عرف الملتقى الدولي حول المفكرين والشخصيات اللامعة بتلمسان الذي إحتضنه المركب الثقافي الجديد بمنصورة تحليل وصفي للأعلام والأقطاب الذين إهتموا بدراسات معرفية في العهود الوسطى كمدينتي طليطلة وصالرنو وبعض المدن المغاربية التي إشتعل فيها النشاط المعرفي كمراكش والقيروان وتونس التي ضمّت ثلة من العلماء المختلفة المناهج والموحدة في بعث العلوم الفائقة والمعاني الرائقة، وهذا من منطلق أربعة محاور تخص العلوم الدينية والنقلية والمعرفية العقلية وكذا العلوم الأدبية واللغوية والمناهج وعلماء تلمسان عبر المصنفات والمخطوطات، إن هذا الملتقى الذي نظمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلى الإنسان والتاريخ سيدوم ثلاثة أيام من 18 إلى 20 أفريل وسيتواصل النقاش في الشهرة الواسعة التي إحتلتها تلمسان كمركز للتعليم العالي وقصدها المتعلمون من أنحاء العالم الإسلامي لتوسيع معارفهم وإتمام تكوينهم ، كما كان الحال بالقاهرة ومراكش وبجاية وتونس التي تردّد على دورها العلمي عدد هائل من طلاب العلم ولازموا شيوخها من مفرسين وقضاة وفقهاء وفلاسفة وأهل المنطق ومن بين العلماء الحائزين على الشهرة العلمية إسلاميا القلصادي (1482 1412) الذي وسع إستخدام الرمزية وإعتمدها في كتابة المعادلات الرياضية وكذا رفيقه البجائي أي الفضل المشن إلى (1460 1419) الذي قصد الأزهر ونقلته السفينة التي كانت تقله إلى قبرص أين مكث بها مدة وحاور قساوستها وجادلهم في قضايا العقيدة والفكر. فتلمسان الظاهر عنها لم تكن ممرا فحسب وإنما بؤرة للقاء والتواصل بين المسلمين والجاليات الأخرى، حيث أسهم عبد الرحمان بن خلدون في توطيد هذا الإرتباط بتلمسان وتمثيله بطريقة تجسيدية راقية في حين تواجد عدد غير قليل من أعلام تلمسان في الحواضر الإسلامية الأخرى كعالم الرياضيات سعيد العقباني الذي أدخل القرشي أحد علماء الجبر والحساب في علم الفرائض والأبلي الذي أخذ من ابن خلدون الحساب والمقري جهودا علمية بالمغرب الإسلامي وصدى المغيلي في إفريقيا، وقد حاول المتدخلون في هذا الملتقى الدولي مجموعة من المختصين من المعهد العالي للفكر الإسلامي بالأردن ومن مركز البحوث بالرياض وجامعة الشارقة للإمارات العربية المتحدة ومن الجامعة التونسية والمغرب وجامعة مكة وكذلك من الجامعة الكندية بدبي الإمارات العربية المتحدة والسودان والألسكو وغيرهم، الإفصاح عن الأهمية العلمية لكتاب المعيار للونشريسي في الفتاوى الفقهية ومنزلة العقيدة الصغرى للسنوسي ومدى توفيق الباحثون في توظيف العناصر العلمية إلى جانب بن خلدون مؤرخ الدولة الزيانية والعهد الملكي للسلطات أبو حمو موسى الثاني ومدى الإسهامات لإبن مرزوق (الجد) في تجديد الدراسات الفقهية بالمغرب الإسلامي بالإضافة إلى الإجابة عن جهود العلماء الرياضيين التلمسانيين كإبن زاغو وابن مرزوڤ والإعتناء الدراسي كالمصنفات التراثية التي خلفها أعلام تلمسان. مع العلم أن الملتقى يهدف إلى إبراز المناهج التعليمية التي بلغته بحواضر المغرب الإسلامي وتحليل المصادر بالأسانيد باعتبارها مورد أساسي لنقل المعارف.