وقال مصدر في طهران إن إيران تنظر بإيجابية إلى محادثات الوساطة لأنها بحاجة للتوصل إلى صيغة جديدة لرفع الحرج عن الموقفين الصيني والروسي، ولأنها تعتبر أن التصلب في موقفها سيؤدي إلى إضعاف موقف بكين التي تنتظر الرد الإيراني قبيل فرض عقوبات على طهران. وأضاف المصدر أن الصيغة الجديدة يمكن أن تشكل متنفسا لإيران للحيلولة دون وجود إجماع في فرض العقوبات، خاصة في موقفي روسيا والصين. وبينما رجح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف فشل الوساطة التي يقوم بها نظيره البرازيلي لويس لولا داسيلفا لحل أزمة الملف النووي الإيراني، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن طهران لن تقدم جوابا جديا ما لم يتحرك مجلس الأمن لإرغامها على ذلك. فقد اعتبر ميدفيديف الجمعة أن الزيارة المرتقبة للرئيس البرازيلي إلى إيران قد تكون بمثابة فرصة أخيرة للاتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي والحيلولة دون فرض عقوبات جديدة عليها. وقدر ميدفيديف في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب اجتماعه بداسيلفا فرصة نجاح محادثات الرئيس البرازيلي في طهران بنسبة 30%. وأضاف أنه "إذا استطعنا إقناع إيران بالتعاون وفقاً للاقتراحات المعروفة الصادرة عن اللجنة السداسية فإن ذلك سيكون أمراً جيداً"، مشيرا إلى أنه سبق أن بحث هذا الموضوع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال إنه إذا لم تحدث أي تغييرات ولم يتم إقناع إيران بأن تحقق أشكالا معينة من التعاون، فإن الأسرة الدولية ستضطر إلى التصرف وفقاً لمواقف ناقشتها اللجنة السداسية وغيرها من الدول المشاركة في هذه العملية. ووصف موقف اللجنة السداسية من الملف النووي الإيراني بالمتماسك، مشيراً إلى وجود عدد محدود من الخلافات القائمة بشأن هذا البرنامج. وأوضح الرئيس الروسي أن المواقف المشتركة ما زالت قائمة وتلتزم بها كل الدول عملياً، وهي تنحصر أولا في أن البرنامج النووي الإيراني يجب أن يكون سلمياً، وثانياً أن يخضع للرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وثالثاً أن تتعاون إيران مع الأسرة الدولية والوكالة الذرية، ورابعاً أن تراعي طهران قواعد تخص حظر انتشار التقنيات النووية. من جهته بدا الرئيس البرازيلي أكثر تفاؤلا بالتوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين، وأعطى لمهمته نسبة نجاح تعادل 9.9 من 10. وفي واشنطن رأت وزيرة الخارجية أن إيران ستستمر في تحدي المطالب لإثبات أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية ما لم تتعرض لجولة جديدة من عقوبات الأممالمتحدة. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك أمس مع نظيرها البريطاني الجديد وليام هيغ إن مفاوضين من ألمانيا والدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن تحرز تقدما كل يوم بشأن مشروع قرار للعقوبات. وأضافت أن واشنطن ولندن ما زالتا متحدتين في موقفهما من طهران، وتعملان معا لاستصدار مشروع قرار جديد يفرض عقوبات وصفتها بالجدية على إيران إذا اختارت عدم الالتزام بالقرارات الدولية. من جانبه قال هيغ إنه يشارك كلينتون تحليلها، ووصف موقف إيران من الدعوات التي تطالبها بالشفافية بشأن برنامجها النووي بأنه "عار كبير". وكانت الولاياتالمتحدة التي تقول إن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني، قدمت لمجموعة الست مشروعا يتعلق بفرض عقوبات جديدة على إيران.