تشهد معظم طرقات الطنف الغربي إزدحاما كبيرا جدا في حركة المرور في الأيام القليلة الأخيرة بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو لمستويات أصبحت لا تطاق في بعض الفترات للأمر الذي يدفع بالعائلات إلى التوجه مباشرة صوب الشواطىء بحثا عن جو لطيف وأجواء الراحة والاستجمام. إختناق حركة المرور بالطرقات أصبحت وضعا مألوفا يتكرر طوال أيام السنة ويزداد حدة في فصل الصيف خصوصا مع دخول أعداد كبيرة من المغتربين إلى أرض الوطن، وأغلبهم يفضلون قضاء العطلة الصيفية على شاطىء البحر حيث يكون الجو منعشا ونسيم البحر ينسي المصطافين حرارة الشمس. وعليه يتنقل الجميع إلى الطنف الغربي على متن المركبات سواء كانت سيارات نفعية أو حافلات للنقل الجماعي، وكلهم يستعملون طريق الطنف السفلي لعدة أسباب أهمها وفرة الأمن وقربه من البحر وكونه أيضا يزخر بالمناظر الطبيعية الخلابة، لكن المشكل الذي يواجهه السائقون هناك هو ضيق الطريق وكثرة المنعرجات الوعرة، وصعوبة التجاوز خصوصا في المناطق الحيلية لذلك يضطرون إلى التقليل من السرعة عندما يحدث الازدحام وتشل الحركة المرورية لساعات طويلة. هذا الوضع أصبح يحدث طيلة النهار وخصوصا في الايام الأخيرة وبالاتجاهين سواء بالطريق المؤدي إلى بلدية عين الترك أو في طريق العودة، وكثيرا ما يحاول أصحاب السيارات النفعية تفادي الطنف السفلي هروبا من زحمة المرور فيستعملون الطنف العلوي لكن مسافته تكون أطول. معاناة السائقين لا تكون فقط بالطنف الغربي، بل هي تتكرر يوميا بمعظم شوارع مدينة وهران وخاصة بوسطها، فقد وصل الأمر ببعض السائقين وخاصة أصحاب سيارات الأجرة إلى تصنيف عدة طرقات ضمن الخانة الحمراء بمعنى أنهم لا يستعملونها إطلاقا لأنهم يدركون مسبقا أنها مزدحمة بالمركبات مثل طريق الميناء والشوارع الرئيسية الداخلية لوسط المدينة. ومع تزايد الاختناق بالطرقات المؤدية إلى الساحل يتزايد عدد المصطافين بالشواطىء التي تزينت هذه الأيام بألوان الشمسيات والكراسي والطاولات ومختلف الأدوات المستعملة على شاطىء البحر، فأصبحت لا تخلو من الناس إلا بعد حلول الظلام، والجميل في الأمر أن الجماعات المحلية قد جهزت مختلف الشواطىء بالمصابيح الكبيرة لتوفير الإنارة وتسهيل مهام دوريات الأمن، وأيضا ليتسنى للمصطافين قضاء وقت ممتع قرب البحر حتى بعد غروب الشمس، فهناك الكثير من العائلات ممن يفضلن البقاء هناك لتناول وجبة العشاء، فهي مناظر ستتكرر حتما في سهرات شهر رمضان.