قالت الحكومة الليبية إن غارات نفذتها قوات التحالف الغربي على العاصمة طرابلس لليلة الثالثة على التوالي أسفرت عن مقتل المزيد من المدنيين. وقد سمع دوي انفجارات وأصوات المدافع المضادة للطائرات قرب مقر الزعيم الليبي معمر القذافي في باب العزيزية. كما تواصل القتال بين القوات الموالية للقذافي من جهة وقوات المتمردين من جهة أخرى،رغم إعلان الحكومة التزامها بوقف لإطلاق النار. و في الاطار ذاته صعدت القوات التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي هجماتها على عدة محاور شملت الزنتان ومصراتة واجدابيا.وقد شهدت مدينة الزنتان غربي ليبيا معارك عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي،التي تحاصر المدينة من ثلاث جهات.وقال شهود عيان لرويترز إن المدينة تعرضت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين لقصف عنيف.كما قال شهود للجزيرة إن دبابات تقصف مناطق جنوبية في الزنتان وتهدم المنازل. كما تتمركز الدبابات التابعة للقذافي لمنع خروج سيارات الإسعاف من المدينة باتجاه الحدود التونسية. وذكرت رويترز أن الزنتان تشهد نزوحا جماعيا من جانب السكان في اتجاه الكهوف الجبلية هربا من القصف. وفي الوقت نفسه،قالت مصادر من الثوار في ليبيا إن العشرات قتلوا في مدينة مصراتة غربي ليبيا، بعد تعرضها لقصف مكثف من قبل كتائب القذافي التي تحاول استعادة السيطرة على المدينة. وقال عضو اللجنة الإعلامية لشباب ثورة مصراتة جمال سالم للجزيرة إن كتائب القذافي واجهت احتجاجات أهالي مصراتة بإطلاق النار, مشيرا إلى سقوط ضحايا "بالعشرات". وقال مقيمون في مصراتة إن القوات الموالية للقذافي فتحت النار على حشد من المدنيين العزل في المدينة التي يسيطر عليها الثوار. في غضون ذلك،قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما إن الولاياتالمتحدة ستسلم مسؤولية قيادة العمليات العسكرية ضد ليبيا "في غضون أيام" إلى حلف شمال الأطلسي، وذلك من اجل ضمان توزيع عادل للجهود الخاصة بتنفيذ قرار مجلس الأمن المرقم 1973. وقال الرئيس الأمريكي إن حلف شمال الأطلسي سيلعب دور المنسق للعملية، رغم الخلافات التي مازلت تعتمل في صفوفه حيث تعارض فرنسا وتركيا اضطلاع الحلف بدور قيادي في العملية. كما قال الرئيس اوباما إن الولاياتالمتحدة ترغب في رحيل القذافي من السلطة، ولكنه أصر على أن الحملة العسكرية الجارية حاليا لا تهدف إلى حماية المدنيين. و عن ردود الفعل الدولية عبرت الصين مجددا اليوم الثلاثاء عن"قلقها البالغ"إزاء الوضع القائم في ليبيا داعية لوقف الاقتتال الدائر وحذرت من"كارثة إنسانية".و قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جيانغ يوى،في تصريح للصحافة، إن بلادها "جد قلقة إزاء الوضع في ليبيا " محذرة من وقوع "كارثة إنسانية" في البلاد. في حين استنكرت كوريا الشمالية مشاركة الولاياتالمتحدة في الحملة العسكرية الدولية ضد ليبيا معتبرة إياها "تعديا على السيادة الوطنية لدولة ليبيا وجريمة إنسانية ضد شعبها". ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية"يونهاب"عن متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية قوله "إن الهجوم على ليبيا يعد تعديا على السيادة الوطنية لدولة ليبيا وجريمة إنسانية ضد شعبها". إلى ذلك، انتقد عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي أمس الاثنين إدارة الرئيس باراك اوباما حيال الضربات الأمريكية ضد ليبيا معربين عن خشيتهم من أن تكون بداية لنزاع طويل الأمد . من جانبه،طالب الرئيس البوليفى ايفو موراليس بسحب جائزة نوبل للسلام من الرئيس الأمريكي باراك اوباما بسبب تأييده للتدخل العسكري لبلاده ضد ليبيا وفق ما ذكرته مصادر إعلامية اليوم الثلاثاء. ونقلت المصادر عن الرئيس موراليس قوله " قبل عامين علمنا أن الرئيس باراك اوباما فاز بجائزة نوبل للسلام ولكن في هذا الوقت هل هو يدافع عن السلام أم يشجع على العنف". كما أعربت الحكومة البرازيلية عن أملها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن في ليبيا مع تجديد موقفها المؤيد للحوار في هذا البلد. وجاء في بيان لوزارة الخارجية البرازيلية صدر أمس الاثنين أن الحكومة البرازيلية "بعد تنديدها بالخسائر البشرية بسبب النزاع تعرب عن أملها في التوصل إلى وقف إطلاق نار في أسرع وقت ممكن من شأنه أن يضمن امن المدنيين وان يوفر الشروط لإنهاء الأزمة عن طريق الحوار " في ليبيا . و قالت مصادر دبلوماسية إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رفض يوم الاثنين طلبا كانت قد تقدمت به الحكومة الليبية لعقد اجتماع طارئ لمناقشة الغارات الجوية الغربية على البلاد في أعقاب فرض المجلس منطقة حظر جوي فوق البلاد وقرر المجلس عوضا عن ذلك عقد جلسة إحاطة يوم الخميس للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن كيفية تنفيذ القرار الذي أنشأ منطقة الحظر الجوي لحماية المدنيين في الصراع الدائر في ليبيا. وقال الدبلوماسيون إن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا كتب إلى المجلس في مطلع الأسبوع طالبا أن يعقد المجلس اجتماعا طارئا لمناقشة "العدوان العسكري"على ليبيا. كما غادر حوالي 320 ألف شخص ليبيا منذ بدء الأزمة في البلاد في أواسط فيفرى الماضي وفقا لما أعلنته مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أمس الاثنين. وأوضحت المفوضية أن من بين 320 ألف شخص الذين غادروا ليبيا 165 ألفا توجهوا إلى تونس وحوالي 140 ألفا إلى مصر و6 آلاف إلى النيجر . وأشارت إلى أنه في يوم السبت الماضي الذي بدأت فيه الضربات الجوية الغربية ضد ليبيا اجتاز حوالي 2832 شخصا الحدود الليبية إلى مصر وبلغ عدد الذين تجاوزوا الحدود إلى تونس 1500 شخص من جنسيات مختلفة. وأشارت المنظمة إلى أن حوالي تسعة آلاف شخص ما زالوا عالقين على الحدود مع مصر وتونس.