أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى أمس، عن انعقاد اجتماع وزاري مشترك الأيام المقبلة لاتخاذ قرارات بشأن مساعدات ستقدمها الدولة للفلاحين المتضررين جراء الفيضانات الأخيرة. قال الوزير في لقاء صحفي على هامش زيارة تفقدية قادته إلى المناطق التي تضررت جراء الفيضانات بولاية الطارف "سنتدخل بقوة وسنجند كافة الامكانيات التقنية والمادية لانقاذ الموسم الفلاحي الحالي". وسيتم في أقرب الآجال القيام بعمليات "مكثفة" في بعض الفروع كزراعة الحبوب وانتاج الطماطم الصناعية، سيما في ولاية الطارف. وأضاف الوزير بخصوص زراعة الحبوب أن تعليمات أعطيت لاطلاق حملات خاصة بالصحة النباتية وقلع الاعشاب الضارة. وأوضح أن "هذه العملية ستقودها تعاونيات للحبوب والبقول بدعم من الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي"، مؤكدا أن هذا الفرع انتفع كثير من الأمطار التي تساقطت لكن كميات الأمطار ستؤدي إلى نمو أعشاب ضارة. وبخصوص فرع الطماطم الصناعية التي تعد الطارف ثالث ولاية منتجة لها أوضح الوزير أن جهد القطاع سيركز أساسا على وضع الشتلات الضرورية تحت تصرف الفلاحين لمباشرة زرعهم في ظروف حسنة. وقد تسببت الأمطار التي تساقطت خلال شهر فيفري في تلف الملايين من شتلات الطماطم في ولايات عديدة، منها الطارف وسكيكدة. وأعرب الوزير عن ارتياحه بالقول "لحسن الحظ لم تبدأ فترة الزرع بعد" مضيفا أنه سيتم تجنيد أصحاب المشاتل والوحدات الصناعية لانجاز عقود النجاعة الخاصة بهذا الفرع. كما أشار إلى أن مصانع تحويل الطماطم ستستفيد من قروض دون فوائد لمساعدة الفلاحين على مباشرة الموسم الفلاحي "في ظروف جيدة". وأضاف أنه عدا زراعة الأشجار المثمرة التي انتفعت من التساقط المعتبر للأمطار تم تسجيل خسائر في مجال تربية النحل سيعوضها القطاع في أقرب وقت. وفيما يخص تربية الدواجن، أكد الوزير أنه سيتم تعبئة جهاز الضبط من خلال توفير اغذية الدواجن والمواد الصحية النباتية والصيصان بغرض مساعدة المربين على استئناف نشاطهم. ومن المقرر اتخاذ اجراءات عاجلة أخرى لفائدة معاهد البحث التي سجلت خسائر هامة. وأضاف بن عيسى أن الوزارة ستساعد الفلاحين، سيما التابعين لولاية الطارف في ضخ المياه الذي اجتاحت المستثمرات من خلال تزويدهم بالوسائل الضرورية. كما أوضح أن الفيضانات الأخيرة شكلت "فرصة لتعميم التأمين الفلاحي وإدماج روح التعاضد بقوة" ضمن الفلاحين. وسيباشر صندوق التعاضد الفلاحي الذي سيستفيد من إجراءات تخفيض أقساطه التأمينية لتشجيع الفلاحين على الاكتتاب في بوليسة تأمين لدى هذا الصندوق مبادرات في هذا الإطار. ومن المقرر أن يستفيد مهنيو الفلاحة الذين تحصلوا على قروض لدى بنك الفلاحة والتنمية الريفية والمتضررين من الفيضانات الاخيرة من إعادة جدولة ديونهم لمدة سنة مع تخفيض نسبة الفوائد. وستسمح حالة ولاية الطارف وباقي الولايات المعنية بالتقلبات الأخيرة والخسائر التي تكبدها قطاع الفلاحة على المدى القصير بتعزيز الترتيبات التنظيمية التي تحكم تسيير صندوق التأمين على الكوارث الفلاحية واستحداث منتوجات التأمين والمساعدة من أجل تسيير المخاطر الفلاحية.