بهدف تسليط الضوء على التهديدات التي تستهدف الذاكرة الوطنية وسبل مواجهتها على مختلف المنصات في الفضاء الرقمي، نظمت مديرية الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي، الاثنين، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، ندوة تحت عنوان: "صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية". أشرف على افتتاح أشغال هذه الندوة السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بحضور السّادة رئيس مجلس الأمة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، رئيس المحكمة الدستورية ومستشار السيد رئيس الجمهورية المكلف بالمديرية العامة للاتصال، إلى جانب أعضاء من الحكومة والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة ومسؤولين سامين في الدولة، فضلا عن الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني، ورؤساء دوائر ومديرين ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، بالإضافة إلى عدد من المجاهدين والشخصيات الوطنية ومديري وسائل الإعلام وأساتذة جامعيين. السيد الفريق أول ألقى، بالمناسبة، كلمة رحّب فيها بجميع الضيوف والمشاركين، مؤكدا أن صناعة محتوى رقمي حافظ للذاكرة الوطنية، يعدّ رهانا أساسيا للمحافظة على الإرث التاريخي العظيم لأمتنا ضد جميع محاولات التزييف والتحريف والتشويه التي يتعرض لها، ومحذّرا من محاولات استهداف الهوية الثقافية والحضارية للأمم قائلا "لقد تغيَّر مفهوم الأمن مع تغيُّر طبيعة الحروب وتوالي أجيالها، حيث أصبحنا نتحدث عن الأمن الهوياتي والأمن المجتمعي والأمن السيبراني. وأشار إلى أنه في سياق الحروب الجديدة، التي يعرفها عالم اليوم، أو ما يصطلح عليها ب"الحروب الهجينة"، يعد الإعلام بكل وسائطه، خاصة منصات التواصل الاجتماعي، أدوات ووسائل أساسية في استراتيجيات صناعة عدم الاستقرار، التي تحاول استهداف الهوية الثقافية والحضارية للأمم، وتعمل على إعاقة مسار بناء مستقبلها، من خلال طمس الهوية الوطنية، وتشويه التاريخ، ونشر المعلومات المضللة والتشكيك في الرموز الوطنية." السيد الفريق أول أكد على ضرورة التكيف مع متطلبات العصر، والحضور بقوة في العالم الافتراضي، من خلال صناعة محتوى رقمي، غني بالمعلومات الموثوقة والمقنعة شكلا ومضمونا، ويُعزز روح الانتماء للأمة الجزائرية مؤكدا انه "في ظل السياق الجيوسياسي الدولي الراهن، الذي يعج بالتهديدات والتحديات، بات لزاما علينا تبني أساليب مجابهة جديدة، ومقاربات وطنية منسجمة، تشمل إلى جانب استغلال الوسائل والقدرات العسكرية، تعبئة كافة قدراتنا الوطنية،في إطار إستراتيجية وطنية متكاملة، تواكب التطورات الراهنة، وتعزز التلاحم الوطني،وتحافظ على الهوية الوطنية الجامعة، وتعمل على نقلها للأجيال القادمة،في وعاء جديد ومناسب، يعكس ذلك الزخم الثقافي والإرث الحضاري والتاريخي للأمة الجزائرية". وأضاف "لن يتحقق لنا ذلك إلا من خلال التكيف مع متطلبات العصر، والحضور بقوة في العالم الافتراضي، من خلال صناعة محتوى رقمي حافظ للذاكرة الوطنية، غني بالمعلومات الموثوقة والمقنعة شكلا ومضمونا، ويُعزز روح الانتماء للأمة الجزائرية، في إطار الوفاء لوصايا شهدائنا الأبرار، ومنها بالتحديد وصية الشهيد ديدوش مراد، رحمه الله، الذي قال إذا استشهدنا، حافظوا على ذاكرتنا". على إثر ذلك، أعلن السيد الفريق أول، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عن الافتتاح الرسمي للندوة. تواصلت بعدها، فعاليات هذه الندوة بإلقاء مداخلات قيّمة قدمها أساتذة جامعيون مختصون في التاريخ وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، تناولت مواضيع هامة، على غرار "أهمية المحتوى الرقمي لحفظ الذاكرة الوطنية" و"الذاكرة الوطنية في ظل الجزائر الجديدة-انجازات وتحديات"، بالإضافة إلى موضوع "زخم وثراء الذاكرة الوطنية…أيُّ سبيل لمحتوى رقمي يقوي الوحدة الوطنية ويُعزز الأمن المجتمعي"، وكذا "التحديات التي تواجه صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية". لتختتم هذه التظاهرة العلمية بتقديم توصيات حول ضرورة، توحيد الجهود بين مختلف المتدخلين، بغية مواصلة العمل على التوعية بأهمية صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية، وتعزيز الحس الوطني لدى الأجيال الصاعدة.