يواصل مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس نشر تجارب الأسرى، حيث ينشر بحلقة هذا الأسبوع تجربة الأسيرة المحرر إنعام حجازي من مدينة غزة . السيرة النضالية الأسيرة المحررة إنعام إبراهيم يوسف حجازي من مواليد السادس والعشرين من كانون أول عام 1952 في مدينة غزة، وهي من الأسيرات القدامى، وقد روت تجربتها النضالية لمركز أبو جهاد . في السادس والعشرين من شهر ديسمبر من العام 1970 اقتحمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلنا في مدينة غزة، فتشوا البيت، فتشوا كتبي ودفاتري، جمعونا في الصالة، قال الضابط الإسرائيلي لوالدي: ” عدّد أسماء أولادك، فردّ والدي: ” ماذا تريد منهم هؤلاء الأولاد الصغار في العمر، فقال الضابط : “نريد معرفة أسمائهم، فقام والدي بعدهم، ثم قال الضابط : “عدّد أسماء بناتك، فقام بعدهن، وعندما ذكر اسمي “إنعام” قال الضابط : ” نحن نريد “إنعام”، هذه اللي بدنا إياها”، فقال والدي: ” ايش بدكم فيها، قال الضابط: ” ساعة ونرجعها لكم. كنت ارتدي بيجامه، قال والدي للضابط: ” خلي بنتي تغير ملابسها، فرفض، وعلى الفور قيدوا يديّ ورجلي ووضعوا كيساً على رأسي، حاول إخوتي وأخواتي وأمي التصدي للجنود لكن صاروا يهددون بالسلاح، طلب والدي من الجنود أن يحضر معي فرفضوا ذلك، وقالوا له: ” خليك بالدار، حتى أنهم رفضوا أن ينزل معنا أو يوصلنا لباب البيت. اقتادوني بجيب عسكري نحو سجن غزة المركزي، أمروني بخلع ملابسي، وأعطوني ملابس صيفية لا تقي برد الشتاء، ووضعوني بزنزانة عدة ساعات، ثم جاء عدد من الجنود قاموا بتغميتي مجدداً، وأمروني بالسير على درج التفافي إلى الطابق العلوي، كنت لا اعرف السير على الدرج خاصة وأن عيني مغميتان، فكان رأسي يضرب بالحائط. رفعوا التغمية عن وجهي في غرفة بها محقق ومجندة، صار المحق يسأل: “احكي أسامي إخوانك”، فحكيت، ثم قال: ” احكي أسماء صاحباتك”، قلت: “لا يوجد لي صاحبات، قال: ” احكي أسامي معلماتك، قلت: ” ايش بدك فيهم”، قال: ” بدي تحدثينا عن خليتك”، قلت له: “خلية النحل ايش يعني خليتي، قال: ” خلية المخربين انتي تعملي مع المخربين ومع الشباب الفلسطيني وتطلعي معهم في مواجهة الجيش الإسرائيلي”، قلت له: ” أنا ما بطلع من الدار، أبوي ما بيخلينا نطلع من الدار وما بعرف حد”. كما قلت: ” أنا ما بعرف حد ولا بروح لحد، أنا ما بطلع من الدار، فقط من داري للمدرسة ومن المدرسة للدار”، سكت وقال: “بدي اطلع شوية وارجعلك، فكري في الموضوع وضروري تجاوبي على أسئلتي”غادر المحقق المكان، وجاءت المجندة وقالت لي: “اعترفي أحسن لك بدلاً ما تتعرضي للضرب، قلت لها: ” أنا ما عملت شيء حتى يضربني، الجيش اقتحم بيتنا واعتدى علينا واعتقلوني من الدار”. رجع المحقق فقال لي: ” هل غيرتي رأيك، اعترفي، احكي، قلت له : “أنا ما عملت شيء ” وما إن حكيت له ذلك قام بضربي على رأسي وعلى وجهي ودفعني بقوة على الحائط، ثم قال: ” أنا سأتعامل معك بالأساليب الصعبة، وصار يضرب ويقول: “اعترفي اعترفي وين بتروحوا، وين الخنادق، وين مكان الفدائية، صرت اصرخ في وجهه من الألم وأقول له: ” كل هذا الكلام اللي بتحكيه ما بعرفه، ما لي علاقة بالفدائية، ثم سألني عن خالي الأسير محمود حجازي، فقلت له: ” خالي كان مسجون وطلع من السجن لكن ما شفته حتى يومنا هذا. نظر لي المحقق بعنف وأجبرني على رفع الكرسي بيدي والوقوف على قدم واحدة، عندما اتعب وأريد أن أنزل قدمي يضربني بعصا قاسية، بقيت على هذه الوضعية حتى طلعت