يسير المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر لوهران “مامو”, بعد مرور ثلاث سنوات على تدشينه, نحو تبوأ مكانة متميزة في المشهد الثقافي لعاصمة غرب البلاد على الرغم من انعدام ميزانية خاصة به. وتحتل هذه المؤسسة المتحفية, التي تم تدشينها في 21 مارس 2017, موقعا استراتيجيا في وسط مدينة وهران داخل المقر الواسع للأروقة الجزائرية سابقا, غير بعيد عن المسرح الجهوي لوهران وساحة “أول نوفمبر 1954” وحي “سيدي الهواري” العتيق. ويعتبر هذا المرفق الثقافي, الذي يعد أول متحف للفن الحديث والمعاصر على مستوى الغرب الجزائري, وجهة فنية وثقافية وسياحية ونافذة على إبداعات لفنانين من داخل وخارج الوطن, توثق لأسماء فنية كانت تلح في كثير من المناسبات الثقافية على استحداث منشأة موجهة للإبداع الفني المعاصر. ويصبو المتحف أن يكون هذا الفضاء للإبداع والتواصل بامتياز, من خلال برمجة أنشطة مكثفة تخلق احتكاكا مباشرا بين الجمهور والمبدعين الجزائريين بمختلف تياراتهم الفنية اكتشاف أعمال لفنانين أجانب, حسبما أبرزته مسؤولة هذه المنشأة, خديجة بن حوى, لافتة إلى أن “مامو” مفتوح أمام كل المبدعين ويعطي فرصة للجيل الجديد من الفنانين التشكيليين. وقد نظم هذا الصرح الثقافي, الذي يحتوي على ثلاث مستويات, خلال الثلاث سنوات الماضية, العديد من المعارض الفردية والجماعية لإحياء مختلف المناسبات الوطنية والثقافية على غرار احتفالات “يناير” وشهر التراث واليوم العالمي للمرأة, فضلا عن إقامة معارض بمساهمة مكتب وهران للاتحاد الوطني للفنون الثقافية والمركز الثقافي الاسباني “سرفانتيس” لوهران, كما أضافت السيدة بن حوى. كما استضاف عدة تظاهرات ثقافية, على غرار الطبعة المتوسطية الرابعة للفن المعاصر وفعاليات الصالون الوطني للفنون التشكيلية في طبعته السابعة الصالون مما جعله يستقطب الكثير من الزوار, كما أشير إليه. ..قطب إشعاع ثقافي وأبرزت المسؤولة أن الرهان الكبير لطاقمها يتمثل في غرس ثقافة متحفية لدى الناشئة وتعزيز الطابع الإشعاعي الثقافي من خلال تنظيم ورشات في مختلف الفنون كل ثلاثاء وسبت لفائدة الأطفال البالغين من العمر 15 سنة ومن تنشيط فنانين, مع العلم أن الورشات التي أقيمت في موسم الصيف الماضي جلبت الكثير من الأطفال الشغوفين بالفن البصري. وفي هذا الصدد, تقول الفنانة التشكيلية فوزية منور من وهران “نرفع القبعة لمسؤولي هذا المتحف الذين فتحوا أبوابه لكافة الفنانين الذين كانوا يجدون صعوبة في عرض أعمالهم ومن خلال “مامو” أصبح لهذا الفضاء حضورا قويا في المشهد الثقافي الجزائري بالرغم من إمكانياته المالية البسيطة ويعرف بعض النقائص الخاصة بجانب العرض”. ..طموحات كبيرة ومن أجل جعل متحف “مامو” يتماشى مع المواصفات العالمية لمتاحف الفنون الحديثة والمعاصرة, تم اقتراح تجسيد بعض العمليات منها الإضاءة ووضع لوحات للعرض ومكتبة ومتاجر متحفية ومقهى وغيرها, مع العلم أن هذه الاقتراحات جاءت بعد الاستماع إلى انشغالات الفنانين التشكيليين وصناع الإبداع الفني, كما أضافت مديرة متحف “أحمد زبانة”. وفي هذا الشأن تقول مسؤولة “مامو”, خديجة بن حوى “إننا نعول كثيرا على تجهيز هذه المؤسسة لترقيتها إلى مصاف العالمية وتحضيرها للصالونات الدولية لاسيما أن وهران مقبلة على احتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط”. ومن أجل إثراء متحف “مامو”, فقد أهدى 11 رساما تشكيليا معروفين في الساحة الفنية الوطنية, لوحات فنية للمتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر ويحضر مع رسامين آخرين لإنجاز لوحات فنية لإهدائها خصيصا للمتحف المذكور. والجدير بالذكر أن ذات متحف يعرض حاليا 42 لوحة لأسماء فنية جزائرية لامعة في الفن التشكيلي, وهي عبارة عن مخزون مؤقت لمتحف “أحمد زبانة”.