة مؤلفات وهي: الإنسانية، الإنسان خليفة الله في الأرض، اقتصاد الوطن العربي بالإشتراك مع سفراء الدول العربية، مواد الخطب المنبرية والدروس المسجدية، الغزو الثقافي وحياة الأمير عبد القادر واقتصاديات البلاد العربية. وعاش العلامة القباطي محمد في مدينة سيدي بلعباس وله قدر كبير عند أهل المنطقة ويستشيره المسؤولون في المسائل المستعصية لأنه عمل رئيسا للمجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية بسيدي بلعباس، وقد حظى المرحوم العلامة بعدة تكريمات وتشريفات، من طرف مختلف الجمعيات والهيئات بحضور كبار أهل الدين، كما أشرف الشيخ على تنشيط عدة محاضرات وألقى الكثير من الدروس التاريخية والفقهية ويعبر تحفة نادرة في علم الدين والتاريخ وكان الشيخ رحمه الله يزور في كلّ مرة مدينة الغزوات مسقط رأسه بدعوات من طرف الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية مكتب الغزوات حيث قام المكتب بإنجاز روبرتاج مصوّر ومفصّل عن العلاّمة الذي كان يتكلم بفصاحة وطلاقة رغم كبر سنّه، كما كانت النكت والدّعابة لاتفارق لسانه العربيّ الفصيح الإسلامي، فرحم اللّه الفقيد وأدخله فسيح جنانه الذي وافته المنية يوم 14 أوت 2010 على الساعة الثامنة والنصف صباحا عن عمر يناهز قرن وسنتين 102.