تحتفي هذا الأسبوع سينماتيك العاصمة وفي إطار برنامجها الافتراضي الذي سطرتها تماشيا مع الظروف الصحية الراهنة التي تعرفها الجزائر وباقي دول العالم في ظل انتشار فيروس “كورونا” المستجد، بمرور خمسين سنة على إحراز الجزائر للأوسكار بعرض فيلم “زد” لكوستا غافراس والذي حازت به الجزائر على الأوسكار سنة 1969. كشف متحف السينما “سينماتك” العاصمة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، عن برنامجه الافتراضي لهذا الأسبوع، والذي يتماشي مع الحجر المنزلي وهذا عبر مختلف الفضاءات الافتراضية للمتحف منها قناته على اليوتوب والموقع الرسمي وكذا صفحته على الفيسبوك. حيث خصص فضاءاته الرقمية للاحتفال هذا الأسبوع لثلاثة أحداث سينمائية هي “القصبة في السينما” وعرض فيلم وثائقي حول استعمال المخرجين القصبة كديكور في السينما. كما يحتفل السينماتيك بمرور خمسين سنة على إحراز الجزائر للأوسكار بعرض فيلم “زد” لكوستا غافراس والذي حازت به الجزائر على الأوسكار سنة 1969، إلى جانب الاحتفال بثمانين سنة لميلاد المخرج الكبير فرنسيس فورد كوبولا من خلال عرض عدد من أشهر أفلامه، ويخصص متحف السينما عروضا لصور حصرية تعرض لأول مرة على قناته في اليوتوب وهذا احتفاء وتكريما لمختلف الوجوه السينمائية الجزائرية التي خصصت هذا الأسبوع للمخرج الكبير الراحل عبد الرحمان بوقرموح صاحب الربوة المنسية وكحلة وبيضاء وغيرهما من الروائع السينمائية. ويعد فيلم “زد”، أحد أبرز الأفلام السياسية في تاريخ السينما العالمية، وهو من إنتاج فرنسي- جزائري مشترك، تناول قضية الاغتيال السياسي، من خلال قصة مأخوذة عن عمل روائي يحمل الاسم نفسه للروائي اليوناني “فاسيلي فسكيلوس”، الذي استوحى أحداثها من الانقلاب العسكري الذي حصل في اليونان في منتصف الستينيات والذي سيطر بموجبه الجيش على السلطة، وسلّط الضوء على الاغتيالات السياسية التي عقبته أهمها حادثة اغتيال السياسي “غريجوري لامبراكس” عام 1963، والانتفاضات الشبابية والطلابية الغاضبة على اغتياله والمنددّة بالدكتاتورية والقمع. وصوّرت معظم مشاهد الفيلم الذي أخرجه اليوناني الفرنسي كوستا غافراس في الجزائر العاصمة لتشابهها مع طبيعة مدينة أثينا، بأسلوب بوليسي مليء بالتشويق والإثارة، وشارك فيه نخبة من نجوم التمثيل الفرنسي على غرار جان لويس ترانتينيون، إيف مونتان، إلى جانب الممثلة اليونانية إيران باباس، وبمشاركة الممثلين الجزائريين حسن الحسني، سيد أحمد أقومي وعلال الموهيب. وتم اختيار حرف “زد” Z كعنوان لهذا الفيلم، نظرا لما يمثله هذا الحرف من دلالة سياسية رمزية في اللغة اليونانية، وتعني “إنه حيّ”، استخدمه المعارضون السياسيون للانقلاب في اليونان، بحيث كانوا يكتبون هذا الحرف على جدران المدن اليونانية، احتجاجا على اغتيال “لامبراكيس”، وتنديدا بسياسة القمع المنتهجة من طرف ما أطلقوا على تسميتها بالانقلابيين.