نظم المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، احتفالية على شرف عميد الفن التشكيلي في الجزائر الفنان بشير يلس، بحضور عائلته ونخبة من تلامذته الذين سجلوا بحضورهم تقديرهم الكبير للقيمة الفنية النادرة وللموهبة الفريدة لهذا الفنان الذي وهب حياته للفن الذي مارسه بشغف إلى يومنا هذا على مدار أكثر من 70 سنة من السخاء الفني. وعرفت الاحتفالية حضور ايضا زملاء الفنان الذين قدموا شهاداتهم بخصوصه وفي هذا الصدد أشاد النحات مصطفى عدان بالفنان بشير يلس الذي قدم الكثير خدمة للفن والثقافة الجزائرية الأصيلة وسعيه الدؤوب لإبراز الخصوصيات المحلية بعناصرها الجمالية والتقنية الثرية وكذا جهوده البيداغوجية كمدير للمدرسة الوطنية للفنون الجميلة والهندسة بعد الاستقلال مباشرة، إلى جانب تأسيسه وتسييره للاتحاد الوطني للفنون التشكيلية عام 1963 الذي شكل فضاء للإبداع أعطى دفعا ودينامية لمجال الفن التشكيلي الوطني، وقال بهذا الصدد "بشير يلس يعد رمزا حيا للفن الجزائري وقدم إسهاما كبيرا في إثراء الثقافة وتشجيع البحث في تاريخ الجزائر والتراث لتوظيفه في مختلف الأعمال الفنية، كما أنه نموذج بيداغوجي نادر أعطى نفسا جديدا للممارسة الفنية بالجزائر من خلال وضعه لمناهج جديدة للتدريس الفني خارج النموذج الكولونيالي"، كما تحدث مصطفى عدان عن الخصال الإنسانية والأخلاقية العالية لبشير يلس، أول مدير للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والفنون الجميلة بين سنتيْ 1962 و1988، ومصمم النصب التذكاري لشهداء الجزائر (مقام الشهيد) والعديد من الجداريات والطوابع البريدية. بدوره، تناول الفنان التشكيلي زرقة أمقران جوانب من أهم مسارات أستاذه منذ التحاقه بمدرسة الفنون الوطنية للفنون الجميلة سنة 1968 في تخصص السيراميك والديكور الداخلي، حيث أبرز صرامته العلمية والبيداغوجية والعاطفة الأبوية التي تحلى بها أستاذه وحسن معاملته لطلبة المدرسة، معتبرا إياه "فنانا شاملا وبمثابة الوالد الذي لا يبخل في تقديم النصائح لتلامذته". ومن جهته، ثمن الخطاط عبدالقادر بومالة مبادرة تكريم أستاذه يلس، باعتباره رائدا للفن التشكيلي الجزائري وقامة فنية قدمت الكثير للحركة التشكيلية، معرّجا على جوانب من إسهامه النوعي في تكوين جيل من الفنانين التشكيليين والنحاتين والخطاطين الجزائريين ممن حافظوا إلى اليوم على تقاليده وإرثه الفني، كما استعرض تجربة تعاونه معه في مشروع تصميم أعمال الزخرفة الخطية بقبة سرداب مقام الشهيد برياض الفتح والمتحف المركزي للجيش، داعيا إلى ضرورة تكريمه والاحتفاء به بصورة أوسع والتعريف به للأجيال القادمة في المناهج التربوية. وتحدث الخطاط طاهر بوكروي عن جوانب من شخصية أستاذه ومواقف أبرزت خصاله الإنسانية العالية وتعامله الراقي مع طلبته في المدرسة، معتبرا إياه بمثابة الوالد وأيضا البيداغوجي الذي تحمل مسؤولية جيل كامل، مذكّرا بأنه قام بإرساله في بعثة دراسية إلى إيران لتعزيز معارفه في مجال المنمنمات.