بقلم : فراس الطيراوي** عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام / شيكاغو يواصل الكيان الصهيوني الغاشم سياسته الإجرامية العنصرية الفاشية بحق أسرانا البواسل، وأسيراتنا الماجدات الحرائر في الباستيلات الصهيونية بشكل عام، والمرضى بشكل خاص، على مرأى ومسمع العالم اجمع، ضاربا بعرض الحائط لكافة الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية التي كفلت للمظلوم ان يدافع عن حقه، بل وطالبت البشرية جمعاء بنصرته، وان لا تتخلى عنه، بل نصت على حمايته، ومعاملته بشكل إنساني، وعدم تركه فريسة للأمراض تنهش جسده الضعيفة. وهنا سأتحدث عن قضية الأسيرة المعذبة الصامدة المحتسبة، الشهيدة الحية مع وقف التنفيذ " اسراء جعابيص" التي أسرت ظلماً، وعدواناً في يوم 11 أكتوبر 2015 عندما كانت في طريقها من مدينة أريحا إلى مدينة القدس؛ حيث كانت تعمل، وكانت تنقل بعض أغراض بيتها إلى سكنها الجديد بالقرب من مكان عملها، وفي ذلك اليوم كانت تحمل معها أنبوبة غاز وجهاز تلفاز، وحسب ما ذكرت إسراء للمحققين كانت تشغل المكيف ومسجل السيارة. فعندما وصلت إسراء إلى منطقة الزعيم قرب مستوطنة معاليه أدوميم انفجر بالون السيارة الموجود بجانب المقود، وهو موجود أصلاً للتقليل من مضاعفات حوادث السير، واشتعلت النيران داخل السيارة فخرجت إسراء من السيارة وطلبت الإسعاف من رجال الشرطة الإسرائيليين المتواجدين على مقربة من مكان الحادث ألا أن أفراد الشرطة لم يقدموا لها الإسعاف واستنفروا واستحضروا المزيد من رجال الشرطة والأمن، وأعلنت الشرطة في البداية أنه حادث سير عادي، ثم ما لبث الإعلام العبري اعتبر ما حصل أنه عملية لاستهداف الجنود الصهاينة ، واكتشف المحققين وجود التلفاز مع أنبوبة الغاز، وانفجار بالون السيارة وليس أنبوبة الغاز، وعلموا أن تشغيل المكيف منع انفجار زجاج السيارة، لكن المخابرات الصهيونبة ادعت أن إسراء كانت في طريقها لتنفيذ عملية وحكم عليها احدى عشرة عاما قضت منها ثلاثة، رغم أنها كانت مصابة بحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة في 50% من جسدها، وفقدت 8 من أصابع يديها، وأصابتها تشوهات في منطقة الوجه والظهر وتحتاج إلى الرعاية الصحة والعمليات الجراحية، حتى انه عندما سمح لوالدها بزيارتها لم يتعرف عليها فنادت عليه وقالت له : "بابا أنا هنا.. أنا إسراء وجهي تشوه لكني إسراء بابا.. أنا كما أنا.. أنا إسراء"، بتلك الكلمات التي تعبر عن فظاعة إصابتها، حاولت الأسيرة الفلسطينية إسراء جعابيص أن تبدد حيرة والدها. فقضية الأسيرة إسراء قضية إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فصمتنا عار، يجب التحرك، وحث جميع المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بل وجميع المؤسسات ذات البعد الإنساني بذل الجهود على جميع المستويات لفضح هذا المحتل المجرم وتشكيل جبهات ضغط شعبية، و عالمية للضغط عليه من أجل إطلاق سراحها، وفضح سياسة الاغتيال تحت التعذيب والقتل البطيء بالإهمال الطبي وغيره من سياسات الإعدام المستخدمة ضد أسرانا، وسياسة العزل الانفرادي وغيرها من الجرائم. كما انه واجب على أبناء شعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية والإسلامية بل وشعوب وأحرار العالم أجمع، بأن تبقى هذه القضية على رأس أولويات قضاياهم، وأن يبذلوا جل جهدهم من أجل هذه القضية المقدسة، وأن تستمر الفعاليات المساندة لهذه القضية، وأن يقدموا كل أنواع الدعم والمساندة ، حتى يتم إطلاق سراحها.