من المقرر أن تشارك الجزائر في ملتقى كتاب الدراما الذي تحتضنه دولة قطر الأحد المقبل، من خلال الناقد المسرحي عبد الحليم بوشراكي، حيث سيقدم ورقة بحثية حول المسرح العربي بين صناعة التوجهات والبحث عن الذات، وسيشارك في الملتقى نقاد وكتاب وفنانين من قطروالكويت وسلطنة عمان والأردن وفلسطين ولبنانوالعراق والسودان والمغرب وتونس وتركيا. ويأتي هذا الملتقى الذي ينظم تحت مظلة وزارة الثقافة والرياضة بهدف المساهمة في الارتقاء بالكتابة الدرامية العربية، وجعلها من أفضل الوسائل الفنية تعبيرا عن قضايا المجتمع ورفع ذائقته الجمالية ووعيه المجتمعي، كما يسعى الملتقى ألا تكون الكتابة الدرامية أداة لتغريب المجتمع وإلهائه عن قضاياه المصيرية، بل أداة تحفيز قواه نحو التقدم والخير والعطاء والإيمان بالقيم الإنسانية المشتركة، كما يهدف إلى إيجاد بيئة صحيحة وسليمة لتقديم الأعمال الدرامية ومتابعة ما يتم بسطه خلال الملتقى من توصيات واقتراحات من أهل الاختصاص. وانبثقت إشكالية الملتقى حسب منظمه من رؤية وزارة الثقافة والرياضة التي ترتكز على ثلاثة مفاهيم كبرى تخص الوعي والوجدان ثم الجسم، مشيرين إلى أن وجود دراما مرئية قوية لا يمكن تصوره دون وجود كتابة درامية عميقة للمجتمع من شأنها وضع موجهات فكرية ووجدانية لدى الأفراد حتى ينهضوا بمجتمعهم نحو التقدم المطلوب الذي تتحقق فيه نقلة واسعة في مختلف مجالات الحياة. وقد أشارت الجهة المنظمة في ندوة صحفية نظمت للكشف عن الخطوط العريضة للملتقى إلى أن محاولات تطوير الدراما، ستظل ناقصة إن اقتصرت على الجانب التقني في زمن التحديث التقني وتجاهلت الدور المركزي للكتابة الدرامية باعتبارها أداة تغيير وتطوير للمجتمعات ابتداء بالبنية الذّهنية والبنية النفسية لكل فرد، مؤكدين أن الدراما تخاطب الوعي والوجدان معا، وهي معنية بالتأثير أكثر من أي وسيلة فنية أخرى لأنها تمتلك القدرة بفضل خصائصها وطريقتها على خلق المناخ الملائم للتعبير والتفكير والممارسة. ومن المنتظر أن يستقبل الملتقى 50 شخصية محلية وعربية من أجل مناقشة محاوره الأربعة وهي: اتجاهات الكتابة الدرامية العربية، تجارب كتاب الدراما العربيّة، مظاهر التجديد في الكتابة الدرامية العربية وعلاقتها بالواقع العربي ثم آفاق الكتابة الدرامية في تغيير المجتمع العربي. وتتوزّع هذه المحاور على أربع جلسات علمية يقدمها محاضرون من الاختصاصات الدرامية المختلفة، حيث سيتحدث الناقد الجزائري عبد الحليم بوشراكي عن المسرح العربي بين صناعة التوجهات والبحث عن الذّات والكاتبة هبة مشاري من الكويت عن الدراما الخليجية وثقافة التلقي، وفي المحور الثاني سيتحدث الكاتب “إلي لحود” من لبنان عن مفهوم الدراما، فيما يقدم الفنان غانم السليطي من قطر شهادة كمتابع ومشارك في الدراما العربية ومقداد مسلم من العراق سيدلي بورقة بعنوان “التقليد أحد معوقات التجديد..فنون الكتابة المسرحية العربية نموذجا”، أما في المحور الثالث، فسيقدم الناقد المسرحي محمد المديوني من تونس ورقة بعنوان “في المسرح والتراث والمواطنة: قراءة في دراماتورجيا التراث عند سعد الله ونوس” فيما يناقش الباحث المغربي عبدالله بن هدار موضوع “كتاب الدراما للسينما في العالم العربي: الواقع والآفاق “، بينما يفكك الباحثان اللبناني محمد برو والجزائري يوسف بعلوج، قضية المحور الرابع، حيث سيتحدث الأول عن آفاق الكتابة الدرامية في تغيير المجتمعات العربية، والثاني في موضوع “تحولات على ضوء الشاشة”، ليكون الختام مع مداخلة للدكتور جاسم سلطان، مدير مركز الوجدان الحضاري التابع لوزارة الثقافة والرياضة، عن الفن وتحديات الواقع الراهن.