عبد العزيز بوتفليقة علمت الحياة العربية من مصادر مطلعة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يكون قد أعطى أوامر للجهات المكلفة بالتحقيق في قضايا الفساد التي مست قطاعات اقتصادية إستراتيجية بالمضي في التحقيق إلى ابعد الحدود وأضافت ذات المصادر أن الرئيس أبدى تدمره و انزعاجه مما وصفته مصادرنا "خيانة الثقة" لبعض الإطارات سميا في الدائرة الوزارية التي يشرف عليها الوزير عمار غول.تواصل الفرق الأمنية المختصة تحرياتها بشان ملفات الفساد التي طفحت إلى السطح خاصة في قطاع الأشغال العمومية ،حيث من المتوقع أن تفضي التحريات إلى سقوط أسماء ثقيلة ظلت إلى وقت قريب تتمتع بالثقة من قبل رئيس الجمهورية وفي هدا السياق عبرت مصادرنا التي أوردت الخبر أن الرئيس انزعج كثيرا للإخبار السيئة التي بلغته عن حجم الفساد في قطاع الأشغال العمومية و بالتحديد في كيفية إدارة الموارد المالية المخصصة للطريق السيار شرق-غرب وهو مشروع عول عليه الرئيس كثيرا في برنامجه الانتخابي و أعطاه الأولوية القصوى في سلم اهتماماته و سخر له إمكانيات مالية وصفت بالضخمة .عمار غول في ورطة؟في سياق متصل قالت مصادرنا السالفة الذكران الوزير عمار غول يعيش وضعا لايحسد عليه مند انبعاث رائحة الفساد من دائرته الوزارية،واشتد الوضع أكثر على الوزير بعد استدعاء مدير ديوانه بلقاسم فراشي للتحقيق ووضعه تحت الرقابة القضائية إلى جانب الأمين العام للوزارة وهما إطاران من ابرز مساعدي الوزير؟وفي هدا الإطار يتسال المراقبون:الم يكون الوزير يعلم بتصرفات الأمين العام للوزارة ومدير ديوانه ؟وهل يعقل ألا يتفطن وزير مثل عمار غول لتلاعبات إطارات وزارته أم أن "التدخلات الخارجية" كانت حاضرة بقوة أمام الغلاف المالي الضخم المخصص للطريق السيار شرق-غرب و الذي فاق 12مليار دولار في حين التهمت مختلف الأطراف المتواطئة نحو 400مليون دولار في شكل عمولات حسب التحقيقات الأولية و مايناهز المليارين دولار حسب ما يتداول في الصالونات المغلقة.في الواقع استطاع عمار غول مند توليه وزارة الأشغال العمومية أن يرسم لنفسه صورة الوزير الجاد و الحيوي،من خلال خرجاته الميدانية التفقدية للمشاريع ،ومتابعتها تاركا الانطباع بإلمامه بأدق تفاصيل المشاريع المدرجة تحت وصاية وزارته،التي استفادت من أغلفة مالية ضخمة ضمن برنامج دعم النمو وجعلتها تحت الأنظار كما تجدر الإشارة هنا إلى استفادة الوزير عمار غول شخصيا من تغطية إعلامية واسعة من قبل وسائل الإعلام خاصة الصحافة المكتوبة التي استطاع استمالتها وجعلها تولي أهمية للقطاع،حيث كان الوزير يصر على مرافقة الصحفيين له في كل زياراته الميدانية ويحرص على إطلاق تصريحات نارية في وجه المؤسسات المتقاعسة في انجاز المشاريع الموكلة إليها..ومن هدا المنظور ادن فلا غرابة أن يتأثر الوزير بتداعيات ملف الفساد في دائرته الوزارية بعدما بات مستقبله السياسي على كف عفريت.ملفات ثقيلة تعجل ميلاد لجنة مكافحة الفساد رغم وجود قانون مكافحة الفساد و تبييض الأموال إلا أن الفساد مازال يزحف من قطاع إلى أخر مسببا أضرارا فادحة بالخزينة العمومية و تاركا أثارا مدمرة على نفسية المجتمع ومهددا السلم الاجتماعي وزاد من تعتيم صورة الجزائر في المحافل الدولية خاصة وان أخر تقرير "للشفافية الدولية " أدرج الجزائر في المرتبة111 ضمن قائمة الدول الأكثر فسادا ومن هده الزاوية قال فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان أن اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد التي أعلن عنها الرئيس في وقت سابق ستنصب قريبا.ليبقى التساؤل عمدا قدرة اللجنة من مكافحة الفساد في الوقت الذي فشلت فيه العديد من الآليات المكلفة بدلك