تريديها الجهة المسيطرة على الأدوات الإعلامية عبد الهادي سمير البحيصي يعتبر الإعلام في هذا العصر أحد أهم الأسلحة ، لا الوسائل التي يتم استخدامها للتعبير عن قضية معينة أو يستخدم للدفاع عن إحدى القضايا ، إذن أضحت الأدوات الإعلامية سلاح يستخدم لصنع الرأي لدى الجماهير وتشبيعهم بالأفكار التي يريدها أو تريديها الجهة المسيطرة على الأدوات الإعلامية. بلا شك بعد فترة زمنية يتم أدلجة قطيع كبير وواسع من الجماهير التي يجذبها الخطاب الموجه لهم دون عناء البحث عن الحقيقة أو حتى استقصاء الحقائق في قضية ما ، يطرح هنا تساؤل بسيط لماذا من خلال دراسة قضايا بعض الحروب في هذا العصر يعمل الطرف الأقوى على تصوير الطرف الأضعف عبر أدواته الإعلامية بإنهيمتلك من الوسائل ما يستطيع تدميره أو إلحاق أضرار كبيرة به ، لأجل إلحاق أكبر تدمير ممكن في الطرف الأضعف دون محاسبة أو مساءلة . وهنا تكمن أحد أكبر الأساليب الخادعة والتي تعتبر خطورة كبرى على أي قضية عالمية أو تاريخية ، هذا الإعلام عمل على تغيير مفاهيم الجمهور وصب في قالب تفكيرهم تصورات غير منطقية عن الحدث أو ما حصل وأكبر مثال على ذلك الإبادة التي يتعرض لها شعبنا فالجمهور الخارجي بدلاً من أن يظهر شعبنا الضعيف الذي يقابل بأحدث وأفتك الأسلحة المحرمة دولياً ويتم إبادته عمل هذا الجمهور المشبع والمغيب بسبب أدلجته من قبل الإعلام ، أصبح يصدر صورة خطيرة وهي تصوير غزة على أنها قوة عالمية بدلاً من نقل صورة الإبادة والدمار . هنا يصبح بما يعرف بالرأي العام لدى هذا الجمهور الواسع والذي يصدر الرواية التي تريدها هذه الأدوات ومن ورأها الجهة المتحكمة بها بقصد أو بجهل أو بدون قصد ، يصبح هذا الرأي ( خطأ ) ، الكثير منهم لا رأي له في الحقيقة و الرأي الذي يظهره للناس على أنه رأيه هو في الواقع ما يريده الإعلام الموجه ، كل ما في الأمر أنه قد ذاب في القطيع و رأي القطيع هو ما يظن أنه رأيه . إذن ماذا نفعل برأي العقلاء ؟ في الحقيقة رأي العقلاء لن يقدم أو يأخر شيء هذا هو الواقع جمهور يغلب عليه ابتلاع كل ما يقدم له دون تمييز ، أضحت الأدوات الإعلامية اليوم عبارة عن كيان سياسي يقلب موازيين الحكومات والشعوب ويتحكم في مصائرهم حسب ما تريد القوى العالمية ، قوى الاعلام هذه ساهمت بشكل كبير بتفتيت الكيانات السياسية والمجتمعية للشعوب العربية. بالرغم من كثرة الأدوات الإعلامية لنقل الصورة إلا أنها لم تنقل الواقع الحقيقي للحرب للجمهور الخارجي سواء العربي أو العالمي وهذا ساهم بشكل كبير بعدم إمكانية استيعاب رأي الجمهور العالمي وتصديق الرواية الصحيحة أما الجمهور العربي يتلقى من بعض وسائل الإعلام الكبيرة في المنطقة التي تتخذ نفسها منبر إعلامي ضخم للتحليل وتشويه الواقع إلى صورة حرب متكافئة . وهذا خلق حالة من هستيريا جماعية للقطيع المؤيد في الخارج ، شارك هذا الجمهور بشكل أو بأخر بنشر ما تريده القوة الاعلامية في المنطقة مما أثر سلباً على صناعة الرأي العالمي رغم المجهودات الكبيرة لبعض القنوات الفضائية لبث الصورة الحقيقية لما يحدث في غزة من إبادة وتدمير.