أكد المشاركون في ندوة ولائية أمس الثلاثاء بسوق أهراس أن بناء الدولة الحديثة وشكلها المعاصر لا يكون إلا بكتابة التاريخ الجهوي لكل منطقة. وخلال أشغال الندوة الولائية التي احتضنتها ملحقة متحف المجاهد تحت عنوان ''انتفاضة سوق أهراس جانفي-سبتمبر''1871 أوضح المشاركون أنه من شأن تعميم هذه الدراسة ''النموذجية'' على مختلف مناطق الوطن ضمان كتابة التاريخ الوطني وهو ما يكرسه إحياء الذكرى ال140 لانتفاضة سوق أهراس التي كانت جزءا من الانتفاضة الكبرى للمقراني والحداد العام .1871 وأوضح الأستاذ الجامعي والباحث جمال ورتي أمام عدد من المجاهدين وطلبة قسم العلوم الإنسانية بالمركز الجامعي للمدينة وسلطات الولاية بأن ''للتاريخ المحلي دور في كتابة التاريخ الوطني انطلاقا من تغطية سوق أهراس بالبحث والدراسة وتتبع مسيرة المقاومة وثورة أول نوفمبر .''1954 وبعدما اعتبر بأن نفض الغبار عن زعماء المقاومة واجب على المؤرخين وبأن تسجيل الشهادات الحية من المجاهدين يشكل دورا أساسيا في توثيق أحداث الثورة بمنطقة سوق أهراس دعا السيد ورتي الأساتذة المختصون في التاريخ إلى ''تغطية مناطق الوطن بالبحث والدراسة للحفاظ على الذاكرة الجماعية وتدوين التاريخ الوطني''. وأوضح بأن انتفاضة سوق أهراس جانفي-سبتمبر1871 كانت بداية للانتفاضة الكبرى مارس- جانفي (1871-1872) التي تزعمها المقراني والحداد، مشيرا إلى أن ''هذا الأمر تناساه عديد المؤرخين'' ومن هنا كما أضاف- ''جاء إدراج هذه الانتفاضة كجزء لا يتجزأ من المقاومات الشعبية خلال القرن ال19 التي ترتبت عنها نتائج وخيمة''. وأشار إلى أن هذه النتائج الوخيمة تمثلت وقتها في صدور أحكام بالنفي على 15 شخصا إلى كاليدونيا الجديدة وكورسيكا وإبعاد ستة أشخاص إلى فرنسا وثلاثة إلى تاغيتونت (عين الكبيرة بسطيف حاليا) وإعدام شخصين كما صودرت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وفرضت ضرائب كبيرة على القبائل التي شاركت في انتفاضة سوق أهراس مستندا في ذلك إلى الوثائق المتوفرة في كل من الأرشيف الفرنسي والتونسي. وعرج المحاضر على مسيرة الكبلوتي بن الطاهر بن رزقي قائد منطقة لحنانشة (سوق أهراس) ما بين سنتي 1858 و1865 الذي تمرد على الاستعمار ولجأ إلى تونس وانضم إلى الانتفاضة في جانفي 1871 نظرا لتأثيره وسمعته الكبيرة في الشرق الجزائري قبل أن تضيق عليه سلطات الاحتلال الفرنسي وقتها الخناق ليعود إلى تونس ثانية ويستمر في المقاومة إلى أن رحل من تونس في 2 جوان 1875 باتجاه مالطا ثم إلى الخلافة العثمانية فدمشق (سوريا) ثم بيروت (لبنان) ومنها إلى ليبيا. وأسهم الكبلوتي يضيف المحاضر بمساعدة من الحركة السنوسية بليبيا في تهريب السلاح نحو الجزائر إلى أن ألقي عليه القبض من طرف السلطات التونسية وتم سجنه في قبو تحت الأرض حتى وهنت صحته لينقل إلى المستشفى الصادقي للتداوي قبل أن وافته المنية في أفريل 1884 فيما يبقى ضريحه يجهل إلى حد الآن. (وأج)