أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية أول امس قائمتها القصيرة لدورة 2020 التي ضمت ستة أعمال من الجزائر ولبنان وسوريا ومصر والعراق. واشتملت القائمة القصيرة على رواية جبور الدويهي “ملك الهند”، وسبق للأكاديمي والأديب اللبناني أن ترشح للقائمة القصيرة عام 2008 عن “مطر حزيران”، وفي 2012 عن “شريد المنازل”، ووصل إلى القائمة الطويلة عام 2015 عن “حي الأميركان”. وفي روايته الصادرة عن دار الساقي يحكي قصة مثيرة عن مغترب يعود لوطنه مع لوحة مهداة من صديقته الباريسية، وجريمة على حدود قرية تختلط فيها الخرافة بالحب، ووعود الثورة الزائفة، والطائفية. وتتبع رواية “فردقان: اعتقال الشيخ الرئيس” ليوسف زيدان -الفائز بالجائزة عام 2009 عن “عزازيل”- سيرة الشيخ الرئيس ابن سينا، في رحلة شيقة من مسقط رأسه في بخارى الأوزبكية، ثم توليه الوزارة واعتقاله -لأسباب سياسية- في القلعة التي اقتبس منها اسم الرواية وحتى وفاته. ويسرد المؤلف حياة ابن سينا عبر تقنية الاسترجاع (فلاش باك) مستعرضا جوانبها الشخصية والعلمية وأبعاد الواقع السياسي الذي عاش به في زمن ضعف العباسيين، وانتقد بعض القراء الرواية لتصويرها السلطان محمود الغزنوي بأنه سفاح وحشي. وفي روايته “حطب سراييفو” يروي الأديب الجزائري الشاب سعيد خطيبي عالمين متقاطعين في الجزائر والبوسنة والهرسك، إذ انتهى القرن المنصرم داميا ومؤلما فيهما بسبب الاقتتال بين إخوة الوطن. ويضع الروائي القارئ في مقارنة مؤلمة بين أيام العشرية السوداء في الجزائر ومذابح البوسنة في مطلع التسعينيات، مستخدما شخصيتين أساسيتين هما الصحفي الجزائري سليم والفتاة إيفانا البوسنية، في سرد روائي واقعي يتناول الحروب ومآسيها. وجاءت رواية الجزائري الشاب عبد الوهاب عيساوي “الديوان الإسبرطي” كرابع رواية جزائرية في القائمة الطويلة، وتحكي قصص خمس شخصيات في بداية القرن 19 بالجزائر، وتتقاطع حياتهم مع الوجود العثماني والفرنسي. والشخصيات الخمس هم الصحفي ديبون الذي رافق الحملة الفرنسية لغزو الجزائر لكنه يصطدم مع القادة العسكريين، وكافيار الجندي المقاتل مع جيش نابليون الذي أسره العثمانيون في البحر قبل أن يصبح مهندس الحملة على الجزائر. ومن شخصيات الرواية كذلك التاجر والسياسي المحنك ابن ميار الجزائري الذي تحول من الدفاع عن العثمانيين لعضوية المجلس الذي شكله الاستعمار الفرنسي، ويصطدم مع كافيار الذي يحاول هدم المساجد وسلب أموال الأوقاف، قبل أن ينتهي به المطاف منفيا في إسطنبول، وكذلك حمة السلاوي الثائر المتمرد، والفتاة الصغيرة دوجة التي تحب حمة وتنتظره وتراقب الأحداث دون أن تساهم فيها. وضمت القائمة رواية الأديبة العراقية عالية ممدوح “التانكي”، وتروي فيها علاقة الإنسان بوطنه المسلوب وتتخيل وطنها بعد عودتها من المنفى لتشهد التغيرات الهائلة التي حدثت في البلد والمجتمع. وتتناول ممدوح قصة الشارع الذي كانت تجتمع فيه النخب العراقية في النصف الأخير من القرن العشرين، قبل أن تفرقها المنافي والحروب الطائفية. ..اختيار الروايات واختيرت هذه الأعمال من بين 16 رواية وصلت إلى القائمة الطويلة في ديسمبر. جاء الإعلان عن القائمة القصيرة خلال مؤتمر صحفي عقد في متحف حضارة الماء بمدينة مراكش المغربية، بحضور لجنة التحكيم المشكلة برئاسة الناقد العراقي محسن جاسم الموسوي وعضوية الصحفي اللبناني بيار أبي صعب والباحثة الروسية فيكتوريا زاريتوفسكايا والروائي الجزائري أمين الزاوي والإعلامية المصرية ريم ماجد. وقال رئيس مجلس أمناء الجائزة ياسر سليمان “تقدم القائمة القصيرة لهذه الدورة ست روايات تتنوع آليات السرد فيها كما تتنوع موضوعاتها والفضاءات التي تدور فيها أحداثها زمانا ومكانا”. وأضاف “رغم هذا التنوع فإن شؤون الإنسان العربي في ماضيه وحاضره تبقى شاخصة في أجواء من السرد التخييلي الذي يطحن القارئ طحنا في بطئه في بعض الأحيان أو يعدو به عدوا سريعا إلى عوالم من الألم الذي لا يبارح النفوس في أحيان أخرى، وأيا كانت الوجهة فالتجربة بالرغم من بطء المسير التخييلي أم سرعته واحدة، مآلها البحث عن معنى يفسر ما يدور بحثا عن الانفكاك من الراهن بكل أطيافه”، بحسب بيان لجنة التحكيم. وتبلغ قيمة الجائزة 50 ألف دولار، ومن المنتظر إعلان الرواية الفائزة في 14 من أفريل المقبل.