طالب عدد من مجاهدون الذين حضروا مراسيم إحياء ذكرى استشهاد باجي مختار بولاية سوق أهراس والذين قدموا شهادات عن حياة هذا الشهيد، إلى ضرورة نفض الغبار عن تاريخ الثورة واسترجاع الأرشيف من فرنسا وحفظ الذاكرة الجماعية و استحداث ملتقى وطني حول هذه الشخصية الجزائرية ليكون فضاء لإبراز مآثر وبطولات باجي مختار والتمكن في المقابل من محاربة النسيان و التي كثيرا ما دعت إليها وزارة المجاهدين . وبالمناسبة، تم أول أمس بسوق أهراس التأكيد على أن بناء الدولة الحديثة لن يتحقق إلا بكتابة موضوعية للتاريخ وذلك في لقاء نظمه نادي التفكير والمبادرة طاغست إحياء للذكرى 57 لاستشهاد باجي مختار التي سيحتفل بها يوم 19 نوفمبر الجاري. وأوضح أستاذ التاريخ جمال ورتي من جامعة سوق أهراس في هذا اللقاء الذي حضرته سلطات الولاية وجمع غفير من المجاهدين ومعطوبي حرب التحرير الوطني بقاعة الاجتماعات ميلود طاهري بأن باجي مختار عضو مجموعة ال22 المخططين للثورة الذي استشهد في 19 نوفمبر 1954 عاش 35 سنة فقط استطاع بفضل طول نفسه وصلابة قواه على الرغم من قصر قامته ونحافة جسمه وقصر عمره بأن يعمل في ظرف 19 يوما من عمر ثورة أول نوفمبر المجيدة ما عجز عن تحقيقه الأبطال. وأكد ذات المتدخل في محاضرة بعنوان نشاط الحركة الوطنية في سوق أهراس1947-1954 بأن هذه الفترة تميزت بوعي سياسي و تصميم عسكري حيث ترشح باجي مختار للانتخابات البلدية بسوق أهراس العام 1947 كما كان وقتها عضوا نشطا في المنطقة الخاصة 1947-1950 مضيفا بأنه بعد اكتشافه في 18 مارس 1950 حكم عليه ب3 سنوات سجنا نافذا رفقة مجموعة من المناضلين منهم الصادق نجار ويونس بن عصمان والزين بن يحيي ومحمد مناصرية فضلا عن كل من أولاد زواي لخضر ومحمود. قبل ذلك التحق بالكشافة الإسلامية الجزائرية وتعلم مبادئ النضال المنظم وترعرع على حب الوطن لينشأ رفقة عدد من الوطنيين أولى خلايا الشباب التابعة لحزب الشعب الجزائري بمدينة سوق أهراس. وأوضح المحاضر بأن باجي مختار تمكن من التنصل من أداء الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش الفرنسي بفضل تعمده إنقاص وزنه بشكل حاد عن طريق الصوم الشيء الذي دفع بالسلطات العسكرية الفرنسية إلى إعفائه من الخدمة العام 1944.