وقع يحي قيدوم، المنسق الوطني لحركة "تقويم وحماية التجمع الوطني الديمقراطي"، أول خرجة صحفية، أمس ندد فيها بسلوك الأمين العام أحمد أويحيى "بالسعي لتحقيق مآرب شخصية مبيتة انعكست سلبا على مصداقية الحزب". دعا قيدوم في أول نداء يوجهه لمناضلي الأرندي بعد اعتلائه المجموعة التقويمية المعارضة لخط الأمين العام للأرندي احمد اويحيى، المناضلين إلى ما أسماه "استرجاع الحزب وإعادته إلى خطه الأصلي والأصيل". وقال قيدوم في ندائه في مواجهة خصمه على رأس الحزب "فكل سلوكياته منذ اعتلائه قيادة الحزب كانت ولا تزال على النقيض تماما من الطابع الجمهوري والوطني والديمقراطي"، قائلا "فجعل من الإقصاء والتهميش سلوكا ومن المساومة والفساد منهجا ومن قمع الرأي المخالف أسلوبا" ورأى منسق التقويمية في الأرندي أن الأمين العام للحزب توجه بالحزب نقيض ما كان مأمولا، "فقد شجع الرداءة وغيب الحوار في تسيير الحزب". وشجب قيدوم بتراجع قوة الحزب من حيث أنه أصبح مثلما قال "عاجزا عن الاقتراح لغياب الكفاءات المنتجة للعطاء الفكري ولم يعد طاقة تجنيد لغياب الخطاب المنسجم الصادق والطرح المتزن والبناء". وأكد قيدوم الذي خرج عن صمته الأسبوع الماضي معلنا انضمامه للتقويمية التي بدأت مع نوارة حفصي الأمينة العامة لإتحاد النساء، أن احمد أويحيى قام بما اسماه"إفراغ التجمع من محتوى وجذوة أساسياته ومرتكزاته"، بينما دعا إلى "إنقاذ الجزائر وصونها واحدة موحدة وبناء دولة أول نوفمبر بمنهجها الديمقراطي وبعدها الاجتماعي وقيمها المستمدة من وسطية وسماحة ديننا الإسلامي الحنيف". وبالخرجة الموقعة، يحيل نداء قيدوم إلى الفهم أن التقويمية في الأرندي تريد حشد الأتباع من كل المكاتب الولائية وإخطار مناضلي التجمع بما يصفه بالتسيير الإنفرادي، كعبارة وردت كثيرا على ألسنة المعارضين لسياسة الأمين العام منذ إعلان نورية حفصي الأمينة العامة لإتحاد النساء خروجها عن طاعة احمد أويحيى متوعدة بإسقاطه من على رأس الحزب قريبا، وإن كانت نورية حفصي مفتقدة لدعم شخصيات من أوزان ثقيلة مثل الوزير الأسبق للصحة، يحي قيدوم، الأمر الذي يحيل إلى الفهم، بأن الحركة التقويمية، مصرة على التغيير في بيت الأرندي بما يجعل أويحيى خارج الإطار، فهل ينجح قيدوم في مهمته؟. ولم يكتف الوزير الأسبق للصحة، يحي قيدوم بتعداد مآخذه على أويحيى كرئيس للحزب ولكن كوزير أول، حيث أكد في ندائه "على مستوى الجهاز التنفيذي كشف قصوره وتقصيره في إيجاد الحلول للإشكاليات الاقتصادية والاجتماعية الوطنية"، مؤكدا أن حركة تقويم الأرندي، مصرة وعاقدة العزم "على استرجاع الحزب وإعادته إلى خطه الأصلي والأصيل". وخاطب يحي قيدوم مناضلي التجمع الوطني الديمقراطي في ندائه قائلا "إن حزبكم اليوم يناديكم للمساهمة في عملية التقويم والحماية من الانحرافات والانزلاقات التي شابت مسيرته منذ أكثر من عشرية".