أعلنت وزارة الصحة المصرية ارتفاع حصيلة ضحايا الاضطرابات التي يشهدها شارع قصر العيني بقلب القاهرة إلى عشرة قتلى و441 مصاب. وذكر تقرير صدر عن مصلحة الطب الشرعى أن سبعة من بين الضحايا من لقوا حتفهم جراء إصابتهم برصاص حي وطلقات خرطوش. تجدد الاشتباكات في القاهرة ورئيس الوزراء يتحدث عن "انقضاض على الثورة" وتجددت الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي، في وسط القاهرة بين متظاهرين مناهضين للمجلس العسكري الحاكم وقوات الامن، فيما تحدث رئيس الوزراء كمال الجنزوري عن "انقضاض على الثورة". وبلغت حصيلة المواجهات التي بدأت صباح الجمعة امام مقر الحكومة في وسط القاهرة تسعة قتلى و361 جريحا، كما صرح وزير الصحة فؤاد النواوي بعد الظهر. واعمال العنف هذه هي الاسوأ منذ تلك التي اسفرت عن مقتل 42 شخصا اغلبهم في القاهرة بين متظاهرين ضد حكم الجيش، وقوى الامن، وذلك قبل ايام على بدء الانتخابات النيابية في 28 نوفمبر وهي اول انتخابات منذ سقوط حسني مبارك في فيفري اثر احتجاجات شعبية. واستعادت قوات الجيش والشرطة في ساعة مبكرة السيطرة على المنطقة الواقعة امام مقر مجلس الوزراء في شارع القصر العيني وسط القاهرة. وانتشرت اعداد كبيرة من الجنود وعناصر الشرطة وقطعوا الطريق الى تلك المنطقة عبر اسلاك شائكة في جادة كبرى على مئات الامتار من ميدان التحرير مركز الاحتجاجات. وبعد هدوء استمر ساعات استؤنفت الصدامات، حيث قال صحافيون ومصورون في وكالة فرانس برس ان اشخاصا يرتدون ملابس مدنية ولا يعرف لمن يتبعون وقفوا على سطح مبنى هيئة الطرق والكباري المطل على ميدان التحرير وراحوا يلقون الحجارة وزجاجات المولوتوف على المتظاهرين الذين ردوا باشعال النيران في هذا المبنى وبالقاء الحجارة كذلك. وامتدت الصدامات الى احياء اخرى في محيط ميدان التحرير قبل ان تتركز مجددا حول مقر الحكومة حيث تواجد حوالى الف متظاهر عصرا. وفي ميدان التحرير الذي اعيد فتحه امام حركة السير احترقت جميع الخيم التي نصبها المحتجون. وقال الجنزوري ان "18 شخصا اصيبوا بالرصاص". لكنه شدد في الوقت نفسه على ان قوات الجيش والشرطة "لم تستخدم اي طلقات نارية". وارجع الجنزوري هذه الاصابات بالرصاص الحي الى "مجموعات لا تريد الخير لمصر" اندست بين المتظاهرين من دون ان يكشف عنها. وقال ان المتظاهرين الذين يشتبكون مع قوات الامن في وسط القاهرة "ليسوا شباب الثورة الجميل الذي خرج يوم 25 جانفي" الماضي للاطاحة بنظام حسني مبارك. واعتبر الجنزوري ان "ما يحدث الان في الشارع ليس ثورة بل انقضاض على الثورة"، في اشارة الى قيام الشباب بالاشتباك مع قوات الامن امام مقر مجلس الوزراء وعند مدخل ميدان التحرير في وسط القاهرة. وتابع "واضح ان هناك من يحرك الاولاد البالغين من العمر 12 عاما" الذين يشتبكون مع قوات الامن في وسط القاهرة. وبالرغم من هذه التصريحات قدم 11 من اصل 30 عضوا في "مجلس استشاري" شكله الجيش للتحاور مع القوى السياسية استقالتهم احتجاجا على سلوك السلطة. وصرح نائب رئيس المجلس ابو العلا ماضي الذي يرأس حزب الوسط الاسلامي المعتدل "قدمنا توصيات الجمعة لكننا فوجئنا بعدم اتباعها، وبوقوع المزيد من الضحايا".