الشمس، لقد كانت أشعة الشمس تنعكس على جانب الجدار تظهر من أحد النوافذ، قلت للمحقق: ” بدي أروح على الحمام، فرفض وقال: ” بولي على نفسك”بعد ذلك أنزلوني تحت إلى الزنزانة، ومن كثرة التعب نتيجة الوقوف الطويل وحمل الكرسي وقعت داخل الزنزانة، كنت أريد أن ارتاح قليلاً، لكن فجأة جاءت مجندة وصرخت: ” ممنوع النوم ممنوع الراحة. قعدت في الزنزانة أقل من 3ساعات، ثم جاء عدد من الجنود قيدوني تحضيراً لجولة جديدة من التحقيق، كانوا لا يجعلوني اشعر بالراحة، تحقيق مستمر، ضرب، تعذيب، في الوقت الذي كنت اعتقد وأتوقع أنني سأرتاح يحضرون بسرعة لعقد جولة تحقيق جديدة، لقد كانوا ينفذون ذلك بشكل مدروس يريدون أن اخضع للتحقيق وأنا متعبة مرهقة، لا يتركون مساحة من الوقت للراحة والتقاط النفس. أخذوني في غرفة واسعة بها كرسي وطاولة وتلفون فقط، جاء محقق يدعى شيمون قال: ” اعترفي عن الأعمال التي تقومي بها” تحدثي لنا عن المسلحين، قلت له: ” أنا لا اعرف شيء”، غادر شيمون الغرفة، وبعد لحظات جاء شخص أسود طويل القامة وصار يخلع بملابسة، عند ذلك ضربته بالتلفون على وجهه وسال الدم منه، جاء شيمون بسرعة وصار يُمثل ويدعي أنه لا يعرف هذا الشخص، وصار يقول له: ” من الذي أتى بك إلى هنا وطرده من الغرفة، بعد ذلك قال لي شيمون: “أنتي قدرتي عليه هذه المرة، المرة الجاية مش حتقدري عليه”. حقيقة هذا أسلوب من أساليب التحرش الجنسي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسيرات، المحقق قام بإدخال شخص للاعتداء عليّ بشكل متعمد، ومن ثم صار يدعي أنه لا يعرف شيء عن هذا الأمر، لكن عندما قال لي أنتي قدرتي عليه هذه المرة، والمرة الجاية مش حتقدري عليه، فإن هذا إثبات أن كل شيء يتم بشكل متعمد. بعد هذه الحادثة صرت أُجهز نفسي لصد أي محاولة من الاحتلال للاعتداء عليّ، صرت أتساءل هل تتعرض الأسيرات الفلسطينيات للاغتصاب، كنت جديدة في السجن، فذهبت عند باب زنزانتي من الطاقة الصغيرة انتظر أي أسيرة تمر من الممر، لكي أسألها من خلف القضبان، وبالفعل مرّت مجموعة من الأسيرات وعند مرورهن سألت بصوت عال هما بغتصبوا الأسيرات؟ جاء الرد من إحدى الأسيرات على الدرج التي قالت بصوت عال: ” بيقولوا إنهم بدهم يغتصبونا، لكن هذا كله كذب ودعايات، كلوا تهديد نفسي، ما تخافوش يا بنات هم ما يقدروا علينا”. لقد أعطاني كلام الأسيرة نوع من الطمأنينة لكن بقيت على جهوزية وحذر لأي اعتداء من قبل جنود الاحتلال. . . التعذيب الإجرامي من القصص الخطيرة والإجرامية التي ارتكبتها قوات الاحتلال أمامي في سجن غزة المركزي أنهم وضعوني في غرفة لأُشاهد التعذيب الذي يتعرض له الأسرى الشباب، اذكر احضروا أسير عاري وضعوه في ماء بارد في أجواء البرد، ثم أخرجوه، ثم قاموا بتقييده من يديه ورجليه ثم قاموا بشد قضيبه وشبكوه في الكهرباء فصار يصرخ ويقفز من الألم، ثم أخرجوه من الغرفة وسط الضرب والركل. بعد ذلك جاء عدد من المحققين وقالوا لي أنهم سوف يفعلون بي نفس ما فعلوا بالأسير، قلت لهم أنا سيدة ولست رجلاً، لا تستطيعون أن تفعلوا بي كذلك، بقيت هذه القصة الإجرامية عالقة في ذهني حتى بعد التحرر عندما علمت أن إحدى الأسيرات تعرضت للتعذيب بالكهرباء عندما وضعوا صاعق الكهرباء في حلمة ثديها في تعذيب صارخ وانتهاك فظيع لحقوق الإنسان. . . كسر يدي من القصص والتجارب جاء محقق آخر يدعى أبو سالم، وهو من المحققين المجرمين أيضا، عند التحقيق قام بضربي في المرة الأولى، وفي المرة الثانية قام بلف يدي اليمين بشكل قاسي مما أدى إلى كسرها، صرخت بألم، ثم غادر، بقيت أتألم عدة أيام لم يعالجوني سوى أنهم أعطوني أكامول وحبل قصيرة لربط يدي في عنقي. بعد أسبوع من كسر يدي أرسلوني للعيادة كنت اعتقد أنهم سوف يعالجوني لكن تفاجأت وإذا بالطبيب يوجه لي أسئلة وكأنه محقق فقلت له : ” أنت دكتور أم محقق، قلت له أيضا: ” هذه بلدنا وأنتم احتلال وسوف نحرر فلسطين. ، حقيقة بقيت أُعاني من ألم كسر يدي حتى يومنا هذا لقد حُرمت من حمل أبنائي على يدي اليمنى بسبب كسرها، حرمت من حمل أبنائي على يدي، حرمني الاحتلال الإسرائيلي أن أكون مثل باقي الأمهات، أشعر بالألم عندما احمل أي شيء بيدي حتى يومنا هذا. من أساليب التعذيب التي تعرضت لها ضرب البوكسات، الدفع على الحائط، جري من شعري على الأرض، بشكل يومي مسك شعري وضرب رأسي بالحائط. مكثت 15 يوماً في الزنزانة الانفرادية، ثم 3 أشهر في العزل الانفرادي أو مع أسيرات، بعد ذلك تم نقلي إلى العيش مع الأسيرات في الطابق العلوي. اعتقدت أنه انتهى التحقيق لكن طلبوني من جديد للتحقيق، وجاء محقق جديد يدعى “مصلح ” وهو من أخطر وأسوء المحققين أيضاً حيث كان يسأل ويقرص ويضرب، كان مصلح يخوض في أعراض الأسيرات ويتحدث الكلام البذيء السافل، كان يهدف كسر شوكة الأسيرات، كنا نتصدى له ونواجهه، في إحدى المرات قلت له: ” أنت كذاب ما تستحي، عند ذلك ضربني بشكل قوي فتعرضت لغيبوبة وتم نقلي إلى غرفة الأسيرات، حدثتني الأسيرات أن جنود الاحتلال جاؤوا يغرزون الإبر في جسدي من أجل التعرف على حالتي وإفاقتي من الغيبوبة. تم تمديد اعتقالي وجاءني المحقق أبو سالم وقال: ” كل اللي في السجن حيروحوا إلا أنتي حتدّودي في السجن قلت له: ” أدوّد عادي بيهمش هيني في السجن مبسوطة بأكل وبأشرب وأهلي بيزوروني”، كنت أحاول دوماً أكون قوية وأواجه السجان والرد عليه. وبعد فترة قالت لي مصلحة السجن إن أهلي سيزوروني، وبالفعل، جاء والدي ومعه أخي إلى السجن، عندما شاهدني والدي في صالة الزيارة شاهد أن يدي معلقة، فقال: ” من قام بكسر يدك؟، قلت: ” المحقق أبو سالم كسرها،وأشرت له عليه حيث كان متواجداً في الصالة، فأسرع أبي يريد ضرب المحقق أبو سالم ويصرخ عليه لماذا تكسر يد بنتي، فهجم الحراس واعتقلوا أبي ثم أفرجوا عنه لاحقاً، أتذكر هذا الموقف من والدي في مواجهة السجان رحمك الله يا أبي. .. التصدي للسجان ومن التجارب التي يمكن الحديث عنها تجربة الإضراب عن الطعام، اذكر اضربنا عن الطعام، صرنا نرجع الوجبات، للمطالبة بالحقوق المشروعة ومنها توفير صابونة، توفير أمشاط، توفير مواد تنظيف، طلبنا مواد لرش القمل والحشرات التي تكاثرت بسبب إهمال النظافة في السجون من قبل مصلحة السجون، لقد استجابت مصلحة السجون لمطالبنا نوعاً ما فسمحوا لأهلنا بإحضار الصابون كما احضروا مبيدات حشرية لتعقيم السجن. اذكر كان الطعام سيئ للغاية، عبارة عن سمك مسلوق أسود غير منظف كانوا يحضرون لنا 4 أرغفة خبز فقط كل أسيرة نصيبها فقط شريحتين خبز. طالبنا إدارة السجن بزيادة كمية الخبز خاصة مع ازدياد أعداد الأسيرات فقوبل طلبنا بالرفض فقررنا أن نصوم وفي ذلك نكسب أجر ونوفر الخبز والغذاء. استمرينا في جولات التصعيد ومواجهة السجان للمطالبة بتحقيق المزيد من المطالب وتغيير واقعنا السيء في السجن، لقد كنا نعيش في واقع صعب وحياه قاسية ومن ملامح هذه الحياة : الحمام ودورات المياه ممنوعة إلا في أوقات قصيرة، الملابس متسخة، لايوجد فرشات، النوم على قطع جلدية، كنا نتواجد60 أسيرة في غرفة صغيرة لايوجد لها إلا شباك صغير وباب حديدي، كانوا يفتحون التلفزيون الصغير في الممر مرة واحدة في الأسبوع فقط لمشاهدة فيلم الجمعة، ممنوع إدخال الصحف والكتب، فقط يتم إدخال الكتب المدرسية وبصعوبة بالغة، كانت الجرائد ممنوعة، ممنوع إدخال أدوات الخياطة أو التطريز، كان وقت الفورة قليل جداً ومكان الفورة صغير جداً، فساحة الفورة عبارة عن ممر طول 6 متر وعرض متر ونصف، عندما نخرج للفورة كأننا لا نزال في الغرف التي خرجنا منها، أتذكر بعد تحرري من السجن وبعد اندحار الاحتلال عن غزة ذهبت إلى مقر سجن غزة المركزي أو السرايا جلست مكان زنزانتي وصرت آكل البزر، وقلت هنا الآن آكل البزر واقزقز اللب في نفس المكان الذي كنت أتعذب فيه. لقد اضربنا عن الطعام أكثر من مرة وتعرضنا للقمع من جنود الاحتلال، وتعد هذه الإضرابات من النضالات المهمة للأسيرات في بدايات السبعينات ضد الواقع الاعتقالي السيئ كما أنها تندرج ضمن نضال الأسرى في السجون ونضال شعبنا في خارج السجون. تم تحرري من الاعتقال الأول عام1971 بعد قضاء 11 شهر من الاعتقال، وفي العام 1972 كنا في أول يوم بعيد الأضحى، في ذلك الوقت اقتحمت قوات الاحتلال منطقتنا في مدينة غزة، وصاروا يعتدون على الناس كعادتهم للتنغيص على السكان في فترة الأعياد، اقتحم الجيش بيتنا واعتدوا على أخي الذي كان عريس جديد، عندما رأيتهم اعتدوا على أخي قمت بالتصدي لهم ودفعت أحد الجنود ومسكت سلاحه ورميته، وبسبب ذلك اعتقلوني كما اعتقلوا أخي، جاء أبي يريد أن يخرجني فرفضوا ومكثت شهرين في السجن وقدموني للمحاكمة قبل أن يتم إصدار قرار بالإفراج عني بكفالة مقدارها 3500 دينار أردني وهكذا أكون قد أمضيت عام وشهر مجموع الاعتقالين الذين تعرضت لهما الاعتقال الأول 11 شهراً والثاني شهرين وكل ذلك في سجن غزة المركزي. .. العمل الإجباري خلال اعتقالي واصلت المذاكرة وتقدمت لامتحان الصف الثاني الثانوي ونجحت، كما ذاكرت لامتحان الثانوية العامة الذي تقدمت له بعد التحرر ونجحت فيه،كنا في المعتقل نصنع المسابح والعقود من حبات الزيتون من خلال نحتها على حائط وبلاط السجن، لم يسمحوا بإدخال أدوات التطريز أو الرسم. من التجارب التي أذكرها أن مصلحة السجون أجبرتنا في سجن غزة المركزي على العمل الإجباري من خلال تصنيع مغلفات حلوى ولبان، كان العمل فترتين الأولى من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الواحدة، والفترة الثانية من الرابعة عصراً حتى التاسعة مساءً. اذكر أنهم لم يحضروا لنا أي حلوى، فقط يجعلونا نصنع غلاف الحلوى ولعل ذلك من الضغط النفسي علينا، فهم يجعلونا أن نصنع غلاف الحلوى و لا يسمحوا لنا بتذوقها، أتذكر أن الأسرى الشباب شاهدوا أغلفة الحلوى في الممر فقالوا أنهم يعطوا الأسيرات حلوى وليدن، فقلنا لهم أننا نصنع الأغلفة فقط. أتذكر في سجن غزة كنا لا نسمع الآذان، بالرغم من وجود مسجد السرايا القريب، كان الاحتلال يمنع توجيه ميكرفونات وسماعات الجامع نحو السجن، فكتبت رسالة إلى إمام المسجد بضرورة العمل على تعلية صوت الآذان، وبالفعل وصلت الرسالة لإمام المسجد وتم تعلية صوت الأذان. وفي النهاية يمكن القول أننا ذقنا الويل وألوان العذاب في سجن غزة المركزي، الأسيرات تعرضن للتعذيب، لكن في المقابل كان هناك صمود وصبر ومواجهة الاحتلال. كل التحية للأسرى والأسيرات الذين تحرروا وندعو الله أن يتحرر جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال الإسرائيلي في القريب العاجل.