قوبلت الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط المعروفة ب”صفقة القرن” التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب بمواقف دولية وعربية وإقليمية متباينة، بين رافض ومؤيد وداع إلى دراسة الخطة بتأن قبل الحكم عليها، حيث تضمنت جوانب عدة تتعلق بالقدس ودولة فلسطينية جديدة والاستثمارات التي ستضخ فيها، فيما وصفها أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأميركي ب”كارثة القرن”، والتي تفاعلت معها بشكل واسع مدن فلسطينية وأردنية وتركية وألمانية في مظاهرات رافضة اجتاحت موجتها عدة مدن أوروبية. صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم، إن الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس، للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تحمل إهدارا للحقوق الفلسطينية، مؤكدا أن تحقيق السلام لا يتم عبر شرعنة الاحتلال الإسرائيلي. وقال أبو الغيط، في تصريح صحفي إن “تحقيق السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين مرهونٌ بإرادة الطرفين وليس بإرادة طرف دون الآخر… وخطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي تعكس رؤية أمريكيةً غير ملزمة”. وأكد أبو الغيط أن “الموقف الفلسطيني بطبيعة الحال هو الفيصل في تشكيل الموقف العربي الجماعي من خطة السلام الأمريكية، مُشيراً إلى اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري السبت لبلورة هذا الموقف العربي”. * عباس: “القدس ليست للبيع والصفقة الأمريكية لن تمر” وفي أول تعليق له، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن القدس ليست للبيع والصفقة الأمريكية لن تمر. وقال عباس، في كلمة أذاعها التلفزيون في رام الله في الضفة الغربية إنه يقول لترامب ونتنياهو “إن القدس ليست للبيع وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة وصفقة المؤامرة لن تمر”. وأضاف عباس “سنواصل كفاحنا لإنهاء الاحتلال لإعلان دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”. وتابع “نحن رفضنا الصفقة الأمريكية منذ البداية لأنها تطرح دولة فلسطينية بدون القدس عاصمة لها”، وأكد “متمسكون بقرارات الشرعية الدولية لمواجهة الخطة الأمريكية”. * مواقف دولية وعربية وإقليمية متباينة وفي سياق ردود الأفعال الدولية اعتبرت تركيا أن خطة السلام الأميركية ولدت ميتة والهدف منها قتل حل الدولتين، مؤكدة أنه لا يمكن شراء شعب وأراضي فلسطين بالمال. وقالت إيران إن “خطة العار التي فرضها الأميركيون على الفلسطينيين هي خيانة العصر ومحكومة بالفشل”، مبدية استعداها لوضع الخلافات جانبا والتعاون الحثيث مع كل دول المنطقة لمواجهة “مؤامرة ترامب”. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام. أما الخارجية القطرية فأعلنت أنها تقدر المساعي الأميركية “طالما كانت في إطار الشرعية الدولية”. أما الخارجية السعودية فثمنت جهود الرئيس ترامب التوصل لسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحثت على بدء مفاوضات مباشرة بين الطرفين برعاية أميركية. من جهتها، دعت الخارجية المصرية الطرفين المعنيين إلى الدراسة المتأنية للرؤية الأميركية لتحقيق السلام والوقوف على كافة أبعادها وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أميركية. أما سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة فقال إن الإمارات تقدر الجهود الأميركية المستمرة للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأكد وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، موقف اليمن الداعم للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. * ترحيب أوروبي ودعوات للتأني وبحث الحلول التفاوضية بالمقابل، رحبت بريطانيا على لسان رئيس وزرائها بوريس جونسون بخطة ترامب، في حين قال وزير خارجيتها دومينيك راب إن الخطة هي “بكل وضوح اقتراح جدي”، مناشدا الإسرائيليين والفلسطينيين “دراسة الخطة بطريقة صادقة ومنصفة، وبحث ما إذا يمكن أن تشكل خطوة أولى للعودة إلى مسار التفاوض”. ورحبت فرنسا بالخطة الأميركية، وقالت إنها ستدرسها عن كثب، لكنها أكدت أن أي خطة للسلام بالشرق الأوسط يجب أن تتوافق مع القانون الدولي. وفي نيويورك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن موقف الأممالمتحدة إزاء عملية السلام في الشرق الأوسط سيظل ملتزما بقرارات مجلس الأمن سواء فيما يتعلق بالمستوطنات أو القدس. أما الاتحاد الأوروبي فاعتبر أن المبادرة الأميركية للسلام توفر فرصة لإعادة إطلاق الجهود نحو حل تفاوضي. بدورها، قالت روسيا على لسان نائب وزير خارجيتها، ميخائيل بوغدانوف، إن خطة ترامب واحدة من المبادرات ولكن ليست واشنطن من يتخذ قرار التسوية. أما الخارجية الألمانية فوصفت المقترح الأميركي للسلام بأنه يثير أسئلة سوف تناقشها مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي. وفي أوسلو، أعربت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندا عن دعم بلادها موقف الأممالمتحدة الخاص بحل القضية الفلسطينية على أساس دولتين. * حماس: الصفقة مدعاة لتفجير صراع فلسطيني مع الاحتلال وفي الداخل الفلسطيني، قالت حركة حماس إن الخطة التي أعلنها ترامب ستكون مدعاة لتفجير الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ولن تكون مصدرا للأمن والسلام في المنطقة، وأنها تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وتثبيت أركان الدولة اليهودية العنصرية المتطرفة. وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، إن الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الصفقة سيترجم بالحرص على تعزيز الوحدة والمشاركة مع الكل الوطني في مواجهتها وتفعيل المقاومة بكل أشكالها. كما دان حزب الله اللبناني الخطة ووصفها ب “صفقة العار” ومحاولة القضاء على حقوق الفلسطينيين “التاريخية والشرعية”. * نواب أمريكيون ينددون: خطة ترامب “كارثة القرن وضد السلام” ندد أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأميركي بخطة الرئيس دونالد ترامب لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأكدوا أنها لن تساعد على تحقيق السلام، ووصفها أحدهم بأنها كارثة القرن. فقد وصف السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ كريس فان هولن، صفقة القرن بأنها كارثة القرن. وقال فان هولن في تغريدة على تويتر إن هذه الخطة ضد السلام، ولن تؤدي سوى إلى مزيد من الانقسام والصراع. وأضاف أن ادعاء إحلال السلام دون إشراك أحد أطراف الصراع بمثابة خدعة سياسية تقوّض فرصة حقيقية لحل الدولتين. * رسائل إيرانية عاجلة لبرلمانات العالم الإسلامي بعث البرلمان الإيراني، أمس، رسائل إلى رؤساء برلمانات دول العالم الإسلامي للعمل على التصدي ل”صفقة القرن” وبحسب الرسالة التي وجهها لاريجاني إلى نظرائه في العالم الإسلامي، فقد دعا رئيس البرلمان علي لاريجاني “إلى دعم مشروع إجراء استفتاء شامل في الأراضي المحتلة بمشاركة السكان الأصليين لمواجهة صفقة القرن “. وأوضح أن إيران “كانت قد سجلت هذا المشروع رسميا في الأممالمتحدة في وقت سابق”، مدينا الخطة الأمريكية بشدة. * مظاهرات حول العالم ضد صفقة القرن وفي إطار التظاهرات الشعبية الرافضة للصفقة نظمت الحملة الوطنية لحماية الأغوار وفعاليات وطنية وشعبية مظاهرة جماهيرية في محافظة طوباس والأغوار الشمالية بالضفة الغربية صباح أمس. كما خرجت في مدن رام الله وطولكرم وجنين وبيت لحم بالضفة الغربية مظاهرات عدة جابت الشوارع، وشرعت مكبرات الصوت في المساجد الفلسطينية بفتح القرآن الكريم حدادا على إعلان الصفقة. وأحرق المعتصمون في مدينة طولكرم صورا للرئيس الأميركي ترامب، وأعلنوا إضرابا تجاريا ظهر أمس. وفي غزة، خرجت أمس مسيرات في عدد من مدن القطاع وتظاهر عشرات الفلسطينيين في مدينة حيفا، حيث حملوا لافتات كتب عليها “نعم للوحدة الوطنية، كفى لأوسلو ومخلفاته”، و”مؤامرة القرن لن تمر من حيفا”. وفي الأردن، نظمت أحزاب وفعاليات شعبية وشبابية وقفة احتجاجية قبالة السفارة الأميركية في عمّان. من جهة أخرى، تظاهر ناشطون أمام السفارة الأميركية في أنقرة والقنصلية الأميركية في إسطنبول، وقال مصدر محلي في برلين إن عددا كبيرا من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية ومتضامنين ألمانا رفعوا الأعلام الفلسطينية أمام سفارة واشنطن. * … استثمارات ب 50 مليار دولار مقابل “اغتصاب” القدس ! و”صفقة القرن”، بحسب ترامب ونتنياهو، ستعترف بإسرائيل دولة يهودية، إضافة إلى العمل على حل الدولتين، واعتبار القدس عاصمة “غير قابلة للتجزئة” لإسرائيل، والاعتراف بسيادة إسرائيل على غور الأردن، وتقديم استثمارات بقيمة 50 مليار دولار للدولة الفلسطينية”. وفي أواخر عام 2017 تم الإعلان عن صفقة القرن، التي تتضمن خطة سلام من وجهة النظر الأمريكية، إلا أن الإعلان عن بنود الصفقة بقي طي الكتمان حتى تم إعلانها أول أمس، وطوال العامين الماضيين، اتخذ ترامب سلسلة من القرارات الداعمة لإسرائيل، أبرزها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإلغاء الدعم المالي الذي تقدمه الولايات المتحدة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، كما أعلن ضم الجولان لإسرائيل. * حركة البناء الوطني الجزائرية تستنكر “صفقة القرن” أدانت حركة البناء الوطني عن إدانتها لما سمي بصفقة القرن التي عرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أول أمس. وأوضحت الحركة في بيان لها أمس، تحوز “الاتحاد” نسخة منه، وقوفها مع الشعب الفلسطيني في حقه المشروع عن أرضه وحريته، وتدعمه في النهوض لمواجهة تحديات اللحظة الراهنة الخطيرة. وأشارت حركة البناء، أنها تعتبر ما يسمى “صفقة القرن” لا تتعدى كونها حالة متجددة لصفقات قديمة باءت بالفشل والخسران وذهب اصحابها وبقيت فلسطين، وستؤول هي أيضا إلى نفس المصير. وفي سياق ذي صلة، أضاف البيان، “ندين التلاعب بحقوق الشعوب والدول والاعتداء السافر على الشرعية الدولية والانحياز السافر للاحتلال الصهيوني على حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة”. ودعت الحركة المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤولياتها في رفض هذا التعسف وانتهاكه للحق الفلسطيني، كما دعت الشعوب الحرة والشعوب الإسلامية والعربية إلى التعبير عن دعم حرية الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم واستقلال دولتهم، وتعبيرهم عن رفضهم الواضح لانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية والتصدي لمحاولات تهويد القدسوفلسطين أرض الإسراء والمعراج. كما أن الحركة بالدبلوماسية الجزائرية أن يكون لها موقف المبادرة في المنظمات الإقليمية والدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني والتصدي السياسي لمحاولات فرض واقع جديد يلغي حق شعبنا في فلسطين.