عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام/ شيكاغو تفيض المآقي منتشيةً بحماة السيرة..وتتراقص الشفاه بعظمة المسيرة..وتتشابك السواعد مزهوةً بقدسيةِ الرسالة..فتتلألأُ العيون، مأخوذةً بهاتيك المنصرمات العابقات، وطنيةً، ومواقف، وعدالةً، وضميراً، وإنسانية. ومع كل نسمة هواء تداعب هذا الوطن، وتحرك فينا روح الوفاء والانتماء، ومع كل زهرة تنمو في ثرى الوطن الفلسطيني المحتل، ينمو الرجال الأوفياء هاماتهم تعانق السماء، وأرجلهم متجذرة في الأرض. فمن هؤلاء الأخ القائد مروان البرغوثي ” ابا القسام الذي امضى حتى يومنا هذا ثمانية عشرة عاما خلف القضبان التي صدأت ولم تصدأ إرادته ، سلاحه الصبر، ومبدأه التحدي. وبالرغم من قساوة السجن والسجان، والشروط الحياتية القاسية، والمعاملة اللاإنسانية ومكوثه في العزل الانفرادي لألف يوم متواصلة في زنزانة ضيقة، إلا أنه لم يستسلم للواقع المرير فكان صلباً مخلصاً عنيدا ، لم يساوم على مبدأ، فالحديث عن الأخ القائد مروان البرغوثي هو بمثابة الحديث عن تاريخ، وتجربة ثورة، حديث عن تحديات ووقفات عز وشموخ وإرادة. نعم لقد عرفناه رجلاً يتقدم الرجال في أشد المواقف وأصعبها، عرفناه سيفاً بتاراً في الحق، وراية تخفق فوق كل الرايات، عرفناه أخاً نصوحاً لإخوانه المناضلين قاعدة وقيادة،عرفناه وهو يضع وطنه في حدقات عيونه، ويفديه بروحه وجسده، عرفناه صادقا مع نفسه ومع الآخرين، وعرفنا الحق وهو يضئ جنبات حياته، يقول كلمة الحق ولو كان السيف على رقبته،عرفناه قائدا أميناً من قادة الوطن، لا تبعده حدود ولا تمنعه الأيام من تقديم كل ما هو جليل لفلسطين وقضيتها العادلة، وابنائها أينما كانوا، عرفناه منبعاً للعطاء، طيب القلب، واسع الكرم، ومثالا للتواضع يشهد له الصغير قبل الكبير بذلك. عرفناه مناضلا وفياً صامداً صبورا محافظاً على طبيعته لا يتغير، ثابت على المبدأ لم يتلون ولم يتبدل ولم تؤثر فيه تقلبات الأوضاع. عرفناه رجل مسؤولية يقدر الأمور حق قدرها، عرفناه يفضل مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية، ويضعه في حدقات عيونه، وعرفناه كيف كان يجسد وحدة ضرورية بين السياسة والأخلاق وبين الأخلاق والعمل التنظيمي، عرفناه انساناً يعيش تفاصيل الحال الفلسطيني ويناضل فيه بلا انقسام ولا انفصام، لم يدخر جهداً كي يصل صوته وصوت كل الأحرار لكل العالم ، دوما حاملاً هم شعبه وجراحه وآلامه، اميناً للشهداء والأسرى والمقاومة. نعم هذا هو مروان البرغوثي لمن لا يعرفه، بل يعجز القلم عن وصف خصاله، وتجف الكلمات حينما تسرد سيرته، وتنحني القامات حينما نتحدث عن بطولاته ومواقفه. وفي الختام : سيبقى الأخ القائد مروان البرغوثي قنديلاً لن ينطفئ نوره باذن الله، رغم عتمة السجن والسجان، فلا بد للشمس ان تشرق، ولابد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر ، فمها طال ظلم السجان، ومهما طال الزمان، ومهما استمرت المعاناة، والظلم والقهر والاستبداد، فلا بد ان تفتح الأبواب وتنكسر إرادة الجلاد.