ضمن البرنامج المسطر لفعاليات يوم العلم، دأبت مصلحة البرمجة والنشاطات الثقافية التابعة لدار الثقافة، زدور ابراهيم بلقاسم لولاية وهران على الإحتفال بهذا اليوم الثقافي الكبير الذي يصادف ذكرى وفاة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، وذلك بالتنسيق مع مجمع الإقامات الجامعية بلقايد من خلال عرض شريط وثائقي حول رائد الحركة العلمية في الجزائر لمخرجه محمد عياط، الذي حضر خصيصا بدعوة من مديرية الثقافة بذات الولاية. في تحريك حقيقي للفعل الثقافي المواكب للزخم الإسلامي الذي تحتضنه تلمسان بإعتبارها عاصمة الثقافة الإسلامية واختيار المكان بمعهد العلوم القانونية جاء موافقا لأهداف الإدارة في توفير الأجواء العلمية لمثل هذه العروض من جهة وتوفير الإحتكاك والتواصل بوسائل فنية حديثة لإنارة جوانب هذه الشخصية لدى الطلاب والحضور من جهة أخرى. وقد كان انجاز هذا الفيلم الوثائقي الذي مدته 52 دقيقة بين سنتين 1985 - 1986 راصدا لحياة ومسيرة ابن باديس الرجل والإمام من خلال حوارات ولقاءات تسجيلية مع تلامذة الشيخ، في ملامسة التفاصيل والدقائق وكشف ما من شأنه ابراز ألمعية وعبقرية رجال الجزائر. وقد كانت قراءة التعليق طيلة مدة العرض بصوت المرحوم عبد الحكيم تعكوشت الذي زاد بصوته الجهوري رونقا وصدى للعمل، وتبقى هذه الإنجازات التي تعطي ملامح الشخصية الجزائرية القوية وتعكس الأصالة الحقيقية، تتحين الفرص للخروج إلى الجمهور مع كل مناسبة، مما يجعل ثقافة التراث رهينة الأعياد والأيام الوطنية والدولية .للأسف. كما يعدّ مخرج الفيلم الأستاذ محمد عياط من أبرز الوجوه الاعلامية التي أسهمت في اثراء الساحة الفنية بكمية من الأشرطة والأفلام التسجيلية الهادفة والتي اعطت أبعادا سمعية بصرية للشخصيات المتناولة بعدما ظلت حبيسة الكتب والدوريات على غرار الشريط الوثائقي حول جمعية العلماء المسلمين وشريط حول الشيخ البشير الإبراهيمي والشاعر محمد العيد آل خليفة، اضافة إلى الحصص الثقافية والرياضية التي تعبر بصدق عن احترافية كاملة طيلة مسار المخرج المهني، لتختتم هذه التظاهرة بمناقشة ثرية لمختلف الجوانب الخاصة بالموضوع من خلال تناول علمي أضفى على اللقاء مسحة جادة وجديدة. وفي انتظار أن نتحكم في الجوانب التنظيمية إداريا ، ونحدد القاعات المخصصة سلفا... ونضبط ساعة الوقت انطلاقا نبقى ننشد جميعا نجاحا لمثل هذه التظاهرات يتجاوز هذه الصغائر حتى نتمثل طموح وأخلاق الإمام ابن باديس رحمه الله. ومع برمجة مثل هذه العروض لذات الفضاءات وجعلها سنة تجري خلال كل أيام السنة نكون قد عملنا على تحقيق المبتغى من حيث تواصلنا بهذه الشريحة الشبانية الواعدة.