يواصل مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس نشر تجارب الأسرى وهذا الأسبوع يروى تجربة الأسير المحرر خالد الخطيب من طولكرم . تجربة الأسير خالد الخطيب خالد سليمان الخطيب، من مواليد التاسع عشر من شباط عام 1968، من مخيم نور شمس/طولكرم، متزوج ولديه أربعه أولاد:ولدان وبنتان، لم يكمل تعليمه الأساسي، توقف عند الصف السادس، ولا يعمل حاليا. الاندماج في العمل الوطني كنت أعمل على موقف للعمال في نتانيا في داخل الأراضي المحتلة وأثناء وجودي في الموقف التقيت بشخص اسمه عطا أبو زهرة وعرض الموضوع علي في تشكيل مجموعة لمقاومة الاحتلال، وبدأنا بالعمل الوطني أنا وهو لتوسيع العمل الوطني ، وبالفعل ذهبت الي سيف حسن سعيد وصالح الزهيري وتم انضمامهم معنا، وأول عمل قمت به أنا وعطا أبو زهره لوحدنا ضرب زجاجه ملوتوف والذي ولعها هو ومره ثانيه أنا وسيف وصالح ، بينما عطا غاب عن الموضوع وهنا حصل شك من ناحيتنا لماذا لم يأتي وشو المعيق الذي حدث معه وهنا بدأ الشك نحو عطا، ومن ثم تابعنا النضال أنا وسيف وصالح وفي ليله ثانيه ذهبنا نحن الثلاثة وسيف شعل الزجاجة الثانية وانا ضربتها، وبعدها ذهبنا نحن الثلاثة لوحدنا وضربنا باص بالحجر وهذه كانت آخر عمل لنا في وقت قصير وعطا مفقود وبعد يومين جاء بلاغ من المخابرات الإسرائيلية لصالح وعطا وسيف وبعد ثلاثة أيام تم اعتقالنا نحن الأربعة سيف وصالح وعطا وخالد. مرحلة الاعتقال: تاريخ الاعتقال في 2/4/1986 في نور شمس، حيث تم مداهمة البيت ومحاصرته بناء على معلومات تم الإخبار علي ومكان تواجدي، كانت معاملتهم معي من خلال وضع الكلبشات في يدي، وأخذ حطة والدي الفلسطينية (الكوفية) وتم تلثيمي بها ووعدوا والدي باسترجاعي، ولم أتعرض لأي آذى جسدي. مرحلة التحقيق تم التحقيق معي في طولكرم، لم اعد اذكر اسم المحقق الآن، استمرت عملية التحقيق ثمانية عشر يوما، بدأوا بأسلوب الإدخال الى غرفه التحقيق كل واحد في زنزانة وأول ما يبدأون بالتحقيق هو وضع الكلبشات بعد تكتيف اليدين ومن ثم لبس الكلبشات بشكل قوي ع مفصل اليد السفلى، ثم جر الأسير ع غرفه التحقيق وإغلاق الباب بشكل قوي ومزعج، وكان ضابط المخابرات يمسك الأسير من صدره ومن ثم يبدأ بدفع الأسير لجهة الباب بشكل قوي ليبدأ الكلبشات في الاحتكاك في العظم ليبدأ التعذيب والألم ومن ثم يجلس الأسير على الكرسي ويكتف بالكلبشات يعني شبح وفي اليوم الثالث في زنزانة عتمه، انا وعطا اعترفنا للتخلص من ألم ضرب الأيدي بالباب و ضغط الكلبشات على الأيدي ، وتوقف التعذيب وبقينا ثمانية عشر يوما في التحقيق تم الاعتراف من خلاله. لم أكن وقتها تابع لتنظيم، و لذلك لم اجلس مع العصافير إلا يوما واحدا ولم نتحدث كثيرا لأنه سبق و اعترفت مع الضابط. ومن ثم نقلونا الي سجن جنيد في سجن جنيد وداخل السجن أي أسير لم يعترف بالصورة المطلوبة عند المخابرات سيعترف داخل السجن الي التنظيم وكان عندي ملاحظه حول شخص عطا فقلت لتنظيم بان عطا عمل للمخابرات الإسرائيلية وكان انا وسيف سنقتله وبالفعل رفعنا نحن الثلاثة خالد وسيف وصالح هذه الملاحظة للتنظيم وظلت قيد المتابعة. مرحلة المحكمة تم توقيفي في جنين وفي المحكمة العسكرية في لمده مره واحده ومن ثم المحكمة العسكرية في نابلس كان عدد القضاة ثلاثة، وخلال ثلاثة جلسات تم إصدار الحكم من خلال صفقة، وكان يمثلنا من الداخل محامي لم اعد اذكر اسمه، تم توجيه تهمة إصابة جندي و جرحه، رمي مولوتوف على الجيش الصهيوني، وتم إصدار الحكم بعد مكوثي تسعه أشهر، بالسجن 6 سنوات مع 4 سنوات مع وقف التنفيذ، ولم يرافق ذلك أي شيء آخر . مكان إمضاء فترة الحكم بداية في معتقل جنين مكثت فيها تسعة أشهر من عام1986الى1987، ثم انتقلت الى معتقل جنيد ومكثت به خمس سنوات من 1987الى 1991، وآخر تسعة أشهر في سجن النقب. في سجن جنيد ثلاث أقسام(أ، ب، ج) وانا عشت بهذه الأقسام في داخل هذه الأقسام نوعيه الأكل كانت جيدة جدا لان الأسرى هم من يقومون به و تحت إشرافهم، بينما في النقب كان سيء للغاية والاعتماد على علبة الفول وهي غير كافية إطلاقا للأسرى، وكنا ننام ع مشاتيح وداخل خيمة بالنهار الذباب والقارص والطائرات فوق رؤؤسنا وبالليل مناورات عسكريه دبابات ومدرعات تلف الأقسام.. مع عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة، والإهمال الطبي الشديد خصيصا لأصحاب الأمراض المزمنة، أيضا تمثلت ظروف زيارة الأهل حسب مزاج اليهود و أوضاعهم، وهنا أذكر موقف خلال زيارة أهلي، اعتدى علي ضابط إسرائيلي من إدارة المعتقل بانتهاء وقت الزيارة بالرغم من وجود ربع ساعة أخرى لانتهائها، فقاومته واعتديت عليه لان تسبب في كسور بأنفي، وكان معي البوت ضربته في وجهه وهو كبس على زر النجدة وجاءت وأخذني ضابط الإدارة الي قاعه كبيرة ومعهم العصي واخذوا بضربي ع كافه أنحاء جسمي وبعدها نزلوني ع الزنزانة وكان هذا خلال زيارة أهلي وبوجود أهالي الجميع، فتم نقلي إلى زنزانة لمدة أسبوعين عقابا لي، مع حرماني من أي مطالبة بحقوق أخرى ومنع الزيارة عني لمدة شهرين حتى ما بين الأقسام . بالنسبة للفورة كانت هناك ساعة ونصف من الزمن لممارسة الرياضة في ساعات الصباح، والعصر أيضا ساعة، وكان التنقل متاح ما بين الأقسام والغرف. كانت معاملة إدارة المعتقل سيئة للغاية، من اعتداءات واستفزازات مراقبة ومتابعه وخلق مشاكل مع الأسرى. من المؤكد أن أتضامن مع باقي الأسرى، ف أضربت 20 يوما عن الطعام في 1987 للمطالبة بتحسين أوضاع السجون والمطالبة بحقوق الأسرى، والتضامن مع الأسرى القابعين في الزنازين، وتم إعادة العديد من الوجبات. بداية لم أكن منظما بشكل رسمي، و عند دخول السجن انتميت الى تنظيم فتح، و اتسمت العلاقة بالشكل الجيد، وبالأخوية والصداقة، عمل التنظيم بالنهوض وضبط الوضع داخل الأسر وصار ما يشبه الدولة حيث محو الأمية والتثقيف والتعبئة الوطنية وجلب أمهات الكتب العلمية والدراسات السياسية وفي كل المجالات من التنظيم في الخارج وصرنا نتعارف بأسلوب علمي وعملي. وكانت هناك لائحة داخلية داخل التنظيم الواحد، ومن خلال التنظيم يتم فرز قائدهم وممثلهم أمام الفصائل، لم يكن آنذاك وقت محدد له، يعتمد الى مدة وجودة بهذا المعتقل، لأنه في حال تمت معرفته من قبل السجون يتم نقله الى معتقل آخر، ففي حال ما تم نقله، أو أفرج عنه، هناك لجنة ظل تستلم المهام الموكلة إليه، بالإضافة الى الجلسات اليومية، حيث جلستين تنظيمية وجلسه ترفيهية، باستثناء أيام الزيارة ويوم الجمعة. حيث التنظيم وجلسات التفتيش ممتازة والانضباط حيث يوجد في كل غرفه شاويش لتنفيذ الأوامر من التنظيم ولجنه ثفاقة لتنظيم الجلسات . ولكن نحن الأسرى كنا نعاني من ظاهره العملاء في كل مجموعة يوجد عميل أو اثنين، وزرع العملاء له أكثر من سبب الأول كشف المعلومات من الشرفاء الذين يعترفوا ويبقى لديهم بعض المعلومات، والسبب الثاني تخريب التنظيم وبث المشاكل والعصيان داخل المعتقلات من خلال السرقة مثل سرقه الدخان من احد الأسرى ووضعه خزانه واحد آخر او رمي الملاعق داخل المجاري او تزييف الكتب والكراسات العلمية من خلال الخربشة للكراسات وتشويه سمعه بعض المعتقلين. العلاقات بين الفصائل في المعتقل كما ان العلاقة ما بين التنظيم والفصائل الأخرى على ما يرام وكان للرفاق دور كبير في دفع معنويات الأسرى، تحددت بلائحة متفق عليها، واتسمت العلاقة بشكل ممتاز، قوة ،ووحدة، وتعاون.نوعا ما كان هناك قيود في حال تم خلافات معينه ما بين الفصائل، من تواصل معهم، من أشخاص معينين. وكان لهم عناصرهم داخل المطبخ والمشاركة في ساعات الرياضة والتنقلات داخل الأقسام، ولكن كنا نعاني من خروج بعض الشباب من التنظيم وأغلبهم كانوا شيوخ ، وكانوا يطالبون بغرفه لوحدهم كانوا أمراض نفسيا يفتعلون المشاكل ع الأكل في معظم الأحيان ، وليس لهم لا تنظيم ولا شئ أخر سوى الأكل والشرب فقط لا غير. كان هناك (كنتينا) أي بمعنى آخر دكان لكافه الأسرى والفصائل وكان لنا لجنه وطنيه في كافه الفصائل غير ممثل المعتقل يذهبون للمفاوضات مع الإدارة هناك ممثل عن الفصائل جميعها يمثل السجن أمام إدارة المعتقل، وإدارة المعتقل مجبرة بالتعامل معه و الاعتراف به، وكان يتم اختياره من جميع الفصائل.