دعت الصين أمس إلى إجراء المزيد من المحادثات لحل أزمة الملف النووي الايراني بعدما أعلن الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف أن موسكو مستعدة للنظر في عقوبات جديدة ضد طهران. وكان الرئيس الروسي قال إن بلاده لا تمانع في فرض عقوبات ذكية على إيران إذا لم تسفر الجهود الدبلوماسية عن حل لأزمة برنامجها النووي. يأتي ذلك بعد دعوة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران إلى التعاون، وقول سفير إيران لدى الوكالة إن فرض عقوبات جديدة على إيران سيأتي بنتائج عكسية. وجاء الموقف الروسي في مؤتمر صحفي لميدفيديف ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد مباحثاتهما في باريس الإثنين، وقال ميدفيديف إنه يأمل أن يكون تفادي العقوبات ممكنا، ولكنه أضاف أن روسيا لا يمكنها الصبر على إيران إلى الأبد. وأكد أن هذه العقوبات يجب أن تكون ذكية ومدروسة جيدا حتى لا تؤثر على السكان المدنيين، وقال نحن متفائلون ولم نفقد الشعور بأننا قد نحقق نجاحا، ولكن إذا لم يفلح ذلك فقد قلت أكثر من مرة إن روسيا مستعدة لأن تبحث مع شركائها الآخرين مسألة فرض عقوبات. وقال ساركوزي للصحفيين إن مواقف فرنساوروسيا متقاربة للغاية بشأن إيران، وأضاف فيما يتعلق بإيران وحديث الرئيس ميدفيديف عن عقوبات ذكية أقول: ذكية وفعالة. وكان سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد صرح بأن فرض عقوبات جديدة على إيران سيأتي بنتائج عكسية. وربط ساركوزي تعاون روسيا في موضوع العقوبات على طهران بخطط تتعلق ببيع حاملات طائرات هليكوبتر لموسكو. وكانت صفقة بيع فرنسا لحاملات هليكوبتر من طراز ميسترال لروسيا قد أثارت قلق الولاياتالمتحدة وبعض أعضاء حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا، لكن ساركوزي قال إنه يتعين على الغرب أن يثق في روسيا. وأكد أن فرنسا دخلت محادثات مع روسيا بشأن بيع أربع حاملات هليكوبتر. ويتزامن الإعلان الروسي مع دعوة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إيران إلى التعاون واتخاذ خطوات من أجل التنفيذ الكامل لالتزاماتها بشأن برنامجها النووي. وقال أمانو في اجتماع مغلق لمجلس محافظي الوكالة الاثنين في فيينا إنه ليس باستطاعته أن يؤكد أن جميع المواد النووية لدى إيران تستغل في أنشطة سلمية، معتبرا أن طهران لم تدل بعد بالمعلومات الكافية عن برنامجها النووي، ولم تتح للوكالة فرصة التعاون اللازم. وقد اتهمت إيران أمس المدير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالإنحياز في الملف النووي الإيراني، معربة عن الأمل في أن يغير مقاربته. وصرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية ''علي أكبر صالحي'' لفرانس برس'': »كنّا نتوقع من أمانو أن يتخذ موقفا غير منحاز من الملف النووي، لكنه مع الأسف وخلافا لما أعلنه لم يحصل ذلك«. وأضاف صالحي على هامش مؤتمر وزراء صناعة عدة دول نامية نأمل أن يغير مقاربته.