تعرض حاليا بمتحف الشارقة للفنون بالإمارات أعمال تشكيلية للفنانين الجزائريين امحمد إسياخم وشكري مسلي في إطار معرض جماعي يتطرق لأحداث سياسية وتاريخية مست العالم العربي وتعرض فيه أيضا لوحات لعدد من رواد الفن الحديث من مختلف البلدان العربية. وتحت عنوان "الذاكرة تنسج أحداثا لم تتلاق من قبل" يقدم هذا المعرض حوالي 150 عملا فنيا تعكس "أحداثا سياسية وتاريخية متنوعة" عرفها العالم العربي في القرن العشرين و"مواضيع إنسانية مرافقة" حيث "استخدمت فيها تقنيات ومواد مختلفة", حسب ما أوضحه لوأج الدليل الفني للمعرض. وتبرز في هذا الإطار لوحة زيتية على القماش من الحجم الكبير للفنان التجريدي إسياخم بعنوان "المرأة والجدار" رسمها بالجزائر بين عامي 1977 و1978 تعكس السنوات الأخيرة التي سبقت استقلال الجزائر. واللوحة ذات ألوان ترابية داكنة تعبر عن حزن وشقاء المرأة الجزائرية في السنوات الأخيرة للاستعمار الفرنسي إذ تظهر امرأة ريفية بائسة بلباس ومجوهرات تقليدية قتل الفرنسيون أولادها وتضع يديها على بطنها وتتأمل في الفراغ ووراءها جدار اسمنتي يعبر عن مصيبتها ومأساتها. ويعكس الجدار العديد من الرموز ككف اليد والخطوط والأشكال وكذا اسم جبهة التحرير الوطني ومنظمة الجيش السري الفرنسية الإرهابية التي قتلت الكثير من الجزائريين قبيل الاستقلال بالإضافة إلى علم الجزائر. كما يضم المعرض لوحة زيتية على القماش من الحجم المتوسط للفنان التشكيلي شكري مسلي بعنوان "غروب" رسمها بالجزائر عام 1963, وهي عمل تجريدي يتميز بالألوان الصفراء والبنية الفاتحة والغامقة إضافة إلى الأسود وتعطي للزائر حرية التأمل في العمل وتدبر المعاني الكامنة خلفها. يذكر أن المجموعة العربية المعروضة هي ملك لمؤسسة "بارجيل" الإماراتية للفنون التي تلفت إلى أن هذه التظاهرة الفنية هي بمثابة "نظرة استرجاعية واسعة على المشهد الفني المتنوع للمنطقة العربية" كونها "تجمع طيفا من المدارس والحركات والشخصيات الفنية (..) من القرن العشرين". وكان متحف الشارقة للفنون قد احتضن معرضا فرديا للفنانة التشكيلية باية محي الدين من 24 فبراير إلى 31 يوليو الماضي في إطار التظاهرة الثقافية "علامات فارقة" ضم حوالي 70 لوحة من أعمالها التي أنجزتها على مدار 60 عاما من حياتها الفنية. وتستمر فعاليات معرض "الذاكرة تنسج أحداثا لم تتلاق من قبل" إلى غاية 2023.