وصف ولي العهد الأردني السابق الأمير الحسن بن طلال الاعتداء على المعتصمين في ميدان جمال عبد الناصر الجمعة الماضي بأنه مؤلم ومخز، في حين اعتبر رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات ما حصل بأنه موجه إلى صميم الوحدة الوطنية متهما الحكومة بالوقوف وراء تلك الأحدث. وكانت مجموعة ممن يطلق عليهم البلطجية هاجمت الجمعة الماضي اعتصاما سلميا في ميدان جمال عبد الناصر -المعروف محليا باسم دوار الداخلية- بالحجارة والعصي دون تدخل من الأمن، ثم اقتحمت قوات الدرك والأمن الميدان لتفض بالقوة الاعتصام مما أسفر عن وفاة شخص وإصابة أكثر من مائة. وصدرت اتهامات غير رسمية للمعتصمين بأن أغلبهم من الفلسطينيين، وهو ما علق عليه الأمير الحسن بأنه لا ينبغي التشكيك بولاء الناس طبقا لأصول نشأتهم، وأشار في هذا الصدد إلى أن والده ولد بمكة وليس في الأردن. وقال الأمير الحسن في حوار بثته فضائية رؤيا المحلية الخاصة مساء الأحد إن ما حصل الجمعة الماضي لا يعكس حراك الشارع الأردني على مدى الشهرين الماضيين، وربط ذلك بالجهل وعدم الوعي بمضامين برامج الإصلاح. كما وصف قيام بعض الجهات بإحضار حافلات من جنوب البلاد لإظهار الولاء وتحدي المطالبين بإصلاحات سياسية بأنه عبث. وحث الحسن الحكومة على تحمل مسؤولياتها وألا تثقل على الملك، ونبه إلى أنه آن الأوان لتفعيل الدستور وترتيب الأمور في الأردن ومواجهة الحقائق المرة تحقيقا للصالح العام. ومن ناحية أخرى انتقد الأمير الحسن اختيار منطقة وسط البلد منطلقا للمسيرات التي تخرج كل جمعة من المسجد الحسيني، وقال إن علينا أن نجد مكانا لنستمع لآراء الآخرين، فالمسيرات المنطلقة من المسجد الحسيني فيها قطع لأرزاق أصحاب البسطات. ضلوع الحكومة وبدوره قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات إن ما حصل الجمعة الماضي وما تبعه من حملة تشكيك واتهام هدفه تصديع الجبهة الداخلية وبث روح الفرقة والتفرقة والعنصرية بين فئات الشعب الأردني وتأجيج العصبيات الضيقة وموجه إلى الوحدة الأردنية في الصميم. وأكد أن ما وقع لا يمكن أن يتم بمعزل عن الحكومة وعن أجهزتها الأمنية، وقال نحن نعرف بلدنا وكيف يتم تنسيق الجهود بمثل هذه الأعمال. وأضاف أن التعامل مع احتجاج سلمي رفيع المستوى بكل شراسة لا يدل على نية حقيقية للإصلاح، وأن المظاهرات التي تخرج يوميا لتعلن ولاءها وتأييدها للملك تبدو وكأنها رد على الإصلاح، ودعا إلى تشكيل لجان تعمل على إجراء تعديلات دستورية تواكب التطور السياسي والاجتماعي في الأردن. الإصلاح وكان ملك الأردن عبد الله الثاني أكد أمس الأحد ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والابتعاد عن كل تصرف وسلوك من شأنه المساس بهذه الوحدة. ونقل بيان للديوان الملكي عن الملك الذي كان يتحدث أثناء زيارته للواء البتراء جنوب الأردن ولقائه شيوخ ووجهاء وأبناء اللواء تأكيده أنه ماض بجدية في عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي. ومن جهتها تعهدت حركة شباب 24 آذار التي نظمت الاعتصام الجمعة الماضي بالعودة إلى الاعتصام في الميدان نفسه، رغم إعلان نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سعد هايل السرور رفضه الشديد للعودة إلى الاعتصام في الدوار الذي يشكل شريان حياة رئيسي في العاصمة. وكان المئات شاركوا أمس الأحد في جنازة خيري أسعد الذي قتل أثناء فض الاعتصام من بينهم قيادات سياسية ونقابية، وتحولت الجنازة إلى مظاهرة احتجاج شهدت تأكيدا على التمسك بالاعتصام.