انطلقت مساء أول أمس بدار الثقافة لولاية الوادي، فعاليات الأيام المغاربية للمسرح في دورته الثانية التي سميت باسم الفنان المسرحي علي ناجي. وعرف حفل الافتتاح حضورا جماهيريا كبيرا من محبي الخشبة والفن الرابع، حيث تم تكريم عائلة الفنان علي ناجي ابن منطقة وادي سوف كاعتراف لما قدمه للمسرح الجزائري رفقة جعفر بيك ومصطفى كاتب ويحي مبروك وسيد علي كريوات وغيرهم من كبار المسرحيين الجزائريين. وكان العرض الافتتاحي من تقديم فرقة المسرح الجهوي المحترف بأم البواقي بمسرحية "افتراض ما حدث فعلا" التي تحصلت على جائزة أحسن عرض متكامل وأحسن ممثل في الدورة السابعة من المهرجان الوطني للمسرح الوطني المحترف تحت إشراف المخرج الجزائري لطفي بن سبع. كما شاركت في عدة مهرجانات وطنية وعربية كمهرجان بغداد الدولي، وذلك في إطار تظاهرة "بغداد عاصمة الثقافة العربية". وعرفت ليلة أول أمس، عرض مسرحية تونسية بعنوان "الخنار" التي تفاعل معها الجمهور خاصة أنها عالجت قضية ما يحدث في دهاليز السلطة والوزارات بطريقة هزلية. وأوضح مخرج العرض أن مسرحية "حنار" تعبر عن الأشياء التي لا نحب أن تكون في المجتمع الجزائري ولكنها تحدث، مضيفا أن الذي يحدث في تونس بعد الثورة هو ترجمة لرغبة التونسيين في أن يمروا إلى بر الأمان، ولكن بقيت الأمور على حالها وكأن الثورة لم تحقق أهدافها التي جاءت من أجلها وبقيت الحوارات والمفاوضات والكواليس داخل دهاليز السلطة وأمام وسائل الإعلام، وهو ما أدخل الشك في نفوس التونسيين في الوصول إلى نتيجة في القريب العاجل. وقال المتحدث أيضا إن الفرقة المسرحية أرادت من خلال هذا العمل ترجمة هذا الوضع فوق الخشبة، مضيفا أن "الثورة في تونس كانت مادة خام وأعطتنا فرصة للعمل على الكثير من القضايا على عكس عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي". ومن المنتظر أن يكون جمهور الوادي على موعد مع إحدى عشر فرقة مسرحية من جميع أنحاء العالم العربي كالعراق ومصر وتونس ولبنان وليبيا والسعودية، إلى جانب الجزائر البلد المضيف. كما سيشهد ركح دار الثقافة عروضا مسرحية متنافسة مأخوذة عن نصوص درامية ممتعة وإبداع في الإخراج وممثلين فرسان يصنعون الفرجة والتميز للجمهور السوفي المتعطش، وفق المتابعين. وتنظم على هامش هذه العروض ورشات عمل في الإخراج المسرحي والكتابة الدرامية والتمثيل والتعبير الجسماني، ويشرف عليها نخبة من الأساتذة والمؤطرين ذوي الاختصاص. ويرأس لجنة التحكيم أستاذ الدراما وعلوم المسرح بجامعة الكويت الدكتور نادر القنة، والدكتورة سافرة ناجي الكيلاني من العراق والناقد المسرحي على الفلاح من ليبيا، بالإضافة إلى أستاذ المسرح بالمعهد العالي للفنون الدرامية ب"برج الكيفان" طبال زرزور والممثلة التونسية لطيفة الڤفصي والممثلان فتحي صحراوي وهارون الكيلاني من الجزائر.