شكّل الخروج المبكر للمنتخب الوطني من كأس أمم إفريقيا صدمة قوية للجماهير الجزائرية، التي لم تكن تنتظر ظهور منتخب بلادها بهذا الوجه الباهت في الكاميرون، وعجزه عن تسجيل الفوز في مبارياته الثلاث بالمجموعة الخامسة، وهي معطيات أدخلت الشكوك لدى الجزائريين بخصوص قدرة زملاء رياض محرز على التأهل إلى كأس العالم قطر 2022، في حال ظهروا بهذا المردود في الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم. المدير الفني لمنتخب الجزائر، جمال بلماضي، سيكون مدعواً لإصلاح العديد من الأمور قبل شهر مارس المقبل؛ موعد إجراء المواجهة الفاصلة المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، – قلب الدفاع المهزوز والتغييرات المتكررة!. أول مشكلة يجب على بلماضي إيجاد حلّ له هي وسط الدفاع الذي كان من أبرز النقاط السلبية في نهائيات الكاميرون، وذلك في ظل عدم استقراره على أسماء محددة للعب بجانب عيسى ماندي، حيث أشرك الثنائي جمال بن العمري وعبد القادر بدران دون أن يعول على أحدهما في كل المباريات. كما جرى في منطقة قلب الدفاع العديد من الأخطاء، خاصة في المواجهة الأخيرة أمام كوت ديفوار، وعليه فإن بلماضي مطالب بإيجاد التوليفة المناسبة في أقرب وقت. .. حل مشاكل وسط الميدان من الناحية الهجومية خط وسط الميدان كان الحلقة الأضعف في المنتخب الجزائري خلال كأس أمم إفريقيا 2021، فبغض النظر عن الغيابات في أول مباراتين، إلا أن إسماعيل بن ناصر ورامز زروقي لم يكونا كافيين لمنح التوازن، في ظل وجود خلل واضح في البناء الهجومي، بعد أن فشل كل من سفيان فيغولي وياسين إبراهيمي وفريد بولاية وسعيد بن رحمة في أداء هذه المهام بنجاح، ما يؤكد أن بلماضي مطالب بمراجعة حساباته في هذه المنطقة بالذات، في وقت لم ينل فيه آدم زرقان المتوهج أي فرصة خلال هذه البطولة، ولا يملك مدرب "المحاربين" الوقت الكافي لإجراء الكثير من التغييرات، لكنه مطالب بإيجاد الحلول. ..إيجاد حلول هجومية جديدة اكتفى المنتخب الجزائري بتسجيل هدف واحد فقط في 3 مباريات بكأس أمم إفريقيا، وهي حصيلة ضعيفة جدّا وغير مقبولة بالنسبة لبطل إفريقيا السابق والمدجج بالنجوم في خط الهجوم، وهو الذي سجل 81 هدفاً في 35 مباراة على التوالي، ويحتاج بلماضي لضخ دماء جديدة في خط الهجوم بعد أن تيّقن الجميع بأن بغداد بونجاح فقد الثقة في نفسه وليس بحاجة لفرص من أجل الاستعراض فقط، ونفس الأمر ينطبق على إسلام سليماني، وعليه فمدرب "الخضر" مدعو لمنح الفرصة لأسماء جديدة قبل فاصلة المونديال المقبل، حتى لو استدعى الأمر إعادة فتح الأبواب أمام آندي ديلور "المغضوب عليه" من قبل المدرب. ..القضاء على اللعب الفردي لدى بعض اللاعبين سيطر اللعب الفردي في العديد من الفترات خلال المباريات على أداء بعض اللاعبين، مثل يوسف بلايلي وإبراهيمي ورياض محرز، ما فوّت على المنتخب الوطني العديد من الفرص السانحة للتهديف، وأفقده ثقته وحالة اللعب الجماعي التي ميّزت بطل إفريقيا خلال السنوات الثلاث الماضية، وترك الانطباع بأن اللاعبين لجؤوا إلى مهاراتهم الفنية والفردية بعد أن عجزوا عن إيجاد الحلول الجماعية. التمسك ببعض الأسماء والقناعات الفنية العقيمة، على غرار التمسك بأسماء أثبتت فشلها في المباريات الأخيرة، مثل بغداد بونجاح، فضلا عن رفضه التجديد في التشكيل الأساسي منذ كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، بدليل أن التشكيلة التي لعبت مثلا أمام كينيا في النسخة الماضية كانت هي نفسها في مباراة سيراليون خلال النسخة الحالية وبتغيير واحد فقط، حيث شارك سفيان بن دبكة مكان عدلان قديورة، وإذا كان بلماضي يستند لفلسفة "لا تغيير للتشكيلة التي تفوز"، فإن هذه الحجة سقطت الآن، وهو مطالب بمنح فرص لأسماء جديدة في أقرب وقت.