نظم المئات من المغاربة العالقين بالخارج وقفات أمام عدد من السفارات والقنصليات المغربية احتجاجا على عدم الاستجابة لمطلبهم المتعلق بالعودة لبلادهم، حيث شهد محيط السفارات والقنصليات في إسبانيا وفرنسا وتركيا تجمعات تحت شعار "رجعونا لبلادنا"، في وقفات موحدة لمطالبة الحكومة المغربية بإيجاد حل سريع يضع حدا لمعاناتهم، وعودتهم لبلادهم في أقرب وقت، خاصة أنهم يعيشون في ظروف صعبة منذ إغلاق الحدود منتصف مارس الماضي. ونظم مغاربة عالقون في مدينة إسطنبول التركية وقفة احتجاجية، أمام القنصلية المغربية، مطالبين بعودتهم في أقرب وقت، ومناشدين الملك بالتدخل. وقال كمال عصامي، أحد المحتجين، إن "المغاربة احتجوا استجابة للدعوات التي أطلقها العالقون في كل بقاع العالم، مناشدين الملك التدخل لعودتهم إلى أرض الوطن". وأضاف أن "المغاربة العالقين داخل الأراضي التركية يعيشون ظروفا صعبة، منذ قرار السلطات المغربية إغلاق المنافذ الجوية في وجهِ العالم"، وأن "بعض العالقين وجدوا أنفسهم في حالة تشرد، ويعيشون منذ إعلان إغلاق المغرب لحدوده، متنقلين بين الفنادق، أو من دون مأوى، كما أن القنصلية تتأخر في استجابة لحاجتهم" بعد أن "استنفدوا المال المحدود، الذي جلبوه معهم من أجل العطلة، دون أن ننسى بعض الأشخاص، الذين يعانون أمراضا مزمنة". وتؤكد السفارة المغربية بأنقرة أنها تواصل مجهوداتها لمواكبة وتقديم الدعم للمواطنين المغاربة العالقين بتركيا، لمساعدتهم على تجاوز الظرفية الصعبة التي تفرضها جائحة "كورونا". وذكر بلاغ للسفارة أن مصالحها بادرت منذ الساعات الأولى بعد إغلاق المغرب لحدوده لإنشاء خلية أزمة، ووضع كل وسائل التواصل المتاحة من عناوين إلكترونية وأرقام هواتف، رهن إشارة المواطنين على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، للإجابة على استفساراتهم وتقديم الدعم لهم عند الضرورة. وفي مدينة الجزيرة الخضراء جنوب إسبانيا احتج العشرات من المغاربة العالقين بالخارج أمام قنصلية بلادهم وقالوا إن هذه الوقفة السلمية جاءت "بعدما تعبنا من طول الانتظار" ولأن "الحكومة لم تتعامل بالجدية اللازمة لإيجاد حل سريع يضع حدا لمعاناتنا، انتظرنا كثيرا أن يأتي الفرج". وقالوا: "بعد ثلاثة أسابيع نتساءل أين ملامح هذه العودة؟ لم يتم اتخاذ أي إجراءات بخصوص ملفنا نحن العالقين خارج أرض الوطن منذ 60 يوما"، وإن بعض التصريحات الإعلامية لمسؤولين بالخارجية لم تأت بحل يعيدهم سريعا إلى بلادهم على غرار باقي الدول التي قامت بإجلاء مواطنيها، "نحن للأسف نشكل اليوم الاستثناء"، وأبدوا استعدادهم لدفع ثمن تذكرة الباخرة التي تنقلهم من الجزيرة الخضراء إلى طنجة. وردد المواطنون المغاربة العالقون بفرنسا أثناء وقفتهم الاحتجاجية، أمام السفارة المغربية بباريس، شعارات تطالب بإرجاعهم للمغرب في أقرب وقت، خاصة أنهم ظلوا منذ إغلاق الحدود يعيشون في ظروف صعبة. وفرضت الشرطة الفرنسية غرامات بقيمة 135 يورو على كل فرد من المشاركين بالوقفة بعد أن أخذت الشرطة عناوينهم ليتوصلوا بالغرامات في محلات سكناهم. وقال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني الأسبوع الماضي إن المغاربة العالقين بالخارج "سيعودون عندما يفتح المغرب حدوده"، دون أن يحدد موعدا مع توقعات باستمرار إغلاق الحدود إلى ما بعد 20 ماي الجاري وهو ما خلف موجة غضب في صفوفهم، وحفّزهم على تنفيذ هذا الشكل الاحتجاجي.