التطورات الجارية في ليبيا والانتصارات التي حققتها الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في مواجهة أمراء الحرب والمليشيات الإرهابية والمرتزقة، تشكل دفعة كبيرة ربما تقود إلى إعادة الأمور إلى نصابها .. وهي رسالة شديدة الوضوح للأطراف التي ضربت عرض الحائط باتفاق الصخيرات، وظلت تتجاهل في كل مرة قرارات مجلس الأمن والدعوات الدولية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار. على مدار عام كامل فشلت مليشيات ومرتزقة حفتر وداعميه، في السيطرة على طرابلس، لتأتي الانتصارات الأخيرة بتحرير قاعدة “الوطية” الإستراتيجية واستكمال السيطرة على كامل المنطقة الغربية لتوجه ضربة قاضية للعقلية التي ظلت تراهن على الخيارات العسكرية. لقد دفع الشعب الليبي ثمنا غاليا من أجل حريته، دون أن يقطف ثمار تضحياته، بسبب التدخلات الأجنبية التي لا تريد خيرا للشعب الليبي، وهي تدخلات من جهات معلومة ظلت تحول دون الوصول إلى التوافق الوطني ودون احترام إرادة الشعب الليبي في الحل السلمي وبما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن. وبالأمس حذرت رئيسة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني وليامز، خلال جلسة لمجلس الأمن، من أن التدفق الهائل للأسلحة والمرتزقة سيتسبب في توسيع وإطالة أمد الحرب الدائرة في ليبيا، وطالبت بضرورة وقف الاعتداءات ضد المدنيين والمنشآت المدنية في ليبيا. لقد آن الأوان لدعم حكومة الوفاق الوطني الشرعية والمعترف بها دوليا، لكي تقوم بكامل مهامها في وضع حد لمعاناة الشعب الليبي وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع ليبيا، ومساءلة مرتكبي جرائم الحرب هناك. إن موقف قطر يظل داعما لاتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر 2015 وكافة مخرجاته، مع دعوة كافة الأشقاء الليبيين لإعلاء المصلحة الوطنية والتمسك بالحوار دون إقصاء لأي من مكونات المجتمع الليبي، وصولاً إلى التسوية السياسية الشاملة التي تحفظ لليبيا سيادتها ووحدة أراضيها وتحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار.