يشهد الشارع الجزائري، انقساما حادا بين مؤيدي الانتخابات باعتبارها المخرج الوحيد للأزمة باختيار رئيس ينفذ مطالب الإصلاح، ومعارضين يطالبون بتأجيلها بدعوى أن “الظروف غير مواتية لإجرائها في هذا التاريخ”، وأنها طريقة فقط لتجديد النظام لنفسه. حيث تجددت أمس المظاهراتُ للجمعة التاسعة والثلاثين على التوالي للمطالبةُ برحيل من تبقى من عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ويتمسك المتظاهرون بمطالبهم ببناء دولة ديمقراطية، إلى جانب رفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 من ديسمبر المقبل. ولم تمنع الأمطار وحبات البرد المتظاهرين من الخروج إلى الشارع لتجديد الموقف والمطالب. والتحم مصلون خرجوا من مسجد الرحمة، وسط العاصمة، مع الآلاف من المتظاهرين كانوا بانتظارهم في شارع ديدوش مراد المحاذي، ليشكلوا مسيرة كبيرة اتجهت إلى ساحة أودان والبريد المركزي، حيث كانت حشود أخرى من المتظاهرين الذين قدموا من الشوارع والأحياء الشعبية للعاصمة، في الجمعة 39 من الحراك الشعبي، التي كان عنوانها المركزي رفض إجراء انتخابات ديسمبر المقبل وإعلان أنه “لا عودة إلى الوراء”. ووجهت مظاهرات الحراك في الجمعة 39 تحية نضالية إلى الشعب الفلسطيني وإلى سكان قطاع غزة المحاصر عقب الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع وعلى المقاومة، والتي أدت إلى استشهاد مقاومين وأطفال وتدمير منازل. ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني والكوفية في رسالة رمزية لدعم المقاومة ونضال الشعب الفلسطيني، وهتفوا بشعار معروف في الجزائر “فلسطين الشهداء”، و”فلسطين في العيون، نفنى ولا تهون”. وفي المقابل خرج مواطنون الخميس في مسيرات سلمية ببعض ولايات شرق البلاد معبرين عن مساندتهم لتنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر المقبل . بقسنطينة خرج عشرات المواطنين في مسيرة سلمية عبروا خلالها شارعي عبان رمضان و محمد بلوزداد حاملين شعارات مؤيدة لتنظيم الانتخابات وتدعو إلى المحافظة على الوحدة الوطنية من بينها “جزائريون يد واحدة” كما اهتفوا “جيش شعب خاوة خاوة”. وهذه بعض الأصداء بثتها القناة الإذاعية الأولى نقلا من قسنطينة ، إذ قال احد المواطنين انه :” من واجبنا مساندة الجيش الوطني الشعبي في هذه الظروف الحساسة وكل أمانينا أن تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة .” ويرى مواطن آخر انه لابد من الذهاب إلى الانتخابات حتى تصل الجزائر إلى بر الأمان … وذلك وفاء لشهدائنا الأبرار “. فيما نادى مواطنوا بشار كل الشباب بالخروج يوم الاقتراع المحدد في ال12 من ديسمبر بالمشاركة القوية في الانتخابات من أجل تعيين رئيس للجمهورية “. وبعثوا برسالة تذكيرية إلى الرئيس المقبل منبهين اياه بان :” المسئولية تكليف وليست تشريف “. فيما صرح مواطن برأيه الفطري قائلا : ” إن الرئيس المقبل إن كان يريد خيرا بالبلاد والعباد فاللّهم أوصله ، وان كان يضمر غير ذلك فدعى له ألّا يكون له حظ في ذلك “. ومن بين المطالب التي رفعها ساكنة بشار إلى الرئيس المقبل :” تشييد مصانع بالولاية وخلق فرص عمل لشباب المنطقة ” . فيما حث مواطن آخر الشباب بالذهاب إلى صناديق الاقتراع في ذلك اليوم المشهود “. وبسوق أهراس انطلقت مسيرة بمشاركة واسعة للمواطنين بادرت إليها كل من المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي وأكاديمية المجتمع المدني للولاية والتنسيقية الولائية لجمعيات الأحياء من ساحة الشهداء بوسط المدينة مرورا بساحة الاستقلال ومقر القطاع العسكري وصولا إلى مقر الولاية. وبساحة الاستقلال بوسط المدينة تلا ممثل عن المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي بيانا ثمن فيه “الوقفة التاريخية والمشرفة للجيش الوطني الشعبي على حكمتها في مرافقة الحراك الشعبي السلمي ومواكبتها للتطورات السياسية التي تشهدها البلاد”. و ردد المشاركون هتافات “جيش شعب خاوة خاوة” و “نعم لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة” و”الشعب والجيش لحماية ثوابت الأمة” .كما استنكر المشاركون بشدة العمل الإجرامي الذي استهدف قبور شهداء ببلدية لخضارة الحدودية معتبرين ذلك “مساسا برموز السيادة الوطنية”. وبتبسة نظم منتمون للأسرة الثورية لقاء بقاعة المحاضرات بدار الثقافة محمد الشبوكي لدعم المسعى الانتخابي حضره حوالي 450 شخصا. وأكد بالمناسبة الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين محمد الشريف ضوايفية أن هذه الوقفة تندرج في إطار “تثمين مبادرات الجيش الوطني الشعبي ومساندته ودعم المسعى الانتخابي للحفاظ على وحدة وسلامة الوطن”. وبالميلية (52 كلم شرق جيجل) نظم مواطنون مسيرة انطلاقا من مقر الدائرة إلى غاية ساحة الشهداء عبروا خلالها مساندتهم لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة.