تحيي غدا الخميس العديد من المؤسسات الثقافية، اليوم الوطني للشهيد الذي يوافق 18 فيفري، من خلال تسطيرها لبرامج تاريخية وثقافية وفنية تتماشى مع المناسبة التي نستذكر من خلالها التضحيات الجسيمة التي قدمها الشهداء في سبيل تحرير الوطن من براثن الإستدمار الفرنسي. يمثل اليوم الوطني للشهيد وقفة للرجوع إلى البطولات والمقاومات والثورات الشعبية التي قام بها الشعب الجزائري طيلة فترة الاحتلال، وحتى يكون عبرة للشعب ليقف فيها على معاني التضحيات الحقيقية من أجل الوطن، وتخليدا لهذه الذكرى الكبيرة تنظم العديد من المؤسسات الثقافية والتاريخية تظاهرات تشمل كامل أرجاء الوطن، تحت شعار "أبناء الجزائر الجديدة- لا تنسوا الشهداء"، حيث يتم مراسيم الترحم على أرواح شهداء ثورة التحرير، تنظم معارض للصور وتوزع هدايا تشجيعية على المتفوقين في مختلف المسابقات التي نظمت بالمناسبة وإطلاق أسماء بعض الشهداء على مؤسسات تربوية وعرض أفلام حول الثورة المسلحة و تكريم عائلات بعض الشهداء، ومن المؤسسات التي ستحتفي بالتظاهرة نذكر سكيكدة التي سيحتضن في قصر الثقافة "مالك شبل" بداية من اليوم أشغال الملتقى الوطني حول الأدباء الشهداء أو جدلية الحبر والدم، الذي يندرج في إطار اليوم الوطني للشهيد 18 فيفري ويشارك فيه أساتذة باحثين من مختلف جامعات الوطن، والملتقى ينظم بالتنسيق مع مخبر التراث الأدبي الجزائري جامعة سكيكدة، على مدار يومين يهدف إلى البحث في ظاهرة الأدباء الشهداء في الجزائر من خلال التعريف بسير هؤلاء الأدباء وتحليل إسهاماتهم الشعرية والسردية، ويحاول الملتقى إبراز وفاء والتزام الأديب الجزائري، بخيارات المجتمع في التحرّر من الاستعمار الفرنسي، حيث لم يكتف بمساندة الثورة بقلمه، بل انخرط فيها، وصار جنديا يكافح الاستعمار، فتحقق في شخصه وإنتاجه الثوري، جدلية الحبر والدم. وللإجابة على تساؤلات حول أدب الشهادة والشهيد، وحول مساهمات الأدب الجزائري في الثورة التحريرية، خصص الملتقى العديد من المحاور، منها "الأدب والثورة، مقاربة في المفاهيم النظرية"، "الشعراء الشهداء"، "الروائيون الشهداء"، "أدب المقالة في تجربة الأدباء الشهداء"، بالإضافة إلى "صورة الشهيد في الأدب الجزائري"، و" شهداء الجزائر في الفنون المشهدية، المسرح والسينما"، وسيتم خلال هذه الفعاليات، حسب منظمي الملتقى الأدبي، تكريم أدباء سكيكدة الفائزين بجوائز وطنية وعربية، من طرف إدارة قصر الثقافة لسكيكدة، كعرفانا لهم على تشريفهم ولاية سكيكدة، في المسابقات الوطنية والدولية، خلال سنتي 2019 و2020. كما ستنظم، على هامش هذا الملتقى الوطني، معرض الكتاب لمبدعي ولاية سكيكدة مع بيع بالتوقيع، تشجيعا لهم على إثرائهم الساحة الأدبية بأعمال أدبية سواء في الشعر أو الرواية. من جهته سطر الديوان الوطني للثقافة والإعلام برنامجا ثريا ومتنوعا، يشمل ندوات فكرية، أمسيات شعرية، أفلام سينمائية، عروض موجهة للأطفال، ومعارض، عبر مختلف القاعات التابعة له، على غرارالمركب الثقافي عبد الوهاب سليم بتيبازة حيث سينظم معرضا لصور مجاهدات و مجاهدين، ومعرضا للكتب حول ثورة التحريرية، ومعرض أخر للجرائد الصادرة أثناء ثورة الفاتح من نوفمبر 1954- 1962، أما برنامجه الفكري يشمل ندوة فكرية ينشطها الأستاذ ميلود عمامرة، وأمسية شعرية بمشاركة الشاعرة شريفة سليم، والشاعر أحمد فضيل شريف، بالإضافة إلى تقديم عرض مسرحي "لحن الوطن" من إخراج وليد عبد اللاهي وإنتاج جمعية المنارة قورصو ببومرداس، أما قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة فستنظم ندوة فكرية بعنوان "يوم الشهيد ذكرى وعبرة " يقدمها الأستاذ مؤمن العمري، أستاذ تاريخ بجامعة قسنطينة 2،كما سيتم عرض مسرحيتين وهما "شموس الصباح" لجمعية تاج للفنون والثقافة قسنطينة من إخراج زهير تركي، ومسرحية "لم نكن نحن الأبطال" من إخراج نصر الدين قنيفي، والتي سيتم عرضها أيضا بقاعة السعادة بوهران، وقاعة08 ماي 1945 بخراطة التي تقدم أيضا بالمناسبة محاضرة تاريخية ينشطها الدكتور خالد عبد الحفيط أستاذ محاضر بجامعة سطيف.