أحيت ولاية سكيكدة، أول أمس، اليوم العالمي للمناطق الرطبة، المصادف للثاني من شهر فيفري من كل سنة، تحت شعار: "حماية المناطق الرطبة من أجل مستقبلنا المشترك"، من خلال النشاط الثري والمتنوع الذي برمجته محافظة الغابات بالولاية، على مستوى مركب المناطق الرطبة قرباز- صنهاجة، الذي يتوسط بلديتي ابن عزوز وجندل بأقصى شرق عاصمة الولاية. النشاط الذي جاء أيضا تجسيدا لاتفاقية الشراكة، ضمن برنامج التعاون الدولي (أردال)، لدعم التنمية المحلية بالولاية، لاسيما على الصعيد البيئي والسياحي، وشارك فيه العديد من المديريات التنفيذية ومختلف القطاعات ذات الصلة، ومنتخبون محليون لبلديتي ابن عزوز وجندل، بالإضافة إلى الجمعيات المهتمة بالبيئة، تضمن في مجمله، تنظيم معرض حول قطاع الغابات بالولاية، وآخر حول التنوع البيولوجي والنباتي بالمنطقة، وأيضا حول المنطقة الرطبة قرباز- صنهاجة وغيرها، إلى جانب إقامة معرض آخر حول الخشب والفلين والزيوت العطرية والنباتية، وغيرها من المنتجات الطبيعية التي أصبحت تستقطب العديد من الجمعيات والمؤسسات الخاصة، كما استمتع المشاركون، خاصة الشباب، بغرفة ثلاثية الأبعاد، تمكّن المشاهد عن طريق نظارات خاصة، من مشاهدة عبر عالم افتراضي، كل أنواع الطيور والحيوانات، وكذا النباتات المتواجدة بها. للإشارة، تم خلال شهر جانفي الأخير من السنة الجارية، تنصيب اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة تنفيذ مخطط (أردال) بالمنطقة الرطبة قرباز صنهاجة، التي تدخل في إطار تنفيذ اتفاقية الشراكة بين وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية والاتحاد الأوروبي، الممثل بالتحالف الفرونكوايطالي، ضمن برنامج التعاون الدولي (أردال)، لدعم وتعزيز التنمية المحلية. تعد المنطقة الرطبة المعروفة باسم صنهاجة- قرباز، الواقعة ببلدية ابن عزوز، من بين أجمل المناطق الرطبة على المستوى العالمي، حيث تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب42100 هكتار، وهي مصنفة ضمن المناطق العالمية المحمية طبقا للمادة 21 من اتفاقية رمسار، تحت رقم 1056، المؤرخ في02 /02 /2001، ممتدة عبر بلديات ابن عزوز والمرسى وجندل إلى غاية بلدية برحال في ولاية عنابة، كما تحتوي على 09 بحيرات في غاية الروعة، تتربع على مساحة تقدر ب 2580 هكتار، تمتاز بطابعها البيئي الخاص، سواء تعلق الأمر بطبيعة غاباتها المحيطة بها أو بنوعية النباتات الممتدة على طول هذه البحيرات من الجانبين، إلى جانب وجود مستنقعات مائية طبيعية تمتد على طول هذه المحمية، مما جعلها ملجأ وعلى مدار الفصول الأربعة، لمختلف أصناف الطيور المهاجرة والنادرة في العالم، بما فيها مختلف الطيور المائية إذ يعيش بالمنطقة ما يقارب 230 صنف من الطيور، منها أكثر من 140 صنف يعيش في المناطق الرطبة فقط، من بينها 42 صنفا هي في الأصل طيور جد نادرة للغاية، كالنعام الوردي، الكركي، أبو الساق الأبيض، البلشون الأرجواني، الهدهد، شهرمان والنورس، كما تزخر هذه الأخيرة بأصناف نباتية أخرى متنوعة، وكذا بمخزون هائل من المياه النقية التي تعيش بها ثروة سمكية معتبرة، والرمال الناعمة الممتدة إلى غاية الشاطئ البحري، وأشجار البلوط الفليني الكثيفة التي زادتها بهاء وتميزا.