- وقفة تكريمية للفنان الكبير بشير يلس أشرف أمس وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي بوهران، على افتتاح متحف الفن الحديث و المعاصر «مامو»، و سط حضور مكثف للفنانين، و أجواء احتفالية كبرى، حولت هذا الحدث الذي عاش على وقعه شارع العربي بن مهيدي، إلى عرس ثقافي بامتياز، حيث طاف الوزير رفقة والي الولاية و كذا السلطات المحلية، عبر أروقة المعرض، التي تزينت بلوحات فنية و منحوتات، أبدعتها ريشة و أنامل 55 فنانا تشكيليا، تم جلبها من المتحف الوطني أحمد زبانة، و بعضها الآخر أنجز في إطار ورشات فنية، و قد ألقى وزير الثقافة كلمة بالمناسبة، أشاد فيها بجهود كل من ساهم في إنجاز هذا الصرح الثقافي، الذي تدعمت به مدينة وهران، و تمكنت من تحويله من أروقة تجارية إلى أروقة فنية، لاحتضان الجمال و الإبداع. كما اعتبر عز الدين ميهوبي هذا المتحف، أجمل هدية تقدم لوهران في أول أيام الربيع، و لأن المناسبة تزامنت أيضا مع اليوم العالمي للشعر، فإن الفن هو في النهاية قصيدة مكتوبة بالألوان ، مؤكدا بأن هذا الصرح الثقافي، لبنة أخرى تضاف إلى مؤسسات قطاع الثقافة، و الارتقاء بالفنون الجميلة، أنجز بسواعد وخبرات جزائرية، كما أن جاء ليعزز الموجود و يسد الفراغ الثقافي، باعتبار أن وهران لها إسهامات قوية في المشهد الثقافي، و هي جديرة بهذه الجوهرة التي ستكون ملكا للفنانين، و ها هي اليوم تتزين بلوحات ابدعتها أنامل رسامين كبار لهم وزنهم في الساحة الفنية، و منهم من تعدت شهرتهم حدود الوطن، على غرار عبد القادر قرماز، و محمد إسياخم و خدة و بن عنتر، و أسماء أخرى كبيرة، ممن تركوا بصمتهم راسخة في لوحات الفنون التشكيلية، مؤكدا هنا ما كان لهذه المشاريع أن تتجسد، و هذه الفضاءات أن تشيد، لولا القيمة التي يمنحها رئيس الجمهورية للثقافة بكل أبعادها و أطيافها، لأنه يدرك أن الثقافة رقم مهم في التنمية الوطنية، و أيضا في تنمية وعي و حس المجتمع، كما كشف في معرض كلتمه أن وزارة الثقافة تفكر في انشاء سوق للفن التشكيلي، و الذي يعتبر من المشاريع التي يراهنون عليها، لأن عدد المدارس الفنية التي تتوفر عليها الجزائر، يضاف إليها الأعداد الهائلة للفنانين التشكليين، الذين تسهر على تكوينهم كل سنة، بتجارب و رؤى جديدة و متنوعة، بات يقتضي ذلك، حتى يتسنى لهم بيع أعمالهم من جهة، و أن تحتل اللوحة الأصلية مكان اللوحة المستنسخة. كما اعتبر ميهوبي المناسبة بمثابة وقفة تكريمية، لشخصية كبيرة و فنان جزائري متميز بأعماله، كان مديرا للمدرسة الوطنية للفنون الجميلة، وكان له شرف الدراسة بها، هو الفنان الكبير الأستاذ بشير يلس، الذي يعتبر مرجعا في الاهتمام بالفن و منحه البعد و الهوية الجزائرية، و تشجيع الشباب. متحف الفن المعاصر و الحديث الشامخ بشارع العربي بن مهيدي، هو اليوم فضاء رحب و فسيح وجميل، يتربع على مساحة تقدر ب 6400 متر مربع، كما تعتبر هذه التحفة المعمارية، معلما تاريخيا قايما بذاته، يعود تاريخ تششيده إلى سنة 1930، عانى التهميش و الإهمال لعقود من الزمن، إلى أن تم الإعلان عن تحويله إلى متحف وطني للفن الحديث و المعاصر، وفق مرسوم تنظيمي صدر في العدد 55 بالجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ 9 أوت 2006، ها هو اليوم يفتح أبوابه لاحتضان معارض الفنون التشكيلية على اختلاف مدارسها و المنحوتات، و احتضان أعمال الفنانين التشكيليين و الرسامين و الخطاطين، الذين عانوا لسنوات طوال من غياب أروقة و فضاءات خاصة لعرض أعمالهم، كما أن عصرنة هذا الفضاء، اقتضى دراسة تقنية دقيقة، نظرا لخصوصية المكان، حتى يتوافق و المقاييس المعمول بها دوليا، حيث سيخصص الطابق الأرضي للمعارض المؤقتة و العابرة مع تخصيص حيز لورشات الأطفال، و سيكون الطابق الأول أيضا لإقامة معارض محددة الزمن، أما المعارض الدائمة سيخصص لها الطابق الثاني و الثالث، في حين سيخصص الطابق الرابع للمعارض المؤقتة، و يضم أيضا قاعة للوثائق، و فضلا عن هذا تم تهيئة سطح المتحف الذي حوّل إلى مساحة خضراء، تتميز بمنظر ساحر، و هي بمثابة فضاء مفتوح للزوار و متنفسا لهم في قلب مدينة وهران، أما الطابق تحت الأرضي، فسيخصص لترميم التحف الفنية، مع تخصيص قاعة للموليميديا.