كتب الكثير من المدونين الجزائريين عن فكرة تأسيس جائزة خاصة بالتدوين والكتابة الإلكترونية بالجزائر لفتح المجال أمام رواد الشبكة المعلوماتية وإعطائهم فرصة لإبداء آرائهم بكل حرية والتعبير عن أفكارهم الشخصية في مختلف المجالات السياسية والإجتماعية وحتى الإنسانية، كما أن هذه الجائزة ستكون فرصة ثمينة للتنافس فيما بينهم لتقديم الأفضل من خلال كتابة مدونات إلكترونية مؤثرة ومعبرة مما سيسمح بدفع عجلة التدوين الجزائري نحو الأمام وتحسين مستوى الكتابة التدوينية على نطاق أوسع. وعليه فقد تم تأسيس أول جائزة للمدونات الجزائرية أطلق عليها إسم المفكر الجزائري مالك بن نبي تكريما لما قدّمه للمكتبة الوطنية والعربية من مؤلفات قيّمة وثمينة، حيث قام موقع نادي التدوين الجزائري بإطلاق هذه المبادرة بشكل رسمي تحت إشراف المدون الجزائري »يحيى أوهيبة« وهو أحد المدونين المعروفين بالإعلام الحديث حيث ولج عالم الكتابة الإلكترونية عبر بوابة "مكتوب" بعد أن تعرّف على خدمة التدوين من خلال الومضات الإشهارية ليصبح فيما بعد أحد مؤسسي نادي التدوين الجزائري، وهاهو الآن يجسّد فكرة هذا المشروع الذي يهدف لجمع عدد المدونات الجزائرية وضمّها ضمن باقة مميزة يلجأ إليها الطالب أو الباحث في دراساته اليومية. وعليه فإن مسابقة مالك بن نبي للمدونات الجزائرية قد أخذت قسطا كبيرا من الإهتمام بدليل عدد المشاركات التي تلقاها موقع نادي التدوين الجزائري خصوصا أن هذه الأخيرة تهدف لدعم المدونات المكتوبة في المساحات المجانية للتدوين العربي والعالمي، كما تقدّم دعمها الكامل للمدونات الجزائرية اليت تحوي أفكارا ملهمة وذات مصداقية كبيرة مما يسمح بإستثار المواهب الإبداعية والأفكار الموضوعية. وفيما يتعلق بقيمة الجائزة فستكون موجهة لفئتين حيث تخصص جائزة للمدونات المكتوبة على المواقع المجانية وتتمثل في مساحة مدفوعة مع إسم نطاق خاص بصاحب المدونة الإلكترونية وذلك تشجيعا للتدوين في المواقع الشخصية الحرّة والتخلص من التبعية للمدونات المجانية في كثير من النقاط، أما الجائزة الأخرى فتوجه للمدونات المدفوعة وتتمثل في تسكين مجاني لمدة معينة مع العلم أن جائزة مالك بن نبي تنظم برعاية مؤسسة الحماية الإلكترونية وبعض المدونين الجزائريين على غرار يحيى أوهيبة وجابر حدبون وغيرهم. وككل مسابقة فإن مسابقة مالك بن نبي تستوجب هي الأخرى، بعض الشروط في المترشحين كأن يكون المدّون جزائريا ومسجلا كعضو دائم في النادي كما يجب أن تكون مدونته مكتوبة في مواقع التدوين المجانية وتضم حوالي 25 موضوعا على الأقل بقلم صاحبها وغير مقتبسة، والأهم من ذلك يجب أن يراعي المدوّن بعض الشروط في كتابة المواضيع التي يستحسن ألاّ تكون مخالفة لثوابت الأمة وآدار الكتابة دون الإعتماد على أسماء مستعارة. أما فيما يخص فترة الترشيح فتمتد لغاية 30 ماي من السنة الجارية لتقوم بعدها لجنة التحكيم بإعداد قائمة تضم عشرة مترشحين ويفتح باب التصويت لجميع الأعضاء حتى يعطوا أصواتهم للمدونين المميزين الذين يستحقون الجائزة مع العلم أن فترة التصويت تمتد من 1 جوان لغاية 25 جوان من السنة الجارية ليتم الإعلان عن الفائزين يوم 5 جويلية المقبل. وبعيدا عن شروط المشاركة ومراحل التصويت فقد تساءل الكثير من رواد الأنترنت عن سبب تسمية الجائزة بإسم المفكر مالك بن نبي، وعليه فإن مؤسسي هذه الجائزة قد أكدوا أن هذا المفكر هو نموذج المواطن الجزائري الذي طالما فكر في مشاكل عصره ومجتمعه فإختار أن يدوّن أفكاره لتقرأها الأجيال وتبقى مدوّنة محفورة في ذاكرة الجزائريين، لذلك تم إختياره كرمز للفكر والكتابة ووضع إسمه على هذه الجائزة تكريما له وعرفانا لما قدمه للمكتبة الجزائرية العربية والإسلامية ومن المقرر أن جائزة مالك بن نبي ستتواصل دوراتها على مرّ السنين لترفع من مستوى الكتابة الإلكترونية وتشجّع المدوّنين على الكتابة أكثر والتعبير عن آرائهم وأفكارهم حول العديد من المواضيع التي تهم المواطن الجزائري بالدرجة الأولى.