أعلن سفير ليبيا لدى النيجر، عبد الله بشير، الاثنين، انشقاقه عن حكومة “فايز السراج” في طرابلس، مؤكدا تأييده للجيش الوطني الليبي الذي يخوض حربا ضارية ضد الإرهاب. وقال الدبلوماسي الليبي، في مقطع فيديو نشر على صفحة وزارة الخارجية الليبية في “فيسبوك”، إنه اتخذ القرار نظرا للمرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وفي ظل “محاولة شرعنة الغزو الأجنبي” في إشارة إلى طلب حكومة السراج التدخل العسكري التركي. وأضاف بشير أن حكومة السراج صارت مرتهنة لقوة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار ليبيا، فضلا عن سلب القرار الوطني للبلاد. وشدّد السفير على انحيازه لشرعية الشعب الليبي ممثلة بمجلس النواب والحكومة التي انبثقت عنه، مضيفا “هنا يتوجب القول والتأكيد على أنني ممثل الدولة الليبية بكافة مناطقها”. وتابع قائلا: “أعلن دعمي لجيشنا الوطني في حربه ضد الإرهاب والمليشيات والخارجين عن القانون، على أن يؤدي ذلك إلى قيام انتخابات حرة ونزيهة، تفسح المجال لقيام دولة القانون والمؤسسات واستعادة هيبة الدولة وسيادتها والدخول في مرحلة ازدهار واستقرار دائم”. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن في أكثر من مناسبة استعداد بلاده لإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة طرابلس، فيما رصدت رحلات جوية تنقل آلاف المرتزقة من سوريا إلى طرابلس عبر تركيا، للانضمام إلى صفوف ميليشيات السراج، وذلك بعد اتفاقين بين أنقرة وحكومة الأخير أثارا غضبا إقليميا كبيرا. ويوم السبت، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد المرتزقة الذين نقلتهم تركيا أو تعدهم للنقل إلى ليبيا، ارتفع إلى نحو 4700، لكنهم بدأوا يتكبدون خسائر بالعشرات بين القتلى في معارك طرابلس، و”الهاربين” إلى أوروبا. وقبل أشهر، بدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، حملة عسكرية واسعة لتخليص طرابلس من قبضة الميليشيات المتطرفة، نجحت حتى الآن في تحقيق تقدم كبير على الأرض. .. شروط للبرلمان الليبي للمشاركة في مفاوضات جنيف وضع البرلمان الليبي 3 شروط لمشاركة أعضائه في الحوار السياسي بجنيف أبرزها وجود آلية واضحة للتفاهمات وأن يكون المشاركون جميعهم مقيمين داخل البلاد وليس بدول معادية. وأكد البرلمان الليبي، في بيان، الاشتراطات الأساسية التي دونها لا يمكن أن يحقق الحوار هدفه الذي يتمثل في الحفاظ على سيادة ليبيا واستقلالها من خطر التدخلات الخارجية. وقال بيان لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، الذي حصلت “العين الإخبارية” على نسخة منه، إن في مقدمة هذه الشروط أن يكون المشاركون في حوار جنيف من حملة الجنسية الليبية وغير مزدوجي الجنسية مثل أعضاء ما يسمى ب”مجلس الدولة”. وحول الشرط الثاني، أضاف البيان أن “لا يكون المشارك في الحوار مقيما في دول معادية لليبيا خاصة تركياوقطر”. كما أكد “ضرورة إيجاد آلية واضحة من قبل البعثة الأممية للاتفاق ليقرر البرلمان على ضوئها ما إذا كان سيشارك في الحوار من عدمه”. وتضمنت خطة البعثة الأممية إلى ليبيا التي أقرها مؤتمر برلين في 18 يناير الماضي ثلاثة مسارات، عسكرية وسياسية تستضيفها جنيف واقتصادية تستضيفها تونس لحل الأزمة الليبية في خطوط متوازية. وكان مقررا أن تستضيف منها جنيف الأربعاء الماضي المسار العسكري باجتماع 5 عسكريين من الجيش الليبي في مقابل 5 آخرين من طرف حكومة طرابلس برئاسة فايز السراج فيما عرف بلجنة 5+5. وتأجل عقد الحوار العسكري والسياسي في جنيف لحين الوصول إلى آليات وضمانات للاتفاق وتحديد معايير اختيار المشاركين في المسارات الثلاثة. ويتضمن المسار السياسي اختيار 40 شخصية ليبية منهم 13 نائبا عن البرلمان الليبي المنتخب و13 آخرين مما يعرف ب”مجلس الدولة” المسيطر عليه من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي و14 شخصية عامة وإعلامية يختارهم المبعوث الأممي غسان سلامة. وفي وقت سابق، رفضت القوى الوطنية الليبية “تضم شخصيات عامة ومسؤولين سابقين” مساواة البرلمان الليبي المنتخب والممثل الشرعي الوحيد لليبيين بمجلس الدولة الإخواني “انبثق عن اتفاق الصخيرات ويضم 145 عضوا”. وقالت، في بيان، إن أغلبية أعضاء مجلس الدولة مزدوجو الجنسية وينتمون لتنظيم الإخوان الإرهابي ويديرون المليشيات المسلحة وأجنحتهم العسكرية التابعة لهم من مقر إقامتهم في قطروتركيا. وأوضحت أن هناك إصرارا على فرض هذه الجماعة الداعمة للإرهاب في هرم السلطة وإعطائها حجما أكبر من حجمها وهي لا تحظى بأي قبول شعبي ومساواتها بسلطة تشريعية منتخبة. وأكدوا أن “الأمر مرفوض شكلا وموضوعا كونه يشكل تناقضا واضحا مع قرار مجلس النواب بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، خاصة أن بعض أعضائها مطلوبون للعدالة من النائب العام الليبي بسبب ارتكابهم نشاطات إرهابية وارتهانهم بالمحتل التركي الذي يغزو البلاد ويغرقها في الفوضى”. ومن المعروف أن من بين أعضاء مجلس الدولة الليبي عدد كبير من حملة الجنسيات الأجنبية مثل صالح جعودة وإبراهيم صهد وغيرهما، كما يعيش خالد المشري بصفة شبه دائما في تركيا. وتسري في ليبيا عملية وقف إطلاق النار، وفقا لتفاهمات أجريت في موسكو وتعهدات في مؤتمر برلين، خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بمشاركة دولية رفيعة، وسط مساعٍ لإيجاد حل دائم وشامل للأزمة. إلا أن تركيا الداعم الأكبر لمليشيات طرابلس لم تتوقف عن إرسال العناصر الإرهابية إلى طرابلس، وصل عددهم إلى 3 آلاف عنصر من المرتزقة والإرهابيين السوريين التركمان، بحسب اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش، في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي. كما خرقت تركيا مخرجات وتعهدات مؤتمر برلين بإرسال سفينة محملة بجميع أنواع الذخائر والأسلحة الثقيلة والمرتزقة السوريين، الثلاثاء الماضي، بحماية فرقاطتين حربيتين تركيتين استغلت مهمة لهما مع حلف شمال الأطلسي “الناتو” في البحر المتوسط، لتقديم الحماية لهذه السفينة حتى أدخلتها إلى ميناء طرابلس البحري، وفق المصدر ذاته.