تفجّرت في الساعات الأخيرة أزمة جديدة في أروقة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بعدما تمّ الكشف عن اختفاء مبلغ 24 مليون دولار أميركي من حسابات كاف، أنفقت دون مستندات، وهو ما قد يورط العديد من الأطراف، ويطيح برؤوس كبيرة داخل هذا الهيكل. وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أجرى تدقيقاً على السجلات المالية، مما أظهر اختفاء مبالغ كبيرة من ضمن الأموال التي خصصها فيفا لتطوير اللعبة في القارة الأفريقية. وقامت الأمين العام لفيفا، فاطمة سامورا بعملية التدقيق، وهي التي شغلت منصب القائم بأعمال السكرتير العام للكاف خلال الفترة الماضية على خلفية فشل كاف بالعديد من التجارب والحديث المستمر عن وجود فسادٍ مستشرٍ. ووفقاً للجنة المراقبة، فإن فيفا أرسل مبلغ 51 مليون دولار أميركي للاتحاد الأفريقي بين 2015 و2018، ومنذ ذلك الوقت تم صرف حوالي 24 مليون دولار من هذا المبلغ. وخلال مراجعة 40 دفعة تساوي قيمتها مبلغ 10 ملايين دولار، تم العثور على 5 دفعات فقط منها، تمتلك وثائق تثبت ما تمّ إنفاقه، فيما تفتقر البقية لمعلومات واضحة وكافية، مما جعلت عملية تحديد المستفيدين من الأموال شبه مستحيلة. وبحسب المدققين، فقد أكدوا عدم وجود سجلات موثوقة بسبب التعديلات اليدوية التي كانت تطرأ على الوثائق، ورفض فيفا التعليق حتى الآن على ذلك. وتأتي هذه الفضيحة بعد أسبوع من إعلان فيفا، أن مهمة سامورا التي كانت تهدف إلى استعادة النظام في الاتحاد الأفريقي، قد نجحت، وأنها ستعود إلى مركز عملها في مقر الاتحاد الدولي بزيورخ. وحاولت نيويورك تايمز التواصل مع رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة، المالاغاشي أحمد أحمد، لكن الأخير رفض التعليق، وهو الذي كان قد قُبض عليه في باريس يوم 6 جوان 2019 بتهم فساد، ليتمّ الإفراج عنه في وقت لاحق، يومها أيضاً اتهم السكرتير العام السابق للكاف، المصري عمرو فهمي، أحمد أحمد بالفساد وسوء استخدام الأموال، إضافة إلى اتهامات بالتحرش الجنسي. وخلال التدقيق تم اكتساف أن هناك أموالا قُدمت على شكل هدايا، وهو ما تمّ وصفه برشاوى سرية إلى مسؤولين ورؤساء اتحادات في القارة السمراء، إضافة لمحاولات تهرب ضريبي. وأظهر تقرير لموقع “fifa colonialis” حجم الفساد المالي بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، في حقبة الرئيس الحالي للهيكل القاري أحمد أحمد، الذي سيخضع من دون شك للتحقيق في الفترة المقبلة. وأبانت وثيقة مسربة، أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم صرف مبالغ مالية ضخمة، منذ عامين، لبعض رؤساء الاتحادات القارية في حساباتهم الشخصية. وأثبتت الوثيقة أن الاتحاد التونسي لكرة القدم أرسل خطاباً رسمياً إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بتاريخ 18 سبتمبر 2018، يستفسر خلاله عن وضع مبلغ مالي وصلت قيمته إلى 20 ألف دولار أميركي، بحساب وديع الجريء أم الاتحاد التونسي. وتناولت الوثيقة عدّة استفسارات بتفاصيل ضخ مبالغ بقيمة 200 ألف دولار في حسابات الاتحاد المحلي التونسي، بعد قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي منح 20 ألف دولار لكلّ رئيس اتحاد قاري سنوياً.