أعلن وزير الأشغال العمومية، السيد عمار غول، أمس، عن برنامج زمني لتسليم المقاطع الثلاثة التي تشكل مشروع الطريق السريع الرابط بين بوسماعيل وشرشال على مسافة 48 كلم، حيث تقرر تسليم المقطع الأول الرابط بين بوسماعيل والمدخل الشرقي لمدينة تيبازة في أكتوبر القادم، ثم تسليم المقطع الثاني الممتد إلى غاية الناظور في نوفمبر المقبل، على أن يسلم المقطع الأخير الذي يصل إلى مدخل مدينة شرشال شهر ديسمبر القادم. وسجل الوزير بارتياح مستوى تقدم الأشغال التي بلغت نسبتها 77 بالمائة، مؤكدا خلال زيارته الميدانية إلى مختلف مقاطع هذا المشروع بأن وتيرة سير الأشغال التي تتكفل بها الشركة الصينية للبناء تتم وفق الآجال التعاقدية التي تم تحديدها له، وذلك بالرغم من بعض التعقيدات التي اعترضته في البداية والمتعلقة أساسا بعمليتي نزع الملكية والتصريح بالمنفعة العمومية وتحرير مسار الطريق من شبكات الخدمات القاعدية. ويضم مشروع الطريق السريع بوسماعيل - شرشال 103 منشآت فنية وتقدر تكلفة إنجازه الإجمالية ب18 مليار دينار، وسيخفف هذا الطريق -بعد تسليمه- الضغط الشديد الذي تتسبب فيه حركة السير على مستوى الطريق الوطني رقم,11 خاصة خلال موسم الاصطياف، حيث يكثر الازدحام على مستوى مدن بوهارون وعين تاقورايت ومدخل مدينة تيبازة وغيرها. ولتسهيل عملية إنجازه قامت مديرية الأشغال العمومية بتقسيم المشروع إلى ثلاثة مقاطع رئيسية، يمتد المقطع الأول على مسافة 6,19 كلم من مدخل مدينة بوسماعيل إلى غاية المدخل الشرقي لمدينة تيبازة، وقد بلغت نسبة إنجازه 95 بالمائة، وسيكون جاهزا للتسليم بعد شهر من الآن حسب الوضعية الميدانية التي يوجد عليها هذا المقطع الذي يضم -أيضا- محطتين للراحة والخدمات بمساحة 14 هكتارا لكل فضاء، ستتولى مصالح ولاية تيبازة الإعلان عن المناقصة الخاصة بتجهيزهما وإقامة المرافق الضرورية بها على غرار فضاءات للعب خاصة بالأطفال، وبحكم قرب الموقع للمعلم الأثري الشهير المعروف ب''ضريح الموريتاني''، فقد تقرر إنجاز مدخل مباشر من محطتي الراحة والخدمات إلى المعلم السياحي المذكور، حتى يتسنى لمستعملي الطريق السريع الاستمتاع بهذا الموقع التاريخي الذي يعد من أبرز المعالم الأثرية بولاية تيبازة. أما المقطع الثاني لمشروع الطريق السريع بوسماعيل - شرشال، فيمتد من المدخل الشرقي لتيبازة إلى غاية مدينة الناظور على مسافة 12 كلم، وقد بلغت نسبة تقدم الأشغال به 98 بالمائة، ومن المقرر أن يفتح أمام حركة المرور مع نهاية شهر أكتوبر أو مطلع شهر نوفمبر المقبل على أقصى تقدير، فيما بلغت أشغال إنجاز الشطر الثالث من المشروع الرابط بين الناظور وشرشال على مسافة 4,16 كلم، مستوى 70 بالمائة، وسيكون هذا المقطع آخر المقاطع المسلمة منه وذلك قبل نهاية العام الجاري. وما يزيد من أهمية هذا المشروع الاستراتيجي الذي يجمل أبعادا تنمويا واقتصادية واجتماعية، ارتباطه المباشر بمختلف المرافق الحيوية الواقعة بولايات تيبازة، الجزائروالبليدة وكذا الولايات الأخرى المجاورة على غرار الموانئ والمناطق الصناعية، لاسيما وأن هذا الطريق السريع الجديد يتم حاليا ربطه بمشروع مدخل الطريق السيار شرق-غرب، والذي عاينه الوزير بمناسبة زيارته الميدانية. ويمتد هذا المدخل الذي يعتبر طريقا سريعا يربط بين المدخل الشرقي لمدينة تيبازة والطريق السيار، على مستوى وادي جر على مسافة 21 كلم، وهو يعبر العديد من المناطق السكنية على غرار منطقة حمر العين، وسيدي راشد ويضم فضائين للراحة والخدمات، كما يتم -حاليا- إنجاز محولين على مستوى المدخل الشرقي لمدينة تيبازة ليتم ربط الطريق السريع الجديد بالطريق الوطني رقم 67 الممتد إلى غاية ولاية البليدة، فيما يرتقب الانطلاق قريبا في مشروع الطريق الاجتنابي لمدينة شرشال الذي سيمدد الطريق السريع الجديد إلى غاية منطقة الداموس ومنها إلى غاية مدينة تنس بالشلف، وذلك بعد أن يتم إقرار الخيار النهائي لمسار هذا الطريق من قبل الحكومة، على اعتبار أن مسلكه يعبر منطقة عسكرية بشرشال.