اختارت إدارة مهرجان بابل الدولي للآداب والثقافات العالمية بالعراق، المزمع تنظيمه في الفترة بين 17 و 21 مارس المقبل، الروائية والشاعرة الجزائرية ربيعة جلطي لتكون ضيفة شرف دورته السادسة عشرة، وهذا احتفاءً بروايتها "جلجماش والراقصة" الصادرة عن منشورات ضفاف اللبنانية والاختلاف الجزائرية. استعادت الكاتبة ربيعة جلطي في روايتها "جلجامش والراقصة" أحد أقدم النصوص ملحمة جلجامش، الملحمة الشعرية، الفكرية، الفلسفية والإنسانية التي تضرب جذورها في الألف الثالث قبل الميلاد والتي اكتشفت موزعة على اثني عشر لوحاً في مكتبة آشور بنيبال في نينوى، غير أن الكاتبة غيّرت في بعض تفاصيلها وزادت على ألواحها في سبيل البناء الروائي فتكون بذلك قد خلقت أسطورتها الخاصة، حيث قامت بتغيّر "عشبة الخلود" فجعلت جلجامش يتناولها ويحظى بالحياة الأبدية وتبدأ بنقله حول الأرض من الزمن السحيق الى الزمن الحديث فتجعله يستمع الى أفلاطون ويشاهد اندثار امبراطورية وصعود أخرى ويشارك في الحربين العالميتين كرجل مخابرات، هذا التجوّل اعتراه ندم جلجامش على رفضه الزواج من "عشتار" حين عرضت عليه ذلك وبدء السعي للعثور عليها مجددًا. الرواية تتناولت سردا تاريخيا مهما، من خلال أحداث كثيرة وشخصيات ورموز وقراءة جديدة للواقع ونقده على ضوء قراءة للتاريخ من منطق الرواية، من منطق المتخيل. بطلها المحوري هو جلجامش أو يوسف الذي رفض عرض عشتار بالزواج منه، وردها خائبة على مرأى من جميع سكان مدينة أوروك. الأمر الذي أثار غضب عشتار فأرسلت الثور السماوي للقضاء على جلجامش وصديقه أنكيدو، لكنهما يتغلبان عليه ويقتلانه، تطلب عشتار من الآلهة الانتقام لمقتل المخلوق المقدس وتقرر الآلهة قتل أنكيدو صديق جلجامش، ويتملك جلجامش حزن عميق ويقرر الذهاب في سفر للبحث عن نبتة الخلود، وبعد أن يجدها ويتناولها (عكس ما تذهب إليه الملحمة) ثم يبدأ الانتقال في مشارق الأرض ومغاربها عبر الأزمنة والعصور بحثًا عن عشتار. وربيعة جلطي هي شاعرة وروائية وأستاذة جامعية نشرت عدة مجموعات شعرية كان أولها "تضاريس لوجه غير باريسي" في عام 1982 وآخرها "النبية" سنة 2015، كما كتبت العديد من الروايات التي تعتبر "الذروة" أول رواية صدرت لها عام 2010، تبعتها "نادي الصنوبر" (2012) ثم "عرش معشق" (2013) وكذا "حنين بالنعناع" (2015)، وآخر رواية لربيعة جلطي اصدرتها كانت سنة 2018 تحت عنوان "قوارير شارع جميلة بوحيرد"، كما صدرت روايتها "حنين بالنعناع" مترجمة إلى اللغة الفرنسية عن منشورات برزخ وقدمتها للقراء بمناسبة صالون الكتاب الدولي بالجزائر نهاية أكتوبر 2019، وللشاعرة التي تم تكريمها بأبو ظبي في 2002 عن مجمل مؤلفاتها الأدبية والشعرية، دواوين شعرية عدة منها "التهمة" (1984) و"شجرة الكلام" (1991) و"حديث في السر" (2002) و"من التي في المرآة" (2003) الذي ترجمه الكاتب رشيد بوجدرة إلى اللغة الفرنسية.