أسدل أمس، الستار على فعاليات الطبعة ال14 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، بتتويج مسرحية "خاطيني" للمخرج أحمد رزاق، وإنتاج المسرح الجهوي لمستغانم بالجائزة الكبرى للمهرجان عرف حفل الاختتام الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف التي جاءت في ظروف استثنائية تعرفها الجزائر على غرار باقي دول العالم، وباتخاذ التدبير اللازمة بسبب فيروس كوفيد 19، تقديم عرض كوريغرافيّ بعنوان "الجثّة" من إنتاج المسرح الجهويّ لقسنطينة، إضافة إلى عرض فيلم لكواليس المهرجان، ليتم بعدها توزيع الجوائز على المتوجين حيث عادت جائزة أفضل عرض متكامل لمسرحية "خاطيني" من إخراج وتأليف المبدع أحمد رزاق، وإنتاج المسرح الجهوي لمستغانم، فيما منحت جائزة لجنة التّحكيم لمسرحيّة "نستنّاو.. ف ..الحيط، من إنتاج الجمعيّة الثّقافيّة "نوميديا" ببرج بوعريريج وإخراج حليم زدّام، ومنحت جائزة أحسن إخراج للمخرج علي جبارة عن مسرحيته "سكورا" من إنتاج المسرح الجهوي سوق أهراس. فيما عادت جائزة أحسن أداء نسائي، للممثلة نجلاء طارلي، عن أدائها في مسرحية "أرامل" من إنتاج المسرح الجهوي لقسنطينة، أما جائزة أحسن أداء رجالي فقد عادت للممثل بوحجر بودشيش عن دوره في مسرحية "خاطيني". أما جائزة أحسن نص مسرحي فكانت من نصيب الكاتب بن عمارة ماحي عن مسرحية "الصّفقة" من إنتاج المسرح الجهوي تيزي وزّو، وجائزة أحسن سينوغرافيا منحت للمخرج أحمد رزّاق، عن مسرحيّة "خاطيني"، ومنحت جائزة أحسن موسيقى للفنان ظفر محمّد زامي عن مسرحيّة "سكورا" من إنتاج المسرح الجهوي لسوق أهراس الجهوي. أما جائزة أحسن ممثّلة واعدة، فازت بها مناصفة الممثّلتان شيماء أوراد عن دورها في مسرحيّة "سكورا"، وياسمين عبّاسي عن دورها في مسرحيّة "أرامل" لمسرح قسنطينة، وبالنسبة لجائزة أحسن ممثّل واعد، منحت هي الأخرى مناصفة بين رياض جفايليّة عن دوره في مسرحيّة "سكورا"، ومصطفي ميراتي عن دوره في مسرحيّة "أرلوكان خادم السّيّدين"من إنتاج المسرح الجهوي وهران. وبالمناسبة هنأت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، الفائزين بجوائز الطبعة ال14 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، وأشادت بروح المنافسة التي أبداها المشاركون في العروض التي احتضنها المسرح الوطني الجزائري، وهو يستعيد نشاطه بعد فترة من التوقف الاضطراري بسبب جائحة كورونا العالمية. أما محافظ المهرجان محمد يحياوي قال في كلمته "إنّ تقدير الجهود يبقى أفضل اعتراف وأكبر تتويج بغض النظر عن الجائزة"، وتابع قوله "تناوبت على الخشبة تجارب وخبرات وأكثر نجومية، وتجارب شبابية تمكنت من التألق على الركح فأبدعت بمواهبها وإمكانياتها". ووجه يحياوي رسالة شكر وعرفان للجمهور الجزائري الذي رافق العروض بالحضور والتفاعل قائلا "تحية خاصة للجمهور الذي صفق للفن والجمال". وأكدّ في السياق أنّه المهرجان سيواصل محطاته التي لا يستثنى فيها دعم الشباب الذين يعدّون خزان لخدمة الفن الهادف، مؤكدا بأن المسرح الجزائري سيظل البيت الكبير الذين يجمع عائلة الفن الرابع. ..توصيات لجنة التحكيم عرضت لجنة تّحكيم المهرجان والمكوّنة من بوخاليفة لحبيب رئيسا، وعضويّة كل من نبيلة إبراهيم، بوزيان بن عاشور، فوزي بن إبراهيم، ووحيد عاشور، تقريرها الذي ضمّنته مجموعة من الملاحظات مهمة من شأنها تحسين مستوى العروض في الطبعات المقبلة من المهرجان ومن أهم ما جاء في قرار لجنة تحكيم التي قرأها على المنصة رئيسها الدكتور لحبيب بوخاليفة إنّ "اللجنة سجلت ملاحظات مختلفة ومهمة اتفق عليها كل الأعضاء اللجنة، تتضمن ملاحظات في إدارة التمثيل أو الممثل لم تنل العناية الكافية ما أدّى إلى ضعف بعض الأدوار وتراجع ريتمها، إضافة إلى عدم اهتمام بعض الممثلين بالجانب الجسدي والذهني، وكذا الإفراط في توظيف العناصر التقنية المكونة للعرض خاصة بالاعتماد على الأعمال الجاهزة دون اللجوء إلى الإبداع في هذا المجال. من جهة أخرى انتقدت اللجنة توظيف جملة من العروض للخطاب المباشر غير المبرر، والذي خلق نوعا من الاختلاف بين الشكل والمضمون، إلى جانب طريقة السرد التي لم تكن في المستوى. بحسبها، ووفق اللجنة أن بعض العروض سقطت في فخ الحشو والثرثرة ما خفّض إيقاع العروض وبعث على الملل، مشيرة إلى أن إلى أنّ بعض المسرحيات تخلت عن الإبداع في مجال الموسيقى باعتمادها على ما هو جاهزة دون بذل جهد.