استهجن الجزائريون خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة ب”صفقة القرن”، مستخدمين وسم “لتسقط صفقة القرن” على “فيسبوك”. وتجمع قضية فلسطين كلّ الجزائريين بمختلف أطيافهم ومشاربهم السياسية والثقافية، وهو ما حملته التعليقات حيال خطة الإملاءات الأميركية. إذ نددت بالخطة المزعومة فيما ذهب البعض الى اعتبارها خطة من جانب واحد فقط، تحاول أن تقلص من التواجد الفلسطيني على حساب الفلسطينيين. وشدد الناشط رادي رضوان على أن فلسطين تظلّ للفلسطينيين ولكن من أراد قيام دولة اسمها “اسرائيل” فليعطها قطعة من الولاياتالمتحدة الأميركية. واعتبر الناشط الإعلامي قادة بن عمار الصفقة “مهزلة” وكتب اليوم في صفحته الفيسبوكية، متسائلاً: “كيف يمكن لطفل فلسطيني أن يرسم خارطة وطنه بهذا الشكل السخيف الذي يقترحه ترامب (باللون الأخضر).. حيث لا يربط الدولة الموعودة بأطرافها المشتتة سوى أنفاق وجسور؟!”. كما دعا البعض إلى ضرورة التنديد بالصفقة بالتوجه إلى السفارة الأميركية بالجزائر، في مسيرات شعبية. إذ دعا الناشطون إلى ضرورة أن تخصص الجمعة الخمسون من عمر الحراك الشعبي في الجزائر الذي بدأ في 22 فبراير الماضي، كيوم غضب شعبي تجاه “صفقة القرن”، والتنديد بالمواقف الرسمية المخيبة للآمال العربية والإسلامية، مثلما قال الناشط صلاح الدين مكري، لافتاً إلى أن مسيرات الحراك الشعبي في الجزائر ستكون فرصة للتبرؤ مما سماه “عار الخيانة العظمى والتعبير عن الرفض الشعبي الجزائري لها”. وتوشحت الحسابات الفيسبوكية في الجزائر بعلم فلسطين في إطار الحملة الشعبية لمواجهة صفقة القرن. كما دعا الجزائريون إلى ضرورة توحيد المواقف والإعلان عن الموقف الرسمي الرافض لهذه الخطة، إذ عبر الناشط ياسين لكحل عن حزنه لما آلت إليه الأوضاع في فلسطين، ونشر صورة فلسطين وكيف ستكون بعد تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. بينما عبر الأستاذ في العلوم السياسية زهير بوعمامة عن أمله في أن تكون “الخطة” صفعة للأمة الإسلامية لتنهض من سباتها، قائلاً: “لعل توالي الصفعات المهينة بوجهها يوقظ أمة نامت كثيرا، ولعل المشهد السريالي المؤلم اليوم يعيد بوصلة بعضهم إلى اتجاهها الصحيح، فلعلها تكون نقطة تحول، فرب ضارة نافعة”. .. محلل فلسطيني يؤكد فشل ما عرف ب”صفقة القرن” أكد رئيس جمعية الاخوة والصداقة الجزائرية-الفلسطينية، و المحلل الفلسطيني، أسعد عمر قادري، انعدام أي فرص لنجاح ما يعرف ب”صفقة القرن” التي تستهدف “جوهر القضية الفلسطينية” كون القيادة الفلسطينية وشعبها سيعملون على إفشالها لمخالفتها للقوانين الدولية. وأوضح السيد قادري، في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية، أن “أي محاولة لضرب الثورة الفلسطينية ستفشل كونها تخالف القوانين الدولية من جهة، كما انها ستواجه استماتة الشعب الفلسطيني الذي أثبت عبر التاريخ وقوفه الدائم الى جانب قيادته لإسقاط كل المؤامرات التي تحاك ضد قضيته. وأبرز السيد قادري، أن ما يعرف بصفقة القرن، “مؤامرة جديدة” من الادارة الامريكية تستهدف “جوهر القضية الفلسطينية بما فيها الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وكل مكونات الشعب الفلسطيني باختلاف فصائله”. وأكد رئيس لجنة الصداقة، أن “كل الخيارات مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني بما فيها المقاومة المسلحة”، مضيفا بالقول، “نحن لم نرم البندقية لكن هي استراحة محارب. وتوجهنا للخيار التفاوضي كمرحلة حاولنا من خلالها التعاطي بسلمية لتسوية القضية، لكننا لن نرض أبدا بأن تفرض علينا املاءات من أي جهة كانت”. ويرى المتحدث أن الوضع العربي الراهن والصعوبات التي تمر بها المنطقة العربية ساعدت الإدارة الأمريكية في محاولة فرض أمر واقع جديد وحل القضية حسب اهواء الرئيس ترامب، بالإضافة الى “عمل الرئيس ترامب كمدير للحملة الانتخابية في دولة الإحتلال شكل توقيتا مناسبا للرئيس ترامب للإعلان عن صفقته المزعومة”. وحسب المتحدث الفلسطيني، فإن القيادة الفلسطينية التي “رفضت عمليا الصفقة منذ الاعلان عنها من تحت الطاولة”، تعمل على افشالها من خلال العديد من التحركات على المستوى الدولي مكنتها من الظفر بمكانة في العديد من الهيئات والمنظمات الدولية وساهمت في تثبيت الحق الفلسطيني عبر القانون الدولي. هذا كما عملت القيادة الفلسطينية أيضا -يضيف ذات المتحدث- على “وقف كل أشكال التواصل مع الادارة الامريكية من خلال غلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن الى جانب رفض القيادة الفلسطينية التفاوض مع الإحتلال الصهيوني، في ظل أي مبادرة أمريكية التي أثبتت انحيازها التام للكيان الصهيوني”. وأبرز السيد قادري أن الرئيس الفلسطيني، خلال زيارته لضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، وجه رسالة داخليا وخارجيا جدد من خلالها التأكيد على أن “القيادة الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني لازال على نفس الثوابت وخطى الزعيم الراحل عرفات وأنه لا يوجد أي فلسطيني يقبل بالصفقة ولن يولد من يقبل بها”. كما دعا السيد قادري جامعة الدول العربية، لأن “تلعب في هذا الوقت المفصلي ونقطة الانعطاف التي تمر بها القضية الفلسطينية دورا ملموسا” من خلال أتخاذ قرارات ووضع خطط تساعد في مجابهة الصفقة، وتدعم القيادة الفلسطينية حقيقة وعدم الاكتفاء ببيانات التنديد والتشجيب والاستنكار، لا سيما وأن الاستهداف “ليس فقط بمكونات القضية الفلسطينية انما هو استهداف لكل مكونات الامة الاسلامية وعقيدتها من المحيط الى الخليج”. ومن جهتها، وجهت حركة التحرير الوطني الفلسطينية في بيان لها، نداء لكل احرار العالم العربي لاتخاذ موقف عربي اصيل ضد هذه الصفقة وضد كل من يقف وراءها، مطالبة ب”التحرك الفوري و السريع والنزول الى الشوارع للتعبير عن رفضهم والتنديد والاستنكار لهذه الجريمة الكبرى”. وناشد البيان الذي تلقت واج نسخة منه، الامة العربية لان تتوجه في هذه اللحظات التاريخية والمصيرية لنصرة فلسطين والتأكيد من خلالها على وقف الادعاءات الامريكية ورهاناتها الكاذبة. كما دعت منظمة التحرير الفلسطينية الامة العربية لتؤكد بانها “أمة مازالت حية ترفض الذل والمهانة وأنها تقف بقوة في وجه هذه الصفقة”.