بثت قناة "الجزيرة" القطرية في بداية الأسبوع الجاري شريطا وثائقيا كان في اتجاه واحد حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السيّئة السائدة بمدينة وجدة المغربية المتاخمة للحدود مع الجزائر. وقد استهلت "الجزيرة" شريطها بتبيان الأوضاع السيّئة اجتماعيا واقتصاديا التي أصبح يعاني منها إخواننا المغاربة بهذه المنطقة، وتباكيهم على الوضع الذي جاء بسبب قرار سلطات بلادهم فرض التأشيرة على الجزائريين الراغبين في دخول المغرب ورد الجزائر بغلق الحدود كلية مع البلدين بعدما اتهمت جورا من طرف السلطات الملكية بمسؤوليتها عن عملية مراكش الإرهابية التي تبيّن للعالم وللكل سريعا براءة الجزائريين منها براءة الذئب من دم يوسف كما يقال. وقد اتّضح من سياق الشريط انحياز "الجزيرة" للطّرف المغربي البادئ بالشر باتهام الجزائر والتّسرع في فرض التأشيرة على مواطنيها الراغبين في زيارة المغرب بدون تأن أو رصانة أو اعتبار للوشائج التاريخية بالرغم من أنّ المستفيد الأول والأخير من الحركة على الحدود بين البلدين هو الشعب المغربي وسلطاته وذلك على كافة الأصعدة، ولهذا ينطبق المثل الشعبي القائل "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، على المغاربة وعلى "الجزيرة" التي تجاهلت أخلاقيات الصحافة والنزاهة الإعلامية.