يطغى الطابع الأفريقي على تصميم الحديقة، حيث نُصب تمثالان جميلان يمثلان وجهين أفريقيين كبيرين على بُعد حوالي 30 متراً من بابها الخارجي، فضلاً بناء عددٍ من المحال التجارية على شكل البيوت الأفريقية ذات الطابع الدائري المعروف، كما أن هناك حظيرة حيوانات صغيرة في وسط حديقة “بن عكنون” يُطلق عليها اسم “حديقة الحيوانات الأفريقية”. وقبل الوصول إلى هذه الحظيرة التي تبعد بحوالي كيلومتر واحد من الباب الخارجي، تتوقف العائلات فور دخولها لدى الجزء الأول من الحديقة، حيث تقابلها مساحاتٌ خضراء جميلة ومجموعة من الألعاب الخاصة بالأطفال دون سن السادسة، ومنها القطار والطائرات والخيول البلاستيكية وميدان للقفز والسفينة الصغيرة التي تتحرك من الخلف إلى الأمام ثم العكس. وفي الجزء الأمامي من الحديقة، توجد “الغابات المعلقة” على مساحات عالية صغيرة ولكنها بالغة الجاذبية، وهي تعلو أقفاصَ الفيلة والنعام وحيوانات أخرى. والواضح أن غابة “بن عكنون” كانت تقع على هضبة غابية، ثم تم نحتُ مساحات منها لشق الطريق وبناء محال تجارية تقدم أكلات ومشروبات خفيفة للزوار، وهياكل إدارية وتنصيب ألعاب وأقفاص للحيوانات. 62 حيواناً،تتربع الحديقة على مساحة هائلة تصل إلى 304 هكتارات، وقد تم شق عدة طرق وتعبيدها منذ تدشينها في عام 1982، ولأن المسافة طويلة والوصول إلى “الحديقة الأفريقية” ثم “حديقة التسلية” للكبار يتطلب وقتاً وجهداً يرهق العائلات، فقد وضعت الإدارة وسيلتي نقل تحت تصرف الزوار وتتعلق الأولى بقطار من عربتين طويلتين، والثانية بالعربات الهوائية “التلفريك”. وتفضل العائلات القطار لاتساعه، بينما يفضل الشباب العربات الهوائية. وتستقطب “الحديقة الأفريقية” اهتمام عدد هائل من العائلات، وصل إلى مليوني زائر سنوياً، لاحتوائها على 62 حيواناً، بحسب بيانات الإدارة، وفي مقدمتها الأسد والنمر والتمساح والدب والزرافة والماعز البري والقرد والكنغر. وتجذب الحيوانات الأطفال عادة، حيث يتحلَّق حولها عددٌ كبير منهم ويبدأون في تتبع حركاتها ورمي مختلف المأكولات إليها وكذا التقاط صور تذكارية أمام أقفاصها. وحرصت الإدارة على تقديم بطاقة بيانية لكل حيوان قرب قفصه باللغتين العربية والفرنسية تتضمن اسمه وموطنه الأصلي ومعدل عمره وخصائصه لمساعدة الأطفال على اكتساب ثقافة بيئية إضافية. الانتقال بين أرجاء حديقة “بن عكنون” سواء عبر القطار أو العربات الهوائية ممتع للغاية؛ لأنه يتيح للزائر مشاهدة مساحات غابية هائلة وإمتاع البصر بتلك التشكيلة الثرية من الأشجار المتنوعة التي تكسوها، إلا أن عدداً كبيراً من الشباب يفضِّل الانتقال عبرها مشياً على الأقدام، لتحقيق أقصى قدر من الاسترخاء وملء الرئتين بهواء الغابة، لا سيما أن سكان الجزائر العاصمة الذين يبلغ عددهم 5 ملايين نسمة يفتقرون إلى غابات ومساحات خضراء كثيرة تكافح التلوث وتسهم في التوازن البيئي وتمكِّن السكان من استنشاق هواء أكثر نقاءً من هواء المدينة الملوث. إلا أن النقطة السوداء في حديقة “بن عكنون” والتي تقضّ مضاجع هؤلاء الشباب هي قِدمُ الألعاب ال20 المتوافرة في “حديقة التسلية للكبار” التي تقع على بعد نحو كيلومترين من مدخل الحديقة؛ لأنها لم تُجدَّد منذ فتح الحديقة في عام 1982. وتحرص الإدارة باستمرار على صيانة مختلف الألعاب للحفاظ على سلامتها، وبالتالي سلامة المستعملين، خاصة الألعاب فائقة السرعة ومنها “الأخطبوط”، وتسند الأمر إلى شركات خاصة بالصيانة، إلا أن الشباب وبعض عمال الحديقة أبدوا عدم ارتياحهم لوضع هذه الألعاب وهم يطالبون السلطات بضرورة التدخل وإخراج الألعاب القديمة كلية من الخدمة وجلب أخرى جديدة بدلاً منها تفادياً لأي مكروه.