يبدو أن سعدان أوصلنا لمقابلة فاصلة أمام مصر بعد أن كنا متأهلين "بالسيجار" و كادت تزهق أرواح مناصرينا في القاهرة، و كلنا نتذكر أن مصر سجلت علينا في الدقائق الأولى و في الدقائق الأخيرة و ولولا صمود اللاعبين لكنا في خبر كان بعد إن انكمش الشيخ على نفسه فكيف تكون ردة فعل اللاعب حينما يرى مدربه مضطربا و خائفا لا يغادر بنك، سعدان طلب من اللاعبين أن يلعبوا الكرة كما يعرفوها أمام كوت ديفوار التي سجلت علينا في الدقائق الأولى و الدقائق الأخيرة، و ولولا القوة الذهنية لبوقرة الذي بادر بنفسه لما عدلنا النتيجة، كما أن كوت ديفوار سجلت هدفا في الدقيقة 123 لم يحتسبه الحكم و يا ليته إحتسبه، و هي أحسن مقابلة أداها اللاعبون حينما تركهم سعدان و شأنهم. سعدان لم يسجل "تكتيكه" سوى 4 أهداف طيلة السبع مقابلات الأخيرة، أحد هذه الأهداف سجله المدافع حليش و هدف آخر سجله المدافع بوقرة فهجومه لم يسجل سوة هدفين..سعدان تلقى دفاعه 14 هدفا خلال نفس المباريات بعد أن ظل يغير هذا مكان ذاك. سعدان أعاد شاوشي لأنه قال عليه بعد مباراة مصر بأنغولا "موش متربي" و كأنه يريد ان يصاهره بدل ان يلعب 90 دقيقة بين ثلاثة اعمدة و يحضره نفسيا و بسيكولوجيا قبل المواجهات..فشاوشي هو الذي أهلنا للمونديال حينما كان سعدان "عامل عملة". قد أصبح جليا أن الفريق الوطني كبر على سعدان صاحب الشخصية المهتزة، و أصبح من الضروري استقدام مدرب يهابه اللاعبون و يشعرون بأن مكانتهم مهددة معه إن لم ينضبطوا و يبرهنوا داخل الميدان، فسعدان يقدم لهم صكوك الضمان و لا يشعرون بأي حرج معه، فكيف نفسر دخول لاعب مثل منصوري في كل المقابلات و لا نراه يغير حتى و لو زحف على ركبتيه، و زياني الذي لا يدخل حتى في قائمة 18 بناديه ما أفقده إمكانياته البدنية، و عنتر المصاب..في حين يقهر لاعبين آخرين شباب مثل عبدون الذي نبتت له اللحية على كرسي الإحتياط، و يتسبب في إحباط نفسيات آخرين مثلما فعل بإبعاده لزياية و زماموش الذي لم يأخذ فرصته كما ينبغي عكس غزال و صايفي اللذان يأخذان كامل وقتهما، فلموشية لولا شعوره بالقهر من طرف سعدان لما تجرأ على محاولة ضربه في "الكان" و هو الأمر الذي استثمره الشيخ من اجل المحافظة على منصوري و طرد لاعب وسط يخلفه لحسن في المستقبل..و ما زلنا صابرين ننتظر تجارب الشيخ الذي نرجو من الله أن لا يعيد سيناريو مكسيكو و خرج صاغرين من مونديال جنوب إفريقيا